تسمع طرقات متواصلة علي باب غرفتها ويلحقها صوت انثوي:سممممر الساعة 7 إلا م ممكن معاك
تردف التي بالداخل:طيب طيب هدى خلصتا
تحمل حقيبة اليد خاصتها وتتجه نحو الباب لتفتحه وتبتسم ببلاهة للواقفة خلفه..
تضربها الآخرى في رأسها بالكتاب الذي بين يديها وتقول:يومك زاتو..المحاضرة ح تفوتنا
تُجيب سمر وهي تسير خلفها:م بتفوتنا ييخخ
لتقول الآخرى:الساعة 7 إلا 6 دقايق..حتلقي في 6 دقايق؟!
سمر ببلاهة:م حنلحقها من البداية لكين بنحلق النص الآخير
تحرك الآخرى رأسها بيأس تزامناً مع وصولهما للسيارة التي يقف سائقها بجانبها والذي فتح الباب حالما رآهما قادمتين...يقفله بعد صعودهن ويصعد بسرعة امام المقود وينطلق بهما للجامعة...مدريد..
العاصمة الاسبانية..
في ذلك القصر المتطرف قليلاً عن قلب العاصمة القريب من ضفاف نهر المانثارنايس..
رجال ذو بذل سوداء وسماعة لا سلكية موضوعة علي آذانهم اليُسرى، ضِخام البنية، تبدو القسوة جليية في وجوهم..منتشرين حول القصر وعند المداخل لن يسمحوا لحشرة طائرة بالدخول إلا بآوامر من سيدهم...
في تلك الغرفة الواسعة ذات الثريا الفاخرة المُتدلية من ذلك السقف المنحوت بنقوش ملكية باللونين البيج والكبدي...
جالس بالقرب من الشُرفة الفرنسية في كرسي وثير مغلف بالجلد الاسود..ينظر لتلك الكأس بين يديه المملؤة لربعها بالنبيذ الاسباني الفاخر...
كاد الآخر يتحدث ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه الجوال ليرد بلهجة اسبانية :ألوو
يُنصت للطرف الآخر ليردف بابتسامة:جيد جيد
يُغلق الهاتف لينظر للقابع امامه
ويقول بإنجليزية:تمت العملية بنجاح
ويرفع كأسه بمعنى نخبك
يرفع الإخر نظره ببرود ويصدم كأسه بخفة مع الآخر ثم يرتشف ما فيها دفعة واحدة..ينظر مطولاً للكأس الخالية ليضعها في الطاولة التي بينهما تزامناً مع رنين هاتفه..يخرجه من جيب سترته ويرى اسم المتصل ثم يُجيب بلهجة سودانية:اهاا؟! الطرف الآخر:كلو تمام ي ريس
ينظر للذي امامه بنظراته القاتمة ليقول:حلوو..نفذ بعد 30 ثانية
يغلق الهاتف ويدخله في جيب سترته الجلدية الفاخرة..يتأمله الأخر بإعجاب ليقول بالانجليزية:سعيد جدا بتعاملي معك..ولكن ي حِفتر الا تظن اننا يجب ان نعقـد صفقة جديدة معاً؟!..لا اريد ان تكون هذه صفقتنا الآخيرة
وقف الآخر بقامته الفارعة..ببرود ووجه الخالي من التعابير ليقول:بطبع لن تكون هذه صفقتنا الآخيرة
ليقف الاسباني ظناً منه انه يريد مصافحته..يفاجأه الآخر بإخراج سلاحه وتصويبه نحوه
وهو يقول:بل ستكون صفقتك الآخيرة علي الإطلاق
يندهش الاسباني لبرهة وبعدها يبتسم بثقة ليقول:اوه عزيزي حِفتر يبدو انك اخطأت الهدف هذه المرة
يجيب المدعو حِفتر:اوه عزيزي رستم انت لا اخطئ الهدف ابداً
يقف رستم ويدخل يده خلف ظهره ليخرج سلاحه لكن حِفتر كان اسرع منه واطلق النار في يده..يصرخ رستم بألم ويصفق بيده استغاثةً برجاله لكن لم يدخل احد...
يضحك حِفتر بشراسة ويسحب رستم بيده اليُسرى يلصقه بزجاج الشُرفة ويقول:رجالك يحتاجون المساعدة..لن يستطيعو مساعدتك
ينظر رستم للحديقة وبالفعل يجد رجاله محاصرين برجالك حِفتر..يبتسم حِفتر للرجل الواقف في منتصف الحديقة الملوح له كأنه جندي..
يُفلت رستم ليقع الاخير ارضاً جاثياً علي ركبتيه...ويضع حِفتر فوهة مسدسه علي رأس رستم
رستم برجاء:لمَ؟!..لماذا تريد قتلي؟!..بماذا اخطأت انا؟!
حِفتر:لم تخطئ
رستم:اذا لماذا تريد قتلي؟!
حِفتر:لأنني لم اقتل احدا منذ ثلاثة ايام..اي منذ قدومي لمدريد
رستم:ارجووك لا تقتلني يوجد رجالي يمكنك قتلهم لكن اتركني
حِفتر:تؤ تؤ..رجالك لم يترجوني لأتركهم يعيشون وبالتالي لم استمتع بقتلهم..وكما تعرف تزيد متعة القاتل عند قتله لشخص يريد العيش
رستم بالاسبانية:ستندم..المافيا الاسبانية لن تتركك تنجو بفعلتك هذه
حِفتر بالانجليزية:حسناً..هذا سبب آخر لقتلك وهو انني اريد الوصول لاسيادك
رستم:يسقتلونك..صدقني لن تنجو بفعلتك
اطلق حِفتر عليه النار لتستقر الرصاصة بين حاجبيه..ينظر له ببرود وهو يلفظ آخر انفاسه..يدخل سلاحه بجانب خصره وينفض يديه..يتخطا جثة رستم ويخرج..يقابله رجل عند باب الغرفة
حِفتر ودون ان يتوقف:جيب لي راسو في شنطة
الرجل:حاضر ي ريس
يتجه حِفتر للاسفل بخطواته الملكية وهو يهندم سترته السوداء..يركب سيارته ليقود مبتعداً عن هذا القصر...