إِنـتـحار

158 23 18
                                    


___

عـادت تِلك العائِلة من سفرها وعادت الحياة البائِسة لها

أصبح الضرب أعنف من ذي قبل، أصبحت دمائـها تسيل أكثر

وصل ذلك الرجل لـمرحلة ضربها بـ حزام بنطاله بعد أن تجردها تلك المرأه من قميصـها

ما إختلف الآن في تعذيبـهم هو أنـهم لم يَمـسّا وجهِـها وأصبحا يُركزان على جسدها

يعنفان ساقيـها وكأنـهما يـحاولان  إعاقتـها عن الحركة.

عندما وصلا إستقبلتـهم بـالأحضان الحارة وظنـت أنه بِسبـب مرض تلك المرأة ربما ستـتغير حياتـها معـهم ولو قليلاً.

لكن ظنـها قد خاب عندما دخل عليـها في اليوم التالي وإنقضو عليـها كـ الوحوش الهائِجة.

ذلك الصغير مُنع من مغـادرة غرفتِه وأصبح حبـيسها ربما لـطيلة حياتِه.

لكنه ولحسن حظه طلبَـته جدته والتي هي والِدة والدهِ لـلمَبـيت عندها بـحُجه أنها تشتاق إليه، إطمأن قلبـها وإرتاحت كثيراً لـذهابه فـتلك الجدة تملك قلباً أبيضاً.

***


مر أسبوعان على عودة هاذان المختلان كما أطلـقت عليهم
وكانت هذه الأيام بالنسبة لها جحيماً كل ما أصبحت تريده وتـترجاه هو الموت

تـتمنى أن يقوم بـقتلها لـتنـتهي حياتـها البائسة

تراجعت عن قرارها لمعرفة من تكون ما تريده فقط هو الركوض في قبـرها بـسلام.

هذه الأيام لم تعد ترى الكلب 'كاسبر' مطـلقاً

لأنها تلازم الأرض دائماً ولا تنهض سوى للذهاب للحمام وبـمساعدة من الخادمة لها.


***

في ليلة تزينت سماؤها بالبدر وبينما هي مستلقيه على الأرض تـتألم إثر تلقيـها لـلضرب قبل ساعتان

رنَّ هاتفها معلناً على إتصال

نظرت لـهاتفها الملقى بـجانبها لـلتفاجأ بأن المتصل هو تلك المرأة

أجابت واضعة الهاتف على أذنها دون النطق بحرف واحد.

"أعلم أنكي لن تستطيعي الكلام ونحن آسفون على ما فعلناه يا عزيزتي، وتعبيراً عن أسفنا أحضرنا لكي مفاجأة ستعجبكي نحن في الطريق الآن لذلك كوني بخير حين وصولنا"

الـلامَـنـطِـقـية - JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن