الفصل الثاني عشر ......"خداع "

2.4K 125 14
                                    

الفصل الثاني عشر ......"خداع "

منذ أن مكثت داخل شقته وهي تشعر بالأمان المطلق لم يعد لديها هذا الشعور البغيض بالخوف فلقد أسترخت فوق هذا الفراش الكثير من الوقت دون أن تشعر بالملل لم يقظها غير دقات هذا الجرس اللعين تململت في فراشها ونهضت وهي تتثاءب ثم وضعت حجابها فوق خصلاتها الناعمه وما أن فتحت الباب وجدته يقف علي استحياء يحمل بين يديه العديد من الاكياس البلاستكيه وهو يقول بخفوت
_نمتي كويس ........؟!!
أومأت برأسها وهي تلتقط منه هذه الاكياس وقالت وابتسامتها المشرقه تزين وجهها المستدير
_متتخيلش كميه الراحه اللي حسيت بها هنا يا "مروان "....
كان يبدو عليه الارهاق الشديد وعلي الرغم من ذلك منحها نظرات دافئه كانت في حاجه اليها بالفعل سارت الي المطبخ وكأنها تسيرعلي دقات قلبهاوليس علي قدميهاوهي تحتضن هذه الاكياس الي صدرها بسعاده سيتناول معها وجبه العشاء الليله وسيمنحها القليل من وقته ولكنها ترتضي بهذه الدقائق وضعت صينيه الطعام علي الأرض وأشارت اليه بالجلوس فقال لها بعدم تصديق
_ده ايه التغيير المفاجئ ده وكمان علي الارض ....؟
خلع حذائه وجلس في ذهول من طريقتها البريئه فجلست بجانبه وهي تقسم الخبز نصفين لتعطيه شطر منه ليتقاسم معها الطعام أبتسم وهو يتناول من بين يديها الخبزبدأت تأكل بنهم وكأنها لم تأكل منذ زمن بعيد أبتسم في قراره نفسه من عفويتها ثم رفع نظراته الي منامتها فأشاح بوجهه قسرا وهو يخشي قراءه ما تفضحه عيناها عندما أردفت هي بنبرتها العذبه
_مالك يا "مروان "......؟
قالتها وهي تتمعن النظر الي عشبتيه الغاضبتين فقال لها وهو يشير الي منامتها التي ترتديها
_البيچامه  دي بيچامه "يحيي الصياد " ....!! مش كده
نفت برأسها وهي تحتضنها الي صدرها تشتم رائحتها وقالت وقد أغرورقت عينيها بالدموع
_ دي بيچامه "سامي " فيها ريحته علشان يبقي دايما جنبي ومعايا علي أمل أننا نتقابل تاني
ارتجفت شفتاها بشبه ابتسامه أذابت قلبه فضغط علي كفها أكثر بينما غمغمت هي بشرود
_"يحيي " خلاص أنتهي من حياتي للأبد
أغمض عينيه للحظات والتوت شفتاه بابتسامه مريره وهويستعيد ذكري مشباهه وهو يقول بتساؤل
_حبتيه ......؟
أفاقت من شرودها علي سؤاله فقالت وهي ترتشف القليل من المياه وقالت بشرود
_قدر بقسوته وخيانته يسحب اللي باقي من رصيده الحب اللي بتتكلم عنه ده مبقاش موجود
أنتفض جسده عندما أنهت عبارتها يشعر بشعورها المتفاقم ضم قبضته بقوه جواره وهويهمس بجمود رغم انكسار نظراته
_عندك حق كل واحد فينا هو اللي بيحدد مكانته في حياه التاني
ابتسمت باشفاق وهي تربت علي كتفه قائله باهتمام
_ وأنت يا "مروان " جربت الشعور ده قبل كده .....؟
خفق قلبه بجنون وجسده كله يرتجف ولكنه تمالك قوته عندما قال بحزم
_لا ...... , مجربتش الشعور ده بس بتمني أجربه مع اللي تستاهل مكانتها في قلبي يا "سديم"
كان غارقا في صدمته لقد نفي لها حبه السابق ولا يعلم لما أصر علي كذبته الخفيه  ليؤكد لها أنه لم يشعر بهذا الشعور من قبل تحدثت والحيره تنهش قلبها قائله بعدم استيعاب
_أنت متاكد أنك مجربتش الشعور ده  قبل كده يا "مروان "؟
لم تكمل حديثها وتفاجئت بدقات الباب تطلعت اليه "سديم "بعينين زائغتين فقالت له بعدم تصديق
_ده مين الضيف اللي ممكن يزورك في الوقت ده؟
مط "مروان "شفتيه بعدم أكتراث ونهض من مكانه فأسرعت "سديم "تختبئ الي الداخل وهي تخشي أن يكون "يحيي " قد علم مكانها وقعت عليه الصدمه علي فور حينما وجدها تقف علي أعتاب شقته ودقات قلبها تتسارع وتتقافز أثر صعودها الدرج فتح فمه علي وسعه حينما لمحها هي بشحمها ولحمها ترتدي  تنورتها السوداء الواسعه وقميصها الأبيض الطويل وطرحتها تستر خصلاتها فهبط بنظره الي ذراعيها وهذه الأسوار الذهبيه التي لا يستطيع أن يحصي عدها أما عن حقيبتها التي تضعها عند مقدمه صدرها تخفي تميمتها الذهبيه والتي أن دلت فأنها تدل علي ثراء عمه وعائلته فقال لها وهو يشهق
_"حسنااااااء" .......؟!
أبتسمت بمجامله وهي تقف علي استحياء وقالت بخفوت
_ ايوه "حسناء " يا "مروان "مفاجأه مكنتش متوقعه أنا أسفه جت لك من غير ميعاد
اومأ برأسه وهو يتطلع الي عينيها الضيقيتين وقال لها وهو يشير الي الداخل
_أتفضلي أحنا هنتكلم علي الباب
كان يتمني في قراره نفسه الا تدخل وتنصرف من أمامه الان ولكنها خابت ظنونه ودلفت الي الداخل ألقت نظره خاطفه لتتفحص المكان بأعين مترقبه فقالت بتساؤل
_واضح أنك كنت بتاكل ....؟
تشدق ساخرا من أين أتت بهذا الذكاء ؟ فالطعام مازال متواجد علي الأرض وأبخرته مازالت تتصاعد الي أنفها فقال لها وهو يشير اليه
_تحبي تاكلي معايا ....؟ بس دي مشويات وانتي ملكيش فيها طبعا
أشارت باصابعها بعدم أكتراث فهذا الصنف ليس المحبب اليها مطلقا فقالت وهي تجلس علي المقعد
_لا مش عايزه , أنا جايه علشان أطمن عليك
جلس في قبالتها وهو يربت فوق فخذه قائلا
_أطمني وقولي لعمك أنا لسه عايش علي فكره
طوقت بأناملها وجهه وقالت وسهام نظراتها تخترق عشبتيه الدافئتين
_بعد الشر عليك يا "مروان " العيله محتاجه لك
أنعقد حاجباه بسخريه وهو يزيح أصابعها نعم فهي من تحتاجه وهي بالعائله أكملها لاشك تنحنح قبل أن يقول
_متشكر يا "حسناء " علي المجامله  دي بس لازم تعرفي أن العيله الكريمه مش بيهمها غير المصلحه العليا وبس
رفعت حاجبها العريض والذي خطته باللون الأسود لأعلي قائله بعدم تصديق
_وأنا ميمهنيش غير أنك تكون دايما بخير يا "مروان " ....
نفخ بضيق وهو يراها تتحدث بهذا الشكل وقال ليصحح للاخري الأمر
_طبعا طبعا أحنا طول عمرنا أخوات وهنفضل كده طول العمر
انعقدا حاجباها بغضب وهي تستشعر حديثه الهازئ
_انت هتنكر أننا موعدين لبعض والا ايه أنت ناسي أن عمي قال كده ...؟
ضرب فوق خده بخفه وأشار الي ركبتيه وهو يقول ساخرا
_ده لما كنا أد كده وعمرنا خمس سنين يا مفتريه ...!!
خانتها دمعه غادره سقطت علي وجنتيها المنتفختين فمسحتها بسرعه لتعاود هامسه
_أنا عايشه علي الأمل ده من زمان أننا نكون لبعض لكن واضح أنك كنت واخد الامور بسخريه
ألم روحها كان يفوق عتاب قلبها الذي طالما حذرها من تماديها بحلم لن يتحول يوم لحقيقه ونحيب قلبها المتواري خلف ستار خيبته
_صدقيني أنتي تستاهلي شخص أفضل مني بكتير أنا وأنتي مش هناكل مع بعض
مازال يذكرها بالطعام في كل مره يتحدث اليها ليس الذنب ذنبها وحدها ولكن ذنب عائلتها أيضا فهي المحبه للطعام دائما ليس لديها وسيله أخري للتعبير عن سعادتها أو حزنها غيره أتسعت عيناها بمزيج من الاستنكار والترقب عندما أنهي حديثه فقالت
_قول أني مش من النوع المفضل ليك وأنا هحترم قرارك يا "مروان "
النوع المفضل أي نوع تتحدث هذه الحسناء ؟ نفي برأسه وهو يشعر بالاستغراب من حديثها ولكنه سيجعلها تكرهه وتكره اليوم الذي أحبته فيه شمر عن ساعديه وبدأ يفك أزرار قميصه العلويه وقال وهو يقترب منها
_أنا مش "مروان " اللي أنتي كنتي تعرفيه يا "حسناء " ؟ انا واحد تاني متعرفهوش وميشرفكيش أنك تعرفيه
تراجعت الي الخلف وهي تضم قميصها الي صدرها وقالت بعدم تصديق
_أنت بتقول ايه أزاي تتكلم علي نفسك بالشكل ده ...!!
فتحت "سديم "فاهها وأخذت تمعن النظر الي حديثه المختلق فتابع قائلا
_أنا بقيت زير نساء وصاحب كوبايه كمان
شهقت بصوت مسموع وهي تضرب صدرها بقوه وقالت و هي ترمش بأهدابها عده مرات
_أنت بتكدب مش كده ....؟
نفي برأسه وهو يشير الي الأطباق والطعام بتساؤل
_الأكل ده أكل واحد هياكل لوحده يا "حسناء " ؟أنا كنت مواعد واحده وهي هنا دلوقتي
لمحت بطرف عينها حذائها بجوار المقعد ألتقطت حقيبتها ونهضت من مكانها عقلها لايصدق هرائه وقلبها كان في واد أخر يئن بين ضلوعها كاتما حرقته فقالت
_عن أذنك أنا أتاخرت علي السواق اللي مستنيني تحت خد بالك من نفسك يا ابن عمي .....يا خساره يا "مروان "
تنفس الصعداء حينما أغلق الباب خلفها فخرجت "سديم "تحاول أن تسيطر علي نوبه الضحك التي أنتابتها من طريقته التمثيليه الساخره وقالت ضاحكه
_مش ممكن الطريقه اللي أتكلمت بيها معاها أنا نفسي صدقتك يا "مروان "
جلس علي المقعد وهو ينظر الي الطعام الذي فقد سخونته وهو يقول
_منك لله يا "حسناء" الأكل برد ....
_أنت كسرت بخاطرها يا "مروان " كلامها عن اللي كان بينكم يقول أنك .....
لم يكمل الا وأشار اليها محذرا اياها قائلا
_ يقول ايه ......؟ حد يصدق أن بيني وبين عاصفه التنين دي حاجه ...!!
ورغم الابتسامه الظافره التي أرتسمت علي شفتيها لم تمنع نفسها من التساؤل
_مين عاصفه التنين دي ...؟
لوي شدقه وهو يجيبها بسخريه
_ "حسنااااااء" ......طبعا
.............................................
ظلت تنتظره طويلا لقد تأخر علي غير عادته هبطت الدرج وهي تنظر حولها رهبه وخيفه من هذا المكان المثير للشفقه ربما قد يكون قله الايمان أيضا السبب الرئيسي في هذا الجهل المحيط بعائلته أخذت تجوب بنظراتها الي الخارج لتجد "مصطفي " يجلس شارد يحتسي فنجان القهوه في سكون ورائحه الدخان المنبعث من سيجارته تنتشر بالمكان لوحت بأصابعها يمينا ويسارا كي تبعد عن أنفها هذه الرائحه الكريهه فما أن لمحها قام بدهسها أسفل حذائه دون تردد وبادر بالأعتذار اليها قائلا
_أنا بعتذر مكنتش أعرف أنك موجوده ....؟
ورغم عنها كان من المفترض بها أن تشعر بالغضب ولكنها علي العكس منحته ابتسامه هادئه أثارت ذهوله فقالت بخفوت
_لا أبدا أنا اللي بشكرك علي احترامك لرغبتي
أرتسمت ابتسامته علي شفتيه وهو ينهض من مكانه ليسحب لها المقعد كي تشاركه هدوئه ولا تعلم لما جلست بكل هذه الاريحيه
_أنت هنا من أمتي ....؟
رفع وجهه أخيرا لينظر اليها ثم أعاد النظر الي ساعته وهو يقول برزانه
_من ساعتين تقريبا كنت مستني "حسام " بس واضح أنه هيتأخر
تجهمت ملامحها وأرخت جسدها الي الخلف وهي تقول بعدم تصديق
_من وقت ماأتجوزنا من تلات سنين عمره ما أتأخر بالشكل ده كان دايما بيقدر خوفي عليه ويطمني من وقت للتاني
_الغايب حجته معاه .....
وما قالها الا ليطمئنها كتفت ساعديها لعلها تستطيع أن تحتوي مشاعر غضبها تنهدت بحراره وهي تعود لصراعها القديم بشأنه ما بين قلبها وعقلها فأطرقت برأسها وهي تهمس بنبره قويه رغم حزنها
_ياريت الحجه اللي بتتكلم عنها دي تبقي منطقيه وتستحق كل التأخير ده
تلجم لسانه للحظات ثم عاود الحديث قائلا
_"حسام " أتغير كتير وأكيد هيكون واضح وصريح معاكي للنهايه أنا أعرفه كويس طول عمره شخص نضيف لحد ما وقع علي أصحاب السوء اللي كان يعرفهم زمان أخدوه لسكه مش بتاعته عمره ما كان يعرفها هلك صحته وضيع فلوس عيلته بعدها عرفت أنه أتجوز وكنت سعيد لما سمعت أنه أتغير وبقي "حسام "اللي كلنا نعرفه بس علي أد خوفك عليه علي أد المعاناه اللي مريتي بيها علشان يتغير بالشكل ده
تجمدت أنفاسها بترقب بينما حافظت ملامحها علي ثباتها وقالت وهي تشبك أصابعها ببعضهما
_أشد أنواع القسوه لما تلاقي أقرب انسان لقلبك بيضيع قدام عينيك ولازم تتعامل معاه بحزم وقوه علشان تعيد بناء شخصيته من جديد وترجع له ثقته في نفسه في الوقت اللي أنت محتاج لقوته وهو أضعف انسان علي الأرض
قشعريره سرت في جسده جعلته يهتز من الداخل فلا شعور أخر يفوق شعورها ومعاناتها
_ مع الاسف معادله صعبه جدا
عاد اليها الأمل مجددا عندما ظهر هو بطلته الرجوليه المنمقه ولكن ملامحه كانت لا تبشر بالخير عندما قال وهو يعقد ذراعيه أمام صدره
_والمعادله الصعبه جدا اللي بيتكلم عنها الأستاذ "مصطفي "دي تبقي عباره عن ايه أنا ممكن أحلهالك علي فكره ...!!
رمشت بأهدابها عده مرات تحاول أن تستوعب حديثه الهازئ فقال له "مصطفي "مصححا له حديثه
_الدكتوره كانت قلقانه عليك وأنا كنت بأكد لها أن تأخيرك أكيد وراه سبب كبير
_فيك الخير .....
قالها وهو يلوي شدقه أنسحب "مصطفي " بهدوء وهو يقول بنبره خافته
_واضح أن البشمهندس جاي تعبان ومش عارف هو بيقول أيه ....؟ عن أذنك يا دكتوره
تحرك "مصطفي "بعد أن أنهي حديثه الي الخارج بسرعه البرق وترك لفائف التبغ الخاصه به فوق الطاوله ضرب "حسام"بقدمه مقعده وقال صارخا
_"مصطفي "كان هنا بيعمل أيه .....؟
وكأن عقلها لم يستعب حديثه المتدني والذي خرج عن سياق الأدب فقالت بعصبيه
_تقصد ايه ...؟ وضح كلامك يا "حسام " ....!!
خبط بقبضته فوق الطاوله وقال من بين أسنانه
_أنا كلامي واضح ومش محتاج تفسير يا مدام ..."مصطفي " هنا في الوقت ده بيعمل ايه ؟
رفعت حاجبها لاعلي وهي لاتكاد تصدق غيرته العمياء وقالت وهي تقتلع بأصابعها حجابها بقوه
_ كويس أنك أخدت بالك أن الوقت متأخر ولو عايز تعرف مين بيجي ويروح في بيتك يبقي ترجع بدري ذي الناس المحترمه ما بتعمل ودلوقتي أنا اللي بسألك كنت بره في الوقت ده  بتعمل ايه يا " حسام " ايه حنينا لأيام زمان خلاص
_"ماااهي " ....؟ أنا جاي مش طايق نفسي فبلاش تنبشي في الماضي أحسن لك ...؟
تحذيره كان واضحا وهو يشير اليها بسبابته نهضت من مكانها وقد أولته ظهرها فقالت بخفوت
_الماضي ده بيسحبك وأنت مش واعي ولو رجعت خطوه واحده له وقتها هتكون خسرتني فعلا
لم يستطع أن يستمع الي المزيد فلم يشعر بذاته وهو يضع لفافه التبغ بين شفتيه وأمسك القداحه بأصابع مهتزه أستدارت بجسدها لتجده يحاول أن يعود بالزمان الي الخلف انتشلت من بين يديه القداحه وهي لا تصدق عينيها لقد كاد أن يشعلها بالفعل دون أن يخشي وجودها تراجعت الي الخلف وهي تخفيها خلف ظهرها لقد تحققت رؤيتها بالفعل وعاد لمنعطف طريقه المضلل هزت رأسها تنفي شعورها من الداخل أقترب منها ببطء وهي تقول بعدم تصديق
_مش ممكن تكون دي طريقتك في حل المشاكل ابدا
أشتعلت رماديته بغضب وأصبح لا يستطيع السيطره علي نفسه فقبض علي رسغها وقال من بين أسنانه
_أنتي مش ولي أمري علشان تتحكمي فيه بالشكل ده ....؟
زاد ضغطه العنيف حول ذراعها فلم تستطع الأحتفاظ بها أكثر من ذلك فسقطت القداحه علي الأرض دفعها بكل طاقته وألتقط القداحه بسرعه فائقه حتي تهدأ نوبته العصبيه وما أن هم باشعالها هدرت بعصبيه وهي تلوح أمام وجهه بسخريه
_كان لازم أعرف أنك ضعيف وذي ما قدرت ترجع تشرب القرف ده تقدر كمان ترجع لعلاقاتك القذره من تاني
_سقطت لفافه التبغ من بين شفتيه ولم يصدق أذنيه لقد تعمدت اهانته بالفعل هذه المره أقترب منها أكثر فتراجعت تلقائيا الي الخلف خطوتين ورفع كفه وسدد اليها صفعه صارخه جعلتها تتخشب مكانها ضم قبضته بعنف حينما لمعت عيناها من الداخل فلقد تخلص من نوبته العصبيه ولكن كانت النتائج فادحه لا محاله
فرت الي الداخل وعبراتها تتساقط علي خديها  تراقصت نظرات "نظلي " عندما لمحت انكسارها وظنت أن حياتها مع نجلها ستنتهي الليله لا شك وتاكدت ظنونها عندما ركض خلفها يصرخ بأسمها لقد أرتكب خطأ لا يمكنها غفرانه وهو يعلم ذلك جيدا أغلقت الباب وهي تشهق لقد حطم كبريائها بغروره بغيرته وتسلطه ظلت تستند بجسدها خلف الباب وقبضته القويه تضرب بعنف هذا الباب الذي يقف عائق بينها وبينه فقال بعصبيه
_"ماهي " .....  أفتحي الباب....."ماهي " ....أنا أسف سامحيني
نفت برأسها وهي تربت فوق خدها المتورم وقالت ببكاء متقطع
_أسامحك ......؟ أنسي أني ممكن أسامحك أو أكمل معاك من الأساس أنت فاهم ....؟
ثم أنتقلت نظراتها تلقائيا الي خزانه ملابسها لتفتحها بعنف وهي تنتشل ملابسها لتعيدها الي حقيبتها سترحل في صمت وستعود الي حيث أتت ولكن الي أين ......؟ لا تعلم لقد خذلها أمام عائلتها والان أمام نفسها تاهت نظراتها وهي تنظر حولها الي أين ستتجه ؟ فلا ملجأ لها الان أنعقدا حجباه بغضب وكفاه يتشبثان بمقبض الباب بينما كانت ملامحه جامده حينما أستمع الي صوت هذه السحابه اللعينه الخاصه بحقيبتها ظل يضرب بقدمه الباب حتي أطاح بالترباس من الداخل ظهرت الصدمه علي ملامحه للحظات حينما وجدها منكفئه بوجهها فوق الحقيبه وصوت نحيبها يعلو ليخترق أذنيه تبأ له ولغيرته العمياء أين كان عقله حينما صفعها علي وجهها جثي علي ركبتيه أمامها وهو يحاول أن يقترب منها قائلا
_متسبنيش يا "ماهي " أنا مكنتش في واعي صدقيني
تشنج جسدها بين ذراعيه فألتصق بها أكثر نظرت اليه بحيره وهي تشعر أنها عاجزه عن فهمه فقالت
_لأول مره بسأل نفسي مين البني أدم اللي قدام ده ...؟
تمرغ وجهه في صدرها ببطء وقال بنبره ناعمه أجاد التحدث بها
_البني أدم اللي قدامك ده هو اللي مش ممكن يعيش من غيرك لحظه واللي لو بعدتي عنه هيبقي هو ده الدمار الحقيقي
أنقطعت همساتها عندما احتضنها بقوه كادت عظامها أن تنكسر ولكنها همست بمكر
_ أنت اللي هتدمر حياتنا بشكك وغيرتك العميا ولازم تفهم أن الانفصال هو الحل الوحيد في الحاله دي
_ عايزاني أطلقك ...؟ وأهدم حياتنا مش هيحصل يا "ماهي " طلاقنا مش هيبقي تمن أملاك "الهلاليه " و"مالك " لازم يفهم كده كويس
قالها وهو يغرس أصابعه في كتفيها خارت قواها حينما أستطا عت بذكائها أن تجعله يبوح ما بداخله فقالت بشرود
_"مالك "...... طلب منك تطلقني ؟
.................................................
كانت منكمشه علي نفسها وهذه السلسله الحديديه مازالت تتوق جسدها فكانت ترتجف من أثر بروده الطقس بجانب هذه المياه المنتشره فوق الارضيه البارده فلقد تعمد اسقاطها حتي لا تستطيع النوم مطلقا حتي أشرق النهار وأخترقت أشعه الشمس نافذه غرفته نهض من مكانه ليصل الي هذا الباب الذي يفصل بينها وبينه فألقي عليها نظره عابره ليجدها متخشبه مكانها ربت فوق خديها عده مرات ولكنها بدت وكأنها في عالم اخر أخرج من جيبه المفتاح وفك هذه القيود التي تكبل جسدها وحملها بين يديه ليضعها فوق الفراش قائلا
_"سيداره " ردي عليه يا "سيداره "...؟!
كانت السيده "ليلي" علي مقربه من غرفتهما بعد أن أنهت فرضها فأستمعت الي صراخه من الداخل هرولت اليه تطلب منه أن يفتح لها وما ان دلفت اليهما أخذتها الصاعقه وهي تنظر اليها بعدم تصديق قائله بنبره محتده
_ايه اللي حصل لها يا "مالك " أنطق ....؟!
مرر أصابعه في خصلاته بعصبيه لم يصدق عينيه هذه المتمرده والتي كانت دائما كالشوكه في حلقه أصبحت شاحبه كالأموات تحسست "ليلي" ثيابها المبتله فقالت
_ساعدني نغير لها هدومها قبل مالدكتور يشوفها بالشكل ده
كان واقف كالطودمكانه وكأنه قد فقد حاسه السمع بعد أن أنهت عبارتها أشاح بوجهه وهو يقول بعدم استيعاب
_أمي أنا مش هينف.........
لم يكمل الا وتفاجئ بوالدته تخلع عنها ملابسها فأستدار بجسده وهو يضع أنامله فوق عينيه تشدقت "ليلي"وهي تقول بسخريه
_رجاله ايه اللي بتتكسف الأيام دي ......
هرول الي الخارج وهو يتمتم قائلا ينادي بصوته الجهوري
_أم "ابراهيم " ...... يا أم "ابراهيم " ......
هرولت اليه فأمرها أن تساعد السيده "ليلي" في هذه المهمه العصيبه حتي يتسني له أن يحضر الطبيب وفي غضون ثلاثون دقيقه حضر الطبيب وبعد الكشف الطبي وجدها مصابه بألتهاب رئوي فأوصي بأن تتناول بعض العقاقير حتي تتحسن حالتها الصحيه
وفي المساء دلفت الخادمه الي غرفته وهي تحمل صينيه العشاء لتجده جالس علي المقعد ينظر اليها في صمت فما أن وضعت الطعام أتجهت الي الخارج لم يكن لديه شهيه مطلقا فما كان منه الا أنه أقترب منها وهويربت فوق كفهاويحملق في قسماتها كثيرا رمشت بأهدابها فتراجع برأسه الي الخلف أرتج جسدها ببكاء مكتوم قبل أن تمسح وجهها براحتيها
_كويس...... أنك لسه بخير
قالها بأسلوب جاف فتمتمت هي قائله
_ياريتني كنت موت علشان أريحك وأنا كمان أرتاح
فرقع أصابعه وقال وهو ينهض من مكانه بنبره ساخره
_لسه في العمر بقيه ......يا "سيداره "
_حمدلله علي سلامتك يا بنتي
قالتها "ليلي " وهي تدلف الي الداخل وقد جلست علي طرف الفراش تربت فوق خصلاتها أحتضنتها "سيداره "وهي تدفن وجهها في صدرها وكأنها تشتكي اليها سوء معاملته لها وهي تتحاشي النظر اليه فقالت "ليلي " بدعابه
_أنا هعديها المره دي بس المره الجايه مش هتنازل عن أمنيتي اللي لازم تحقيقها
_ايه هي أمنيتك يا أمي
قالها "مالك " وهو يضيق نظراته فقالت "ليلي " بأبتسامه حانيه وهي تربت علي خدها الناعم
_ حفيدي اللي هيشيل أسمك يا "مالك "يا ابني
تخضبت وجنتيها بالحمره بينما أكفهرت ملامح "مالك "بالغضب الشديد
_أحنا متفقين مافيش حمل في الوقت الحالي يا أمي
الحديث معه لن يجدي فتطلعت الي "سيداره " فرفعت عينيها اليها وهي تؤمي برأسها ايجابا قبل أن تغمغم بين دموعها قائله
_أيوه يا ماما أحنا متفقين علي كده .....
أشاح بوجهه الذي كاد ينفجر انفعالا فأنسحبت "ليلي "في هدوء بعد أن هدأت العاصفه بينهما ولكنه كان هدوء ما قبل العاصفه حينما قالت "سيداره"
_أظن كتير علي "سيداره الهلالي " أنها تتجوز "مالك رضوان " وتخلف منه كمان مش كده...؟ مش ده اللي أنت كنت عايز تقوله ..؟
مسح علي وجهه بنفاذ صبر وقال من بين أسنانه
_حتي وأنتي في أضعف حالاتك مصره أنك تستفزيني بكلامك
أغمضت عينيها بألم حقيقي وهي تعاود اسناد رأسها علي الفراش باستسلام فقالت بضعف
_حتي وأنا في أضعف حالاتي شايفه في عينيك الكره بدل الشفقه والرحمه اللي المفروض أحس بيهم معاك حتي أمنيه والدتك مش هقدر أنفذها
كز علي أسنانه وهو يجيبها بانفعال غريب علي ثباته المعهود
_عايزاني ببساطه كده أعشرك وأقرب منك ومافيش مانع كمان أننا نخلف علشان نقرب المسافه ما بينا أكتر وننسي بقي الماضي اللي هيفضل طول العمر يطاردنا أنتي بتضحكي علي نفسك يا "سيداره "
لم تتغير ملامحها الشاحبه فزفر بقوه وهو يتوجه نحو الباب بخطوات مندفعه لكن تجمدت أنامله علي مقبض الباب عندما سمع صوتها خلفه
_ عايز تقول أن الماضي ده هو اللي واقف بيني وبينك وخلاك تحرمني علي نفسك
وقف مكانه ثابتا للحظات وكأنه يفكر في كلماتها ثم أستدار بجسده وقال من خلف كتفه
_اللي واقف بيني وبينك أنتي عرفاه كويس .....!!
...............................................................
لم تجد غير الذهاب اليه فلقد طفح الكيل بعد ان رفض ان يجيب عن مكالمتها الهاتفيه فقررت ان تحسم الامر ولكنها لن تعلم بأنه سيكون في غير صالحها ظلت تضغط بسبابتها فوق الجرس حتي يفتح لها وعندما فتح لها ظلت تنظر اليه طويلا تمعن النظر به جيدا كان يتحاشي النظر اليها وهو يمسك بالباب من الداخل وكأنه يمنعها من الدخول ركلت الباب بقدمها ووقفت علي أعتابه وهي تتأمله مليا
لقد أستسلمت لوهم كبير لن ولم يكن لها وقد تناست بل فرت هاربه من العادات من التقاليد أي جنون هذا أصابها أي غفله طوقتها وهي تذوب معه في بحر من الملذات كانت أفكارها المتزاحمه تعصف بها وهي تتساءل
_أنت بتتهرب مني ليه.....؟  أنت وعدتني أنك تتمم جوازنا....!
حافظت ملامحه علي جمودها وهو يبتسم إبتسامته الباهته وهو يقول من بين أسنانه
_تفتكري انا ممكن أرتبط بواحده كانت معايا ومع غيري في نفس الوقت أنتي فاكراني مغفل للدرجه دي
أهتزت نظراتها بعدم تصديق وهي تقول بعدم فهم
_أنت أتجننت.....؟  أزاي تتهمني أتهام ذي ده.....؟
شدها من حجابها فألتقط خصلاتها بين يديه فصرخت من شده الالم  وهدر بعصبيه وقد فقد السيطره علي أعصابه وهو يمسك هاتفه ليقربه أمام عينيها وهو يقول بتوعد
_ولسه ليكي عين وبترفعيها في وشي شايفه الفون ده عليه فيديو ليكي مع حبيب القلب تحبي أذيع........؟
ضيقت نظراتها وهي تقول بعدم استيعاب
_الفيديو ده وصل ليك ازاي يا "فارس".......؟
لوي فكه وزمجر وهو يشير إلي صدره بثقه
_السؤال ده ميتسالش لواحد ذي يا"ميان"  .....؟
تراجعت الي الخلف حينما وجدتها تجلس ممدده ساقيها العاريتين فوق الكنبه تجلس وكأنها معتاده علي الجلوس معه في هذاالمكان أشارت إليهابعدم تصديق وهي تقول
_انتي هنا بتعملي ايه.........! كنتي عارفه ومرتبه كل حاجه خداعتيني وعامله صاحبتي وقلبك عليه وأنتي ذي الحيه
نعم هذه الافعي الرقطاء والتي تتشكل بإختلاف بيئتها والتي تجيد التلون  علي علاقه به منذ البدايه وهي لاتعلم لقد أحكمت خطتها الجهنميه حولها  وكان الرهان شرفها ولكن لما تلومهما الان فهي من وضعت أسس للرهان وكانت تجيد اللعب بالقلوب همست بخفوت
_ عاملت لك ايه يا "ساره"........؟ أنتي مشفتيش مني غير كل خير
رفعت حاجبها لأعلي وقالت بنبره ماكره
_كنتي فاكره انك أنتي بس اللي بتعرف تكسبي الرهان أنا كمان بعرف ألعب أحسن منك و كسبتك وعشت وشفتك مكسوره يا"ميان" ودلوقتي أمشي أطلعي بره دورك أنتهي وهو هيبدأ دور جديد مع ضحيه جديده بس أكيد مش سهله ذيك.......يا بنت "رضوان"
يتبع
بعتذر عن التاخير اللاب كان بيتصلح

قانون العقرب.... للكاتبة جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن