إذاً مـن أنـا؟

154 19 8
                                    

___


إلـتفتـت مُـتفاجِئـة لـ سماعِها صَوتِ نباحِه

شُـق وجهِـها بـ إبتسامَة واسِعة حالـما وَقع نظرها عليهِ

جلست على رُكبتـيـها وضمته لها بـقوة بـينما هو ينـبح يـلعقـها معبراً عن فرحهِ لـ رؤيتها مرَّة أخرى، فَسعادتها إكتملت برؤيتهِ عن قرب.

وجهت نظرِها إلى ذلِك الباب المفتوح رُبعـهِ، وتسائـلت إن كان الكلب خرَج منه وإن كان ذلـك!
فكيف إستطاع فتحُه؟
فهي لا ترى أي شخصٍ يقف هناك.

جزمت أن شخص ما قام بذلك لأنه يستحيل على كلب فتح باب كـهذا، بينما هي تحدق بما في خلف الباب والتي هي حديقة منزل.

لمحت شخص قادماً نحوه بفزع وكما بدا لها أنها خادِمة.

تكلمت فورَ رؤيتِـها لـ لخادمة:

"آسفة إن كان أزعجكي يا سيدتي، لا أعلم كيف خرج"

وقفت لـ تجيبها مبتسمة.

"كلا لم يزعجني إنه ودود"

خاطبت الكلب هذه المرة وهي تشير لـه بـ القدوم.

"هيا لـ الداخل ... هيا سـيغضب سيدي كثيراً، يكفي ما حدث لك قبل أسبوعين"

لفت إنـتباهـها آخر ما قالته الخادمة فـ إسترسلت لها.

"المعذرة على التطَفل، لكن ما الذي حدث له قبل أسبوعين؟"

"لقد صدمته سيارة سيدتي عندما كان يلهو أمام الحديقة، لكن إصابته لم تكن خطيرة
لازم المشفى لـ خمسِ أيام ثم منعَه سيدي من مغادرة غرفتِه .. لكن اليوم سمح له باللعب في الحديقة،

هيا عليك الدخول كي لا يقلق سَيدُك حسناً؟"

إبتسمت ثم إستقامت مستكملة

"هل لي معرفة إسمه؟"

"أجل آنستي، إنه يدعى'كاسبر'.
أستأذنكي الآن فإن سيدي سريع الغضب"

لوحت لهما بـيديـها ثم عادت إلى منزلها.


***

في المَساء خرجت في شرفتـها لـتقابِل الكلب

وقابلته فعلاً بإبتسامة واسِعة كانت تجلس علي كرسي في شرفتـها وهي تحدق به وهو يقفز ويلعب في أرجاء الحديقة دليلاً على فرحِه بـ رؤيتها مجدداً

وقفت لتستنِد بكِلتا زراعيـها على سور شرفتِها حدقت به لوهلة قبل أن تبدأ بالحديث.

"أتعلم كاسبر .. مرَّ أسبوعان وأنا لم أتلق الضرب كـالعادة، أشعر أن الحياة إبتسمت لي من جديد بعد أن كانت تبغضني أتمنَّي أن لا يعودو
لكِن للأسف سيعودو قريباً"

تنهدت لـتكمل:

"أريد الخروج من هذا المنزل لكن أين؟
أين من المفترض أن أذهب؟
كيف سأعيش؟
من في سِنِّي الآن يدرسون الجامعات ليحققو مبتغاهم، أو ربما حصلو على وظائِـفهم الآن ويعيشون في هناءٍ، أما أنا فلا شيء يُذكر".

أنزلت رأسـها لـتسمح لـدموعها بـ الخروج
توقف ذلك الكلب عن اللعب وجلس يحدق بها كأنه شعر بها.

رفعت رأسها تبتسم بـ إنكسار
لـتتفاجئ تلك العينان في الخفاء من شحوب ملامحـها

تابعت حديثها تنظر للكلب أمامها.

" إذا لم تكن هذه عائلتي، ولم أكن إبنتهم ..
إذاً من أنا؟
وكيف ولدت؟
ولماذا أعيش معـهم؟
كيف وصلت إلى هنا؟ "

بدأت بالبكاء بـحرقة دافنة وجهِـها في ذراعِها

رفعت رأسِـها مجدداً لـتستقر تِلك العينان عليها، وتتحرك تلك اليدان تستند على ما أمامـها بِغية الإنصات لما ستقوله الآن.

نطقت بعد وهلة من الصمت.

"نعم ... أنت الوحيد الذي تعرف كل شيء عني ... إذاً إياك والإفصاح عن هذا !"

مسحت دموعـها بـكفيها ثم إستكملت.

"هيا عد إلى الداخل سأراك غداً، تصبح على خير"

أرسلت قبلتـها المعتادة ودخلت غرفتـها مقفلة باب الشرفة، وكذلك كان تحت أنظار تلك العينان التي دائما ما تـتوجد عندما تلتقي ب كاسبر في كل مرة.

هي تشعر أحياناً بأن هناك من يراقبها، لكن لم تعي حتى الآن أن ذلك الشعور في محله وأن ما تشعر به صحيح ويحدث فعلاً.

***

لا تنسو

- ڤوت -


الـلامَـنـطِـقـية - JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن