الفصل الرابع

1.1K 54 4
                                    

الفصل  اهو لايك من فضلكم
الفصل الرابع
السادسة عشر! هذهِ جريمة كيف باعك أهلك بتلك الوضاعة؟
صرخت سارة بتلك الكلمات لدرجة أن جراحتها التي لم يمر عليها ساعات آلمتها.
انتفضت غسق من مكانها خوفًا من صوتها العالي
- إهدئي قليلًا!
وضعت يدها أسفل بطنها مثل عادتها مؤخرًا، تستمد الحماية من جنينها وتمنحه مثلها.
ثم تابعت وهي ترى حاجبي سارة قد انعقدا، كما ظهرت حبات عرق على جبينها، لابد أنها تتألم من شدة صراخها:
- لقد توفي أهلي في حادث، واضطر خالي أن يزوجني ابنه، حتى يقبل جدي أن أبقى معهم.
كان صوتها مزيج بين الألم والخزي ،ألم فقدان ورفض، وخزي من زواج أجبر عليه كلا الطرفين.
بنبرة متوجسة وصوت أقرب للهمس سألت: ولماذا لم يقبل بكِ جدك؟
نظرت لها غسق وهي لا تصدق أنها سوف تكشف واحدًا من أبغض وأسوأ أسرارها! سر هي نفسها لم تكن تعلم به إلا بعد عقد القران والذهاب إلى منزل القاسم! لم يكن سر بل هو وصمة عار!
- أمي أنجبتني بعد زواجها من أبي بشهرين!
*****
قبل ذلك بعدة أيام...
تحديدًا ليلة زفاف ساجي وروبين، وقف ساجي أمام البحر بعد أن تعب من الكلام مع إياد، يفكر هل إياد على حق؟
هل كان من الممكن أن يتغاضى عن خطأ روبي لو أخبرته من البداية، هو يعرف روبي جيدًا.
مال طرف شفتيه بما يشبه الابتسامة، يعرفها! حقًا!
لقد اختار أن يعرف ما أراد أن يصدقه فقط، لم يشك لحظة فيها، نعم هي متحررة وذات أفكار مختلفة معارضة له، لكن ذلك لا يعني بأن تكون بتلك الدناءة وتحاول أن تخدعه حقًا.
المشكلة أنه سألها مرة عن مدى تطور علاقتها مع أصدقائها وخطيبها السابق، لكنها أجابت بما يريد سماعه بالضبط، وصدق دون نقاش!
كم كان مختلف مع غسق، يا إلهي لماذا يرجع إليها ثانية، لماذا المقارنة؟
هذا ليس في صالحه أبدًا؛ لطالما تعامل مع غسق على أساس أنها منحلة عديمة الأخلاق، فهي تربية بيئة أجنبية بالإضافة لأنها ابنة فجر عمته!
والكل يعرف ماذا فعلت فجر؟! رغم مرور السنوات وأنه تم التستر على فعلتها بزواجها ونفيها للخارج، إلا أن والدته لم تجعلهم ينسون فعلتها خصوصًا مع عودة غسق كزوجة لابنها المفضل.
لازال يذكر تفاصيل ذلك اليوم البعيد عندما قرر سليم القاسم، أن يعقد قِرانه على تلك المسمى ابنة عمته...
تملكه الغضب وكاد أن يرتكب جريمة وقتها، لماذا هو بالذات؟ هو لا يعرفها، ولا يريد ذلك، لكن رد والده ألجمه!
- أنت مشارك في ما فعلته عمتك، يجب أن تدفع الثمن الآن.
لا زالوا يحاسبونه على ما حدث رغم أنه كان طفل ولا يدري ما تفعله عمته.
بهذه الكلمات المختصرة وافق على مضض بعد أن وعده والده أن يحله من ذلك الارتباط  بعد أن تنهي غسق دراستها.
هو حتى ليس ملزم بها ماديًا أو معنويًا، فقط من أجل أن تبقى في منزل العائلة.
يذكر أول مرة رآها لم يتأثر، كانت فتاة أقل من عادية، شعرها قصير بالكاد يغطي رقبتها، توجد عدة كدمات متفرقة على وجهِها، ذراعها مغطاه بشال ملفوف حول رقبتها، ترتدي ملابس واسعة، لا يظهر عليها أي ملامح أنوثة، لا يصدق أنها في السادسة عشر من العُمر، فشكلها يوحي بأنها في العاشرة رغم طولها.
انتهى من المهمة بسرعة، وتوجه الجميع إلى بيت العائلة لتبدأ المعركة، لكنه لم يتعب نفسه ولم يتدخل أبدًا! ترك والده في وجه المدفع فقد انتهت مهمته هنا.
****
مسحت سارة جبهتها بظهر يدها في إحراج، لم تتوقع هذا الرد أبدًا:
- رحم الله والديكي، لكن لماذا يحملك جدك خطأها؟
كان صوتها منخفضًا وارتفع بالتدريج كأنها اكتسبت ثقتها من جديد، ثم إن خالك ظالم، كان من الأسهل أن يحارب من أجلك لا أن يزوجك ابنه، وأين هو ذلك الابن الآن؟ كبرتي عليه فقرر أن يتزوج من قاصر أخرى؟
بنبرة هازئة أكملت تساؤلاتها.
لم تكن تدري أن كلماتها كسهام حادة تغرس في قلب غسق تمزقه إلى أشلاء.
بكلمات تقطر ألمًا أجابتها: تزوج من حبيبته، ولا ليست قاصر بل هي تكبرني بعدة سنوات في الواقع.

غسق الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن