٥

10 4 0
                                    

"لِيونارد"

ليست المرة الأولى التى أشعر بِالخوف بِسببها، وإلى الأن لا أفهم لِماذا شعرتُ بِذلك، وَليست المرة الأولى التى ألمس بِها يديها وأشعر بِدفئها، أحاول أن أستعيد حزمي وأقول لِنفسي المشاعر لِلبشر فقط، لكنني أفشل عند تواجدي معها لِسببٍ مجهول، رغم أنني لَم أقابلها سوى مرتين فقط، كان والدها يحكي لىّ عنها دومًا، لكنني لَم أراها مِن قبل، إذا كُنت أعلم مِن قبل وجهها كُنتُ لَم أفعل شيء...

عندما أخرجتها مِن الماء، أعتقدتُ أنها ماتت،
حاولت أن أقوم بِتنفس صناعي لكنني لَم أستطع، بدأتُ أن أضغط على قلبها كَما رأيتهم يفعلون مِن قبل لكنه لَم ينجح، حتى أستسلمت وفتحت فمها قليلًا وبدأت بِالنفخ بِقوة، حتى خرج الماء وبدأت بِالسعال بِقوة، لكنني لَم أرى أي ملامح خوف أو دهشة عند رؤيتي، كأنها كانت تعلم بِقدومي، بِل أحمر وجهها وبدأت تبكي، نظرتُ إليها فى صدمة، وأثناء وأنا أبتعد عنها، وجدتها تسحبني وسرعان مَا وجدتها بين ذراعي تُعانقني، لكنني لَم أشعر بِدفء مِثل المرة السابقة، لا بل كانت باردة، باردة جدًا، كأنها واحده مثلنا، شعرتُ بِجسدها يرتخي وكأنها تسقط فَتمتمت بِصوتٍ مخنوق فى أذني:
- كُنت أعلم أنكَ سَتأتي
وسرعان ما فقدت وعيها مُجددًا، وريثما أحملها بين ذراعي، سمعتُ صراخ مِن الخلف، التفتُ لِأري شابان يركضان نحوى، ولكن عندما وقعت أعينهم علىّ لاحظتُ ملامح الصدمة والغضب على وجوههم، تعرفتُ على شقيقها لكنني لا أعرف أسمه، أما الأخر فَكانت المرة الأولى التى أراه بِها، أندفعوا علىّ فجأة لِأخذها مِن بين يدي، لكنهم فشلوا بِالطبع، فَقال أحدهم:
- أن كُنت تعتقد أنكَ تستطع إذائها فَأنكَ تحلم!
ثمّ صرخ الأخر قائلًا:
- لَنَ أسمح لكَ بِأمتلاكها مهما فعلت!
وفى تلكَ اللحظة علمت أنهم يعلمون بِأمري، تركتهم يصرخون ويهذون، وقبل أن أتحرك، وجدتهم يسحبونني بِقوة فَقولت لهم:
- يجب أن أذهب
فَقال شقيقها:
- هل أنتَ مجنون!
وصرخ الأخر فى وجهي قائلًا:
- سلامات! لكن أتركها
وبدأو فى سحبها مُجددًا، فَقولت:
- حسنًا، يمكنكم أخذها إلى المشفي
نظرا لىّ بِقرف، وتركت شقيقها يسحبها مِن بين يدي، أما الأخر فَقال:
- طفيلي!
فَشعرتُ بِالغضب ولا أعرف لِماذا فعلتُ ذلكَ، لكنني سحبتها مِن يديه، وقولت فى برود:
- حسنًا، سَأخذها أنا!
وتركتهم يركضان خلفي ويصرخان كما يشائان.

...................

فتحتُ عيناي ثلاثة رؤوس مُلتسقة بِوجههي، تفاديت سعادتهم وكلماتهم حين أستيقظت، ونظرتُ أمامي؛ لِأجد شخصٍ مفتول بِعضلاتٍ، يرتدي قميصًا أسودًا، لديه شعر أسود ناعم وعيون عسلية، وفك عريض، بدّت على وجهه ملامح عدم المبالاة، لكنه ظل ينظر فى عيني وأنا أيضًا، حتى قاطعني إيفان قائلًا:
- مَا الخطب؟
بادلة إيون بِلهجة حزينة أيضًا قائلًا:
- ماذا حدث؟ لِتقتلي نفسك!

أوَارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن