ترتـشف شاي الصباح المـمزوج بـ الورد في شرفتـها مع كعك الفانيليا المفضل
إنه وقت مقدس بـ النسبة لها، في هذا الوقت تقوم بتصفية ذهنها المشتت، تتأمل ذلك المنزل بشرود تنـتظر ذلك الكلب بـ هدوء.
هذه المرة تأخر في القدوم شعرت بـ القلق وأصبحت الأفكار السوداء تحوم حولـها.
"هل هو بخير؟"
الساعه قد تجاوزت السابعة صباحاً وهو لم يظهر منذ ليلة البارحة.
أرادت إخبارِه ولأول مرة يمر يومِـها بدون أن تـتلقى ضرباً عنيفاً
لقد سافرت العائِلة ظُهر البارحة لـمدة شهر بسبب مرض تلك الإمرأه
وأنها ستستريح من عذابـهم وستجد لِـ كدماتها وقتاً لـتشفى و تختفىَ تماماً ويَعود جِلدها إلى اللون الطبيعي
وتستطيع إبعاد شعرها عن وجهـها بما أنه أكثر مكان تزينه الكدمات أخيراً !.
***
مـر الوقت و ليس لـِلكلب أيَّ أثر، القلق والتوتر تمكن مِنها كثيراً مِما جعلها تقف لـ تـتكئ على سورِ شرفتـها وهي تـمَعن النظر بـ منزلهِ
تجول بـ نظرِها بين النوافِذ و أرجاء الحديقة بقلق ظاهِر
رفعت شعرِها عن وجهـها و ربطته لِـ تظهر ملامِحه ويتضح لون الكدمات البنفسجية، بسبب إنشغالـها وبحثـها عن ذلك الكلب.
لم تنتبه لِ تلك العينان التي تحدق بها بـ حاجبـين مقطبـين
تـنهدت بعد أن فقدت الأمل في ظهورِه فدَخلت إلى غرفتـها ونادت الخادِمة لـِتأخذ صينيه الشاي.
دخلت الخادمة وهي تحدق بـ الـمستلقية بـ صدمة إعتلت ملامحـها، رفعت الأخرى نظرِها ناحيتـها فـتذكرت أنها قامت بـ ربط شعرِها وإبعادِه عن وجهها.
"وجهي مُخيفٌ ألَـيس كذلك؟"
إرتبَكت الواقِفة و أنزلـت رأسِها بـِإحترام.
"أعتذر سآخذ الصينـية و أذهب على الفور"
"لا شيء يَستحق الإعتذار لي الآن، أعلم أن وجهي مخيف على كل حال"
"كلا يا آنستي!، وجهـكي جميل، وأنا أتمنى أن تزول هذه الكدمات سريعاً لـ نتمكن من رؤيتهِ مرة أخرى"
إبتسمت في نهاية حديثـها ثم توجـهت إلى الشرفة لـتنفيذ ما طلبته منها، بينما ضحكت الأخرى بـخفة لما قالـته ومن ثم فتحت شعرها لـتعيد إسدالِه على وجهِـها مُخفية الكدَمات.
مرَّ أسبوعان ونِصف على بقائِها وحيدة في المنزل وإختفاء ذلك الكلب
حياتها زادت مللاً لِـ درجة أخافتها
على الأقل كان وجود تِلك العائلة يطفى جواً من الحيوية في المنزل وخصوصاً ذلك الصغير، لقد إشتاقت له كثيراً ولِلَّعِب معه مرة أخرى.
****في تمام الساعة الثامِنة صباحاً قررت الخروج من المنزل بعد أن كانت حبيسته لـ مدة أربعة سنوات بسبب الكدمات التي كانت تلازم وجهِـها دوماً والتي إختفت الآن تقريباً ولم يتبقى سوى التي تزين أسفل خدها الأيمن.
سَعدت كثيراً لـرؤية وجهـها من جديد وسعِدت أكثر لأنها سترى العالم الخارجي بعد انقطاعٍ طويل.
نظرت لـِوجهِـها في المرآه مرة أخرى لـ. تتأكد أنها قامت بإخفاء كدماتـها بـ واسطة مساحيق التجميل جيداً
ومن ثم إرتدت معطفها وحطّت حقيـبتها لـتتوجه إلى الأسفل، فتحت باب المنزل لـتستقبلـها نسمات الهواء الباردة التي أعادت لها الحياة داخلها.
شعورها عندما رأت الشارع والمنازل لا يوصف حقا، أصبحت تسير و تلتفت حولِها مبتسمة
توقفت عند أحد المقاهي لـِ شراء بعض القهوة، وكم فرحت عندما رأت الناس، وخاطبـها المحاسب عن نوع القهوة اللتي تريد.
خرجت عائدة أدراجها تحتسي قهوتـها علها تكسبـها بعض الدفئ فـ الجو كان بارداً، ولكنه مازال جميلاً.
نظرت لـ ذلك المنزل الذي يـقطن بـهِ الكلب بَينما هي تقِف أمام مَنزلـها
قررت الذهاب إليه أملاً في رؤيته لـكنها مترددة في قرع الباب.
ما الذي يتوجب عليـها فعلهِ وقولهِ إن فُتح لها الباب وهي لا تعرفهُ حتى ستكون فضولية إن سألت عن كلبـهم دون معرفة سابقة بهم.
تقدمت ثلاث خطوات ناحِية الباب، ومن ثم تراجـعت ذاتِ الخطوات لـِ لخلف لم تستطع قرعِه، لقد إستدارت عائِدة إلى منزلـها وهذه المرة كـ سابقتها.
لم تنـتبه لـِ تلك الإبتسامة المتسعة أو تِلك اليدان اللتان قامتاه بـ فتح الباب ـ بحذر لِـينطلق من خلفه ذلِك الجسد الكبير يركض بسرعة جنونية نحوها.
***
___
لا تنسو
- ڤوت -

أنت تقرأ
الـلامَـنـطِـقـية - JK
Misterio / Suspensoكيف لكِ أن تكوني بـهذا البؤس.. ألا تملين؟ - مَن أنتي؟ - أنا تشـين مـي .. وأدعـى ميـي يـونغ . •ذات فصول قصيره.