23-مفقودين

180 8 0
                                    

اخبر دانيل جوليا بكل شيئ، لم تستطيع جوليا أخفاء دهشتها وأبقت عيناها على وسعهما وفم نصف مفتوح. لم تنطق بكلمة بسبب دهشتها من تهورهم المخيف الذي كان سوف يوقع بهم جميعا ان تم الأمسك بهم.

.
.
.
.
.

دخلت الى الغرفة وبيدها حوض صغير فيه ماء وقطة قماش. وضعت الحوض ببطئ على الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير وغطت قطعة القماش في الماء، لقد كان الماء بارد لذا رجفت اصابعها وسارت القشعريرة في جسدها.

نظرت الى ريو الذي كان يتنفس بصوت عالي وعلامات التعب كانت ظاهرة تحت عينيه. ان تحصل على مشاكل قلبية في هذه السن هو الأسوء، هذه ما فكرت به جوليا وهي تنظر اليه.

رفعت شعره ببطئ من على جبهته المتعرقة وبدأت بمسح قطرات العرق بقطعة القماش التي غطستها في الماء البارد توها.

في اللحظة التي بدأت جوليا بمسح وجهه، علامات الراحة باتت عليه. ابتسمت جوليا بحزن وهي تتذكر كيف كان دائما مفعم بالحيوية كل ما رأته.

نظرت الى الغرفة من حولها ولقد كان كل شيئ خشبي، أنه كوخ خشبي على أي حال. لقد كان دافئ ولاكن رغم هذه قامت بأشعال المدفئة.

أستقامت وتوجهت نحو خزانة الملابس، ربما تجد شيئ جيد ترتديه، لأن ملابسها لم تكن مريحة ودافئة بما فيه الكفاية، اذا مرضت لن تستطيع الأهتمام به.

أصدر باب الخزنة صوت صرير منه كما لو كان يقول انا قديم جداً. كان هناك الكثير من الملابس لتمرر جوليا اطراف اصابعها على طول تلك الملابس وتتوقف يدها على تلك الكنزة البنية المعلقة في نهاية الخزانة. سحبتها والمفاجئة انها نظيفة لا يبدو ان المنزل قد ترك لمدة او حتى الملابس كل شيئ نظيف ومرتب. كل شيئ في هذه المنزل صالح للأستعمال فور دخولك.

توجهت نحو المرآة لتقف بأعتدال وترفع الكنزة نحو صدرها، لقد كانت جميلة رغم بساطتها. الخيوط الصوفية التي امتزجت مع بعض لتشكل هذه الكنزة الطويلة والعريضة بنية اللون. رفعت الكنزة ببطئ نحو أنفها لتأخذ نفس عميق، كانت بها رائحة مئلوفة جدا. لترفع عينيها نحو الشاب القابع في السرير لترتفع نبضات قلبها وتتذكر انها تشبه رائحته انها رائحة ريو. توردت جوليا خجلاً لأدراكها انها تعرف كيف هي رائحة ريو.

اخذتها بدون تردد وتوجهت نحو الحمام، لتخلع القميص الخفيف الذي كانت ترتديه ولبست كنزة ريو المعطرة. شعرت كما لو كان ريو يحتظنها بين ذراعيه، لقد كانت دافئة وناعمة في نفس الوقت. اغمضت عيناها لثواني قليلة وهي ترسم أشياء في عقلها.

لقد كانت خجلة لاكنها احبت هذه الشعور، احبت هذه الفكرة. ضغطت قوياً على صدرها ناحية قلبها وهي تتمنى ان يفتح عينيه ويتحدث معها.

.
.
.
.
.

"أذهبي وأحضري ريو"
لتنحني الخادمة بأحترام وتراجع بهدوء حتى خرجت من غرفة الطعام.

انتي ملكي وحدي ( روايتي الأولى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن