تقف "زينة" كالفراشة -التي ترفرف بين الأزهار برقتها المعهودة- مع الشاب نفسه يتبادلان الحديث ويضحكان، فيقترب "وجود" مشتعلًا كالوقود من قربهما لبعضهما، فذهب إليهما ووقف بينهما. ذاهبًا خلفه "كارما" و"مستقبل"، فتبسمت "زينة" وهي ترفع يدها تشير على من اقتحموا خصوصيتها وتعرف رفيقها عليهم:
- كارما، مستقبل.
فصمت وهي تبتسم وتتجاهل ثالثهم عن قصد ولم تكمل، فأردف "وجود" بغيظ وهو يضغط بقوة على قبضة يده:
- وبالنسبة ليا.. شفاف مثلًا.
أجابته وهي ترمقه ببرود لوح ثلج:
- آه نسيت..
فأولت بصرها على صديقها تخبره بلامبالاة:
- ودا وجود زي...
- زي؟!!!
نطق بها "وجود" وهو يقاطعها باستياء، فأكملت حديثها وهي تحدقه بابتسامة خبيثة وترفع حاجبيها:
- أخويا.
بلل شفتيه ثم ضغط على شفته السفلية بحدة وأعلن بغضب غامض:
- أممم أخوكي!!
- أمال إيه! هو فيه حاجة تاني مش واخدة بالي منها يااا.. وجود.
يحرك رأسه بنفي وهو يحك طرف حاجبه الأيسر:
- لا مفيش، وبالنسبة للأمور.
بسط الشاب يده يصافحه وعلى وجهه ابتسامة:
- أنا أحمد.
لم يرفع يده يصافحه، ورمقه بتعالٍ وهو يخبره بابتسامة صفراء:
- احمد ربك إنك واقف وسط ناس.
زوى ما بين حاجبيه بذهول وهو ينظر يسارًا ويمينًا، ثم تفوه باستغراب حديثه الغامض:
- ليه هتعمل إيه!
- اللي بيعمل مش بيرغي.
قالها بحدة وهو يترك لهم المكان بأكمله،
أنت تقرأ
غرورها جن جنوني الجزء الرابع من سلسلة معشوقتي المجنونة
Ficção Adolescenteحينما يسيء كل منا الظن بالآخر، تنمو بذور الشك في باطن أنفسنا وتترعرع حتى تصل إلى عقولنا، و يثمر غراس الشك بالغرور و الكبر فنخسر أعز الناس، وعندما نتجرد مما ميزنا به الله عز وجل عن باقي المخلوقات، فحينئذ سنتصرف مثل الدواب التي تمشي على الأرض. أما هي...