٦

7 4 0
                                    

مرّ شهر، ولَم تعد مادلين لِأينور مُجددًا، حكت لِأيفان كُل مَاحدث فى بيت والده، وبدأت بِالمبيت فى منزل إيون، وفى أحدي لِقاءتهم أخبرتهم بِكل شيء، بِأمر الرسائل وأينور، ذكرياتها، كُل شيء، وقام إيفان بِوعدها بِأنه سوف يساعدها على إيجاد شقيقها، إما إيون كان يبدو عليه الحزن والإرهاق، أهتمت بِدروسها وقررت أن لا تلتفت إلى الوراء مُجددًا وأن تبحث عَن شقيقها قبل أن يأتي وقتها..

                     .........................                    

عادت إلى المنزل بعد أنتهاء مُحضارتها، نادت على إيون لكنه لَم يجبها، قامت بِتغير ملابسها، ذهبت لِغرفته لكنها لَم تجده، فَقالت:
- ربما خرج لِمقابلة أصدقاءه
دلفت إلى المطبخ لِتشرب، فَسقط مِنها الكوب مِن الصدمة، صرخت وركضت نحو إيون الملقي على الأرض، وعندما نظرت إلى وجهه فَوجدته شديد الزرقة، تحسست حرارته فَوجدته يتجمد، أخذت هاتفها بِسرعة مُرتجفة، وقامت بِالأتصال بِإيفان...

وبعد نصف ساعة جاء ومعه طبيب، أخبرها إيفان بِأن تدخل إلى الغرفة ولا تخرج منها، تفاجأت فَقال:
- لا تقلقي!
دلفت إلى غرفتها، وبدأت الهواجس تزحف إلى عقلها، مرت الدقائق، حتى أصبحت ساعات، شعرت بِالقلق، فَقررت الخروج مِن الغرفة لِترى ماذا يحدث، أمسكت بِمزلق الباب لكنه لَم يفتح، حاولت مرة أخري ومازال لا يفتح، بدأت فى تطرق على الباب وتنادي على إيفان، فَسمعت صوته يقول:
- كنت أعلم أنكِ ستحاولين الخروج، كوني فتاة مطيعة!
ضربت الباب بِقدميها فى غضب، فَقالت بِصوتٍ عالٍ:
- بغيض! معتوه!

قررت أن تُكمل قرأه الرسائل حتى يستطعفوا عليها ويفتحوا لها الباب، لاحظت أنها تبقي فقط أثنتين وتنهي حكايات والدها الميت..

        ............................................

أقترب موتي، نعم كُنت أعلم بِأنه سَيتم أغتيالي، لكن لا تكترثي لِهذا الأن، لأن هُناك شيء أرغب فى أخبارك بِه...

تخيلي ماذا كان سَيحدث لىّ أن هربتُ مع والدتكِ، ولَم أتخلى عَن بني جنسي، ولَم أمزق العقد، مَا كان سَيحدث كَالأتي:
كان سوف يتم تعذيبِ بِتصفيه كُل قطرة مِن دماءي، وسيتم تعذيب فريستي حتى الموت، نفسيًا وجسديًا، اتعرفين شيئًا، هُناك حالة خاصة لا يستطيعون قتل أحد، ويعيشون فى ذلّ طوال حياتهم، ومِن المُمكن أن يتم قتلهم، ولكن حين ينجحون يستطيعون العيش فى راحة وهدوء..

كان لدي تلميذ مِن هذا النوع، أعتبرته أحدي أبناءي، كُنت أري فيه نفسي أحيانًا، كُنت أخفيه عنكم دومًا عندما كان يهرب إلىّ، كُنت أخاف أن  يحرك بِداخلكم مَا أخفيه، لكنني أكتشفتُ أنكِ تعرفيه، وتقابلتم مرة، وتفاجأت حين لَم تخافي مِنه، لِذا لَم أمسح تلكَ الذكري مِن رأسك، لأنني رأيت فيكم نفسي والدتكِ!

أوَارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن