الفصل التاسع ......"سيطره"
تأملت نظراته مليا وقسماته الهادئه فصدم هوالأخر حينما وجدها تتفحص تعابير وجهه بهذا الشكل وقع بصرها علي هذه اللوحه الرخاميه والتي تسطر اسمه والذي يقترن برتبته العليا أطرقت رأسها أرضا فلقد تمتمت اسمه بصوت خافت أستطاع أن يسمع عبارتها وأبتسامته تزين وجهه العابس حينمانهض من مكانه وملامح الدهشه قد سيطرت عليه فكان فرق الطول بينهما واضحا دس كفيه في جيبي بنطاله وهويتطلع الي قامتها القصيره فهي تتخطي خصره ببضع سنتيمترات أي أنها تصل الي منتصف صدره مسح فوق وجهه وأشار اليها بهدوء كي تجلس علي هذا المقعد وجلس في قبالتها أنتابها الخوف الشديد فبدلا من أن تجلس فوق المقعد كادت أن تسقط علي الارض من شده رهبتها في حضره وجوده ضغط علي مرفقها بلطف شديد وهو يساعدها علي الجلوس فجلست وقد سيطر عليها الأرتباك
_تشربي ايه ......؟
قالها بصوت هادئ عكس طبيعته القاسيه في عمله رمشت بأهدابها عده مرات وهي تنفي برأسها يمينا ويسارا فضغط فوق الزر فدلف اليه الصول "زكريا " وابتسامته العريضه تزين وجهه قائلا
_أؤمر يا "مروان "بيه .......!!
تنحنح قليلا قبل أن يطالعه بنظرات متعجبه قائلا باستفهام واضح
_أنت مش واخد بالك مني النهارده يا صول "زكريا ".....؟
أبتسم الرجل ملئ شدقيه وهو يربت فوق صدره بمعاتبه قائلا باعتذار
_أنا أسف يا باشا فنجان القهوه المعتبر هيكون جاهز كمان دقايق تؤمر بحاجه تانيه ....؟
ضغط علي معصمه قبل أن يغادر المكان وقال له وهو يتشدق ساخرا
_خد هنا ياراجل يا طيب أنت عمرك عملت لي قهوه أو أنا طلبتها منك قبل كده ؟ركز معايا شويه وبلاش الزهايمر يشتغل دلوقتي
نفي الرجل برأسه وقد ضرب جبهته بخفه فضحكت هي علي طريقته الساخره فتمتم قائلا
_نسيت أنك مبتشربش القهوه هعملك كوبايه شاي تظبط دماغك والهانم تشربي ايه ....!
وقبل أن تنفي بسبابتها سبقها هو قائلا دون أن يأخد رأيها في _هات لها عصير لمون يا عم زكريا " بسرعه من فضلك
أخذها الفضول وهي تنفي بأصبعها قائله وهي تبلع ريقها الجاف
_قهوه من فضلك يا عم "زكريا " .....!
تماسك أمامها كي لا يثير خجلها وأخفي أبتسامته بداخله من طريقتها التلقائيه وشبك أصابعه ببعضهما وهو يقول
_كنتي عايزه تقولي ايه بقي .....؟
أرتجف جسدها رغما عنها لم تستطع أن تخفي الخوف الذي بداخلها أغمضت عينيها بقوه وهي تطرق برأسها ارضا وكأنها تهرب من الموقف باغماضهما رفع ذقنها تدريجيا ليراقب هذه العبرات المتجمده بداخل مقلتيها الثائرتين قائلا بهدوء نسبي
_سيبي نفسك لو الدموع هتريحك متمنعهاش أوقات بتريح صدقيني .....!
أطلقت العنان لدموعها بالهبوط لعلها تريح قلبها الملكوم تشعر بأن الارض ومن عليها ينبذها لقد تسببت في رمي شقيقها بالسجن أي عقاب هذا ينتظرها مسح بابهامه دموعها هزت رأسها بيأس وقد شعرت بالأحباط وهي تقول بخفوت
_وأوقات بتوجع وتألم أنا وقعت أخويا في كارثه كبيره أنتهت بيه هنا ومش عارفه أعمل أيه .....؟!
بدأت تقص عليه ماحدث لها حتي محاولتها قتل زوجها أتسعت عيناه بصدمه كيف أرتكبت شئ كهذا ؟من يراها ينخدع في عفويتها وتلقائيتها ضرب بقبضته الطاوله وهو يقول بعصبيه
_أنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه ...؟ بس اللي أنتي عملتيه ده أكبر غلط ده مهما كان جوزك
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تشعر بأنها علي وشك الأنهيار فقالت باكيه
_مش بعتبره كده ولو رجع بيه الزمن هعمل اللي عملته تاني أنا مش رخيصه علشان أسلم جسمي لشخص خاين
مط شفتيه بعدم فهم وهو يراها تصر علي موقفها اللعين فقال ساخرا وهو ينهض من أمامها قائلا
_الخيانه اللي بتتكلمي عنها دي خيانه جسديه أنتي مجربتيش خيانه المشاعر شكلها ايه ....؟
تنهدت تنهيده خافته وهي تستمع الي حديثه تشعر وكأنه بداخله جرح كبير يقسمه شطرين نبرته المتحشرجه جعلتها تتجمد مكانها وكأنه يحاول أن يلملم شتات نفسه رفعت ذراعها تتلمس بأطراف أصابعها كتفه الأيسر قائله بهدوء متسائله
_دي أكيد أقوي وأصعب بس المسمي واحد ,لكن الشخص الخاين هل يستحق مننا أي ذره تفكير .....؟
شعر بسخونه وجنتيه حينما أنهت حديثها بل سؤالها الذي وضعه أمام نفسه الان فأبتسم رغما عنه مطوقا عينيها بسحر عشبتيه ليهمس
_عندك حق ,لازم تحاولي تنسي اللي مريتي بيه وأعتبري اللي حصل ده شئ عابر الحياه مبتقفش علي حدوأخوكي مش هيخرج من هنا غير بالدهاء لازم تفكري بالعقل علشان تخلي الموقف في صالحك
أومات برأسها ولا تدري ماذا تفعل ؟ كلماته ترن داخل عقلها ولكن لا تعلم من أين تبدأ...؟ عقدت حاجبيها بضيق قائله
_هو "يحيي " مات .....؟ !
نفي برأسه فأزداد أنعقاد حاجبيها رغما عنها شعرت بالضيق حينما قال بمكر
_عمر الشقي بقي ذي ما بيقولوا والنيابه هتاخد أقواله النهارده وعلي الأساس ده هيتحدد موقف "سامي "بناء علي أتهامه من عدمه
تدخل الصول "زكريا " حاملا المشروبات فوق الصينيه وهو يقدمها فأعتذرت بلطف ليقول لها"مروان " بأبتسامه هادئه
_لا مش هيحصل يرضيكي بردو نزعل عم "زكريا " .....!!
تناولت قدح القهوه لترتشف منه القليل فجلس هو بالقرب منها وهو ينظر الي الاطعمه ذات الرائحه الذكيه بأعجاب وقبل أن يشرع في تناولها كانت يداه تقدم اليها بعض منها أزاحت يده بهدوء وهي تنفي بخجل أنفرجت شفتاه ببطء وكأنه سيقول شيئا ولكنه عاد يطبقهما ثم بدأ بتناول فطاره في صمت معدتها تتقلص من الجوع ولكن كرامتها تأبي أن تمد يدها لتأكل أمامه رفع حاجبه بمكر وهو يراها تنظر الي الأطعمه بشهيه أبتسم أبتسامه جانبيه وهويقول
_ بلاش مكبره بقي وكلي معايا أنا شخصيا مأكلتش من أمبارح ومش هقدر اصبر أكتر من كده
مدت يدها دون أن تتفوه بكلمه واحده ألتمعت عيناه بنظره ثاقبه حينما وجدها تأكل بشرود فقال لها متسائلا
_بتفكري في أيه ......؟!
همست بنبره هادئه وقد حسمت الأمر وهي تفصح عن ما بداخلها
_بفكر أزور "يحيي " .........!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل جالسا ينتظر أن تستفيق من غفلتها وليس من اغمائها حدق بها كثيرا وهو يدور بمقعده يمينا ويسارا مسترخيا برأسه الي الخلف وعيناه مثبتتان عليها غير مصدق خوفها المسيطر عليها في وجوده علم أنها ليست بهذه القوه التي تحركها كيانها هش للغايه تستقوي بعقول خبيثه ترتضي أفعالها الهوجاء مقابل بعض العبارات الحماسيه والتي تساعدها علي الانسياق خلف هذا الظلام تحررت ذراعيه من خلف رأسه لتستقران فوق مكتبه العتيق وهو يراها تحرك رأسها بوهن شديد وهي تقول بألم
_أه يا راسي ......
أصابها الصمت عندما رفعت عشبتيها تطالع عسليتيه المتسائلتين لم تستطع أن تلتقي عيناها بعينيه أكثر من ذلك فما أن همت بالنهوض وقعت من فوق الاريكه الجلديه وسقطت علي الارض هرول اليها علي الفور وهو يقول متسائلا
_حصل لك حاجه يا "ميان " ......؟!
تاوهت بخفوت وهي تتحسس ذراعها بألم شديد لقد كان رأسها يؤلمها بجانب ذراعها ساعدها علي النهوض وهو يضع ذراعها حول عنقه ولف ذراعه حول قدها المشدود لتجلس ثانيه والتعب قد سيطر عليها حقا فقالت باصرار
_أنت أخرشخص يهمه أمري يا دكتور
دمعت عيناها وهي تضغط شفتيها بقوه تتمالك أرتجافهما كاد أن يضع كفه فوق رأسها ولكنه تراجع عندما أنهت حديثها
_ليه دايما شيفاني في صوره بشعه وأني بتمنالك الشر رغم أن الحقيقه غير كده ...؟
أبتسمت ابتسامه زائفه لمحها هو وفهم مقصدها نهض من جانبها وقد أولها ظهره عندما قالت بعفويه
_تقدر تنكر أنك شايفني في نفس الصوره بل بصوره أبشع بس أنا بقي غيرك أنا مش فارق معايا كلام الناس
تنهد بحراره وقد أخذ نفس عميق وزفره بضيق يحاول أن يرتدي قناع البرود أمام حديثها العقيم فقال موبخا اياها
_مافيش فايده ؟ كل مدي بتاكد أنك شخصيه مستفزه ومثيره للجدل بتحاولي تسلطي الضوء عليكي بس بطريقه غلط
تحاملت علي نفسها ونهضت من مكانها كي ترد اليه الصاع صاعين فقالت بأنف مرفوع ونبره تشوبها الغطرسه
_"ميان رضوان " مش محتاجه أضواء علشان تتسلط عليها أنا عيلتي غنيه عن التعريف يا دكتور
"بدايه القصيده كفر" هكذا حدثته نفسه من الداخل غطرستها وفخرها بعائلتها هي البدايه لتمردها رمقها "ياسين "بنظره متفحصه ثم سألها
_عيله "رضوان " فعلا معروفه بس لازم عيلتك كمان تفتخر بيكي بنفس درجه فخرك بيها يعني أنا مثلا دكتور جامعي بدرس للطلبه اللي أنتي منهم دلوقتي ضيفت لنفسي ولعيلتي شئ يفتخروا بيه ويكون مثل يحتذوا بيه أنتي بقي قدمتي لعيلتك أيه ....؟؟
أطرقت برأسها أرضا بعد أن سدد اليها الكثير من الضربات المتتاليه دون أن يلامس وجهها تأمل صمتها التام وهو يقول بهدوء
_صدقيني أنا مش ضدك أنا ضد التصرفات اللي بتخليكي شخصيه غير مسئوله ,أنا مش واعظ ولا بدعي الفضيله أنا بوضح لك أن تصرفاتك دي مش هتأذي حد غيرك مش كل اللي هيشوفها هيفهم قصدك وقتها
سارت بخطوات هادئه جهه الباب لتغادرالمكان بأنفاس مختنقه وصوته مازال يتردد داخل عقلها وقبل أن ترحل قال لها بتحذير
_ياريت تلتفتي لمستقبلك وتهتمي بدراستك وخاصه الماده بتاعتي لأني معرفش الهزار وقت الجد
هزت رأسها ايجابا فتأمل انكسارها وملامحها الضائعه يشعربأنها ليست علي مايرام ولكن لم يكن أمامه غير التحدث معها بهذه الشده أنسحبت تجر خلفها أذيال الخيبه لقد قسي عليها بالفعل ولكن هذا لشئ في نفسه حتي تعود لرشدها كادت أن تصرخ من أعماقها تريده أن يتركها وشأنها لقد تحامل عليها وضغط بكل قوته جلس مره أخري وهو ينظر الي طيفها الذي أختفي للتو هامسا بصوت خافت
_يمكن أكون قسيت عليكي فعلا بس علشان أحميكي من نفسك يا "ميان "
ظهر أمامها كشبح مخيف في جوف الليل المظلم يتساءل عن حالها وهو يمسك كفها البارد قائلا بشك
_أنتي كويسه .....!!
أومأت برأسها بضعف وأغمضت عينيها بقوه تحاول أن تنفي حديثه الهازئ من مخيلتها مسد فوق كفها برفق وهو يصطحبها جهه سيارته السوداء فقالت بتوسل
_بلاش يا "فارس " أنا عايزه أستريح لاني تعبانه ....
ضم خصرها اليه وهو يفتح لها باب السياره كي تستلقي بجانبه فلقد أشتاق اليها حقا فلقدقدم اليها الكثير من الخدمات وقد حان الان دورها لتدفع ثمنها دفعه واحده كان الاخر ينظر اليهما من نافذه مكتبه وقد أيقن أن علاقتهما بها شئ مريب وصلا حيث بنايته والتي يقطن بها في الطابق الخامس كانت تشعر بالدوار داخل هذا المصعد الكهربائي لكنه قربها منه حتي لاتسقط من بين يديه وما أن خرجا من المصعد حملها علي حين فجأه فشهقت وهي تتمسك بعنقه كان في احتياج لها اليوم عن أي وقت مضي وضعها فوق الفراش وأخذيفك حجابها بأصابع متلهفه وبدأ يفتح أزرار قميصها القطني واحد تلو الاخر أغمضت عينيها تعتصر جفونها تحاول أن تسترد وعيها المسلوب ولكن دون جدوي أختنقت أنفاسها في صدرها وهي تشعر بقلبها يكاد يتوقف من فرط دقاته المتسارعه كان يتحسس جسدها بأصابع عازفه كفها الذي يطبق علي هذه المسبحه كان يرتعش وكأنها تحاول ان تستقوي بها ولكن عقلها المغيب جعلها تفقد أتزانها كانت قبلاته الساحره تتلمس عنقها الطويل ليعيد تقبليها مجددا شبك أنامله حول أصابعها ليحاول أن يتودداليها أكثر فبدأجبينها يتصبب عرقا هبط بشفتيه يلبي نداء قلبها ليكمل ما بدأ ولكنها دفعته بكل طاقتها وأنفاسها المذعوره تلهث بشده تضرب صدرها نهض من مكانه عاري الجذع وهو يقول
_كل مره بتحسسيني أني مراهق بتصرفاتك دي
ضمت ملابسها الي جسدها تحاول أن تسيطر علي مشاعرها المتأججه لقد حرك الرغبه بداخلها ولكن دون جدوي يجب عليها الان أن ترتدي ملابسها وتتركه كما أعتادت وضعت كفها فوق كتفه العاري وهي تقول
_مش هقدر يا "فارس " مش هقدر ......!!
أخرج لفافه من التبغ وبدأ يخرج غضبه من خلالها يريدها أن تمنحه المزيد وهي تخشي هذه المساحه أحتضنته من الخلف لتشعل النيران بداخله أكثر فقال لها وهويلقي السيجاره أسفل قدمه يسحقها بحذائه قائلا بعصبيه
_يبقي غيرك يقدر يا "ميان " أنا راجل وليه متطلبات أنتي مش هتقدري عليها
توقف بها الزمن حينما أنهي حديثه بهذا الشكل واعتصرت ذراعيه بأناملها المرتجفه وقالت بنبره خافته
_أنا بحاول أرضيك لكن واضح أني مقدرتش أرضيك علي طريقتي
قست عيناه للحظه وألتمعت ببريق شيطاني مخيف حينما أستدار اليها وهو يعتصر خصرها يقربها منه قائلا بوقاحه
_ طيب ما تجربي طريقتي وأكيد هتقدري ترضيني
فقدت قوتها كلها فجأه حينما وزع قبلاته المتفرقه علي أنحاء جسدها المرتجف تمزق ثباتها ليتلاشي شيئا فشيئا لتظهر الان كما هي علي حقيقتها الضعيفه تمسكت بصدره العاري فحملها مره أخري متجها بها حيث هذا الفراش الذي يجمعهما دائما ولكن هذه المره بطريقه أخري غير التي تعهدها قال لها هامسا في أذنها
_أنتي محتاجه لي ذي ماأنا محتاجك يا "ميان " !!
هزت رأسها بعدم اتزان لتهمس بضعف وهي تحاول أن تبتعد عنه قدر المستطاع قائله بتثاقل
_ مش بالطريقه دي ...؟
كانت روحها أضعف من أي مقاومه بالرغم من جسدها الرافض لما يحدث ولكنه قد سيطر عليها وأنتهي الأمر قبضت بأناملها علي الفراش تكبح صرخه كادت تمزق صدرها قبل جبينها المتعرق حينما تركت نفسها جسدا بلا روح
___________________________________
كانت تحاول أن تتنصت عليه بالخارج فها هي تقف علي أطراف أصابعها تحاول أن تسترق أذنيها بعض الهمهمات الغير مفهومه كان يري طيفها من الداخل ولكنه لم يكترث بها وأعاد التحدث بصوت عالي كي يمكنها سماعه وكأنه كان يقصد ذلك نفضت بسبابتها أذنها كي تستمع جيدا الي حديثه نهض من مكانه وأعاد عليهم ما قاله منذ قليل فقال أحدهما متسائلا بنبره متعجبه
_وايه السبب الرئيسي ورا تسديد ديون "سليم الهلالي " ...!! يا "مالك "بيه ؟
أبتسم بمكر وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلا بخشونه
_بلاش أسئله كتير أنا عايز رصد لجميع الديون اللي عليه تكون عندي خلال أربعه وعشرين ساعه يا "نور " أنت فاهم ؟
أوما برأسه وهو يضع القلم في جيب سترته وأخذ ينقر بأصابعه فوق أزرار حاسوبه الشخصي قائلا بعمليه
_أحنا بالفعل رصدنا الديون يا فندم ولقناها متغطيش رأس المال اللي موجود في السوق والبنوك
ظهرت شبه أبتسامه شيطانيه علي زاويه فمه حينما تخيل ملامحها الشاحبه والتي تميل للاصفرار الان ظلت تراقب حديثهم لدقائق معدوده حتي أشار اليهم بالانصراف ثم تحرك الي الباب الخلفي لمكتبه وفتح الباب علي حين فجأه ليسحبها من خصلاتها ودفعها الي الداخل لتسقط علي الارضيه الصلبه رفعت عينيها اليه بدهشه لتلتقط ابتسامته الخبيثه علي شفتيه فقالت بعدم تصديق
_"سليم الهلالي " عملك ايه علشان تكرهه بالشكل ده ....؟
قاطع عبارتها وهو ينظر اليها بتلك النظره الغريبه التي كانت ترمقه بها قائلا بمكر
_"سليم الهلالي " طول عمره ظالم وظلم البشريه لما خلف حيه كان لازم رأسها تتقطع قبل ما تطاول علي أسيادها أوعي تفتكري أني سكوتي عليكي ضعف مني أو قله حيله .....لا أنا وافقت علي وجودك هنا علشان تشوفي بعينك "مالك رضوان " وهو بيسيطر علي أملاك عيلتك سبق و قولتلك أنا مش هاخد نص المصنع بس ....؟
نظرت اليه للحظات وهي تشعر أنها أمام لغز كبير تحررت دموعها المتجمده حينما أستمعت لحديثه وقالت بنبره مختنقه
_أنت كمان مش مكفيك نص المصنع عايز تبيع وتشتري فينا ...!!
أوما برأسه عده مرات وهو ينظر الي رماديتها قائلا ببساطه
_بالظبط كده .....! هاخد المصنع كله علشان ترجعوا لأصلكم مرتزقه ذي ماكنتم وبعدها هرميكي في الشارع رميه ال****
ضاقت عيناه بتفحص وهو يترقب ردها
_مستني ايه ...؟
رمقها بنظره مشتعله ثم أنحني بجسده وهو يضع كفيه في خصره قائلا بسخريه
_مستني أشوف نظرات الشفقه في عينيكي وأنتي بتترجيني علشان أرحمك من اللي هتشوفيه علي أيدي
أنكمشت علي نفسها فمن هي لتقارن نفسها به وقبل أن يركلها بحذائه تدخلت والدته في الوقت المناسب فمد يده ليلتقط كفها وهو يطالعها بنظرات حاده همست السيده "ليلي "بعفويه قائله
_أسم الله عليكي يا بنتي ..... مالها يا "مالك " ...؟
شتم في نفسها وهو يضغط علي كفها بشده قائلا بنبره تمثيليه واضحه أجاد التحدث بها
_أبدا يا أمي .... رجليها خانتها فوقعت علي الارض
أمرته والدته أن يساعدها فهي لا تقوي علي السير مطلقا ولقد أتضح ذلك من بقايا دموعها المترسخه فوق وجنتيها فقال نافيا
_مافيش داعي علي فكره الموضوع مش صعب ولا حاجه
وأمام أصرارها حملها بالفعل وخرج بها من الغرفه ليصل بها الي الخارج كانت أناملها متشابكه حول عنقه تدفن وجهها داخل صدره العريض من يراهما يشعر بسعادتهما المطلقه ,كان يقف في ذهول وقلبه الملتاع يتاكل من الداخل ركضت اليه والدته وهي تقول
_مروان .......؟ جيت أمتي ....!!
أبتسم بمجامله وهو يحتضنها وقد وقع بصره عليهما قائلا بخفوت
_مش بقالي كتير يدوب واصل يا أمي .....
تأزم الموقف فلم يكن في صالحهما مطلقا ولكن لا بئس فهما زوجان ولابد من بعض المظاهر التي تليق بهما لمعت عيناها الرماديتان فكانتا تبدوان كجمرتان مشتعلتان يغطيهما لونهما الرمادي الساحر أطرق رأسه بعد أن ألقي عليهم التحيه وصعد الي غرفته علي الفور هذا ما كان يجب عليه فعله أن ينسحب من أمامهما دلفا بها الي غرفتهما وألقاها فوق السرير بقوه فشعرت بتمزق ضلوعها من شده دفعته وضعت يدها تلقائيا خلف ظهرها فقال لها محذرا اياها بسبابته
_ وجود أمي بس اللي رحمك مني حسك عينك تتجسسي عليه تاني وقتها هتشوفي وش غير ده خالص
ظل حبيس غرفته ولكنه تسمر مكانه عندما قامت والدته بدعوته ليشاركهم وجبه الغداء وما زاد الطين بله اصرار "عزالدين "علي ذلك ايضا أشار والده جهه مقعده المفضل فرفع نظراته الي المقعد وجده بجانبها هي كانت تتحاشي النظر اليه وخاصه حينما جلس بجانب والدته شعرت هي بالحرج الشديد ولكن لا يهم الأهم أنه يجلس الان معها علي طاوله واحده وهذا ما كانت تريده أن يظل أمامها هكذا تنحنح "عزالدين " قائلا
_لسه بردو مصمم علي النقل وعيشه المدن جايه علي هواك
تطلع الي الطعام بشرود تام فلكزته والدته كي يجيب عليه بهدوء رفع نظراته يطالعه بأبتسامه زائفه وهو يقول
_والله هي أفضل كتير من المكر والدهاء اللي شوفته هنا علي الاقل أهلها غالب عليهم طابع الصراحه والوضوح
أطرقت رأسها أرضا نعم يقصدها هي فهي المتسببه الاولي فيما حدث له كانت تهمس في سرها ألا يسمعها المزيد ولكنها تستحق بالفعل تمتم "عزالدين "مازحا وهو يشمر أكمام جلبابه الأبيض قائلا
_شكلك كده أرتحت لاهلها علي العموم دي حاجه مبشره يا "مروان"
_متتخيلش السعاده والراحه اللي لقتها هناك شكلها ايه ....!!
توقف الطعام في حلقها عندما أنهي حديثه تلميحه الواضح استشفته هي سريعا فهل هناك أخري ستشاركها اياه؟ كلا لن يحدث شعرت بالغيره تسري بداخل جسدها لتظهر علي خديها المتخضبين بالحمره لم ينظر اليها "مالك"مطلقا بل كان يأكل في صمت تام ولكن عن عمد أسقط كوب الماء بذراعه لم تكترث به بل كانت عيناها معلقتان علي شقيقه فضرب بقبضته الطاوله وهدرا بعصبيه قائلا لها بسبابته
_قومي هاتي كوبايه غيرها ...؟
وضعت الملعقه جانبا وهمت بالنهوض فقالت "ليلي " بأبتسامه هادئه
_"أم ابراهيم "موجوده يا "مالك " خليكي يا "سيداره ".......!!
رفع كف يده كي يمنعها من الجلوس وكأنه يؤدبها حينما قال باصرار
_هي موجوده ومحدش هيشوف طلباتي غيرها يلااا.....
لم يهتز من مكانه قيد أنمله فهو يعهد شقيقه جيدا روحه التي تعلقت بها من قبل حينما كان متيما بعشقها كانت جامده هرولت الي المطبخ تجلب كوب اخر غيره ومعها أداه التنظيف لتنظف هذه الفوضي من جانبه تتلاشي غضبه وثورته أنحنت بجسدها تمسح السجاده بقوه كل هذا تحت نظراته المسلطه نحوها نهض من مكانه عازما الصعود الي غرفته وعيناها راشقتان في ظهره لابد وانه يسخر منها ومن حالها ولكنها لا تعرف اليأس ستصمد حتي يستسلم لها في النهايه التمعت عينا "مالك "بشماته وهو يراها راكعه بهذا الشكل الذليل سيريها الجحيم ألوان ولكن الصبر يا "سيداره "الصبر ,فر هاربا من نظراتها المسلطه عليه حتي لحقت به عند الرواق المؤدي الي غرفته نادته هامسه
_"مروان " استني.....!!
تخشبت قدماه مكانهما وأختلس نظره جانبيه اليها لكنه لم يرد عليها تهدجت أنفاسها عندما توقفت أمامه وهي تستمع اليه
_خير ......؟
قالها بصوت متحشرج نظرت اليه بخوف وهي تتحسس معصمه ثم سألته باقتضاب
_أنت حقيقي هتتجوز من المدينه ....؟
أزاح أصابعها بهدوء شديد وقال لها بتعجب
_فين السؤال ......!!
وضعت كفها علي صدرها وهي تشعر بأن الارض تميد بها فهو لم يؤكد أو ينفي حديثها رفعت عينيها الي عينيه الماكرتين وهي تقول بعصبيه
_بلاش تنكر وقولي بصراحه أنت هتتجوز ....؟
أنفرجت شفتاه وهو يهم بالرد عليها بحده وقد رمقها بنظره زاجره قائلا بضيق
_وأنكر ليه هو أنا عامل عامله ؟وبعدين دي سنه الحياه مش كده يا مدام ...!
قالها بأسلوب هازئ فأتسعت عيناه بصدمه وهويشعر بجسدها المتشنج والملتصق بصدره وهي تتعلق بعنقه حاول ابعادها بكل طاقته ولكنها كانت متشبثه به وهي تقول شاهقه
_محصلش ....!!
تراقصت نظراته بعدم تصديق وهو يحاول أن يفهم مغزي حديثها فقال بتساؤل
_هو ايه اللي محصلش .....؟أنت واعيه لكلامك
صمتت فلم تستطع الافصاح أكثر من ذلك دفعها بعيدا عنه وألتقط أنفاسه بصعوبه وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد تحاول أن تسيطر عليه بطريقتها الناعمه أخرجت قلادته الذهبيه والمحتفظه بها منذ ان كانت في عمر الزهور والتي تطوق عنقها وهي تقول بخفوت
_لسه محتفظه بيها مش بتفرقني ابدا لانها منك يا "مروان"
التنازل يا "مروان "حدثته نفسه بالمسافه التي يجب عليها أن تقف عندها فقال لها لينهي الحوار
_أعتبريها هديه مني بمناسبه جوازك من "مالك "
تركها والذهول يحاصرها لقد تعمد اهانتها هذه المره ولم يشعر بالندم أومات في طاعه ودموعها تجري أنهارا علي خديها تتقافز في صمت دلف الي غرفته بعد أن صفع الباب خلفه كان البكاء هو عنوانها أخذت تشهق بصوت مسموع ,ظل الاخر حبيس داخل غرفته كالأسد الجريح في عرينه لا يقوي علي الحركه مكبل بأغلال خداعها ومكرها حتي راح في سبات عميق طيفها لم يفارقه حتي أنه شعر بشفتيها تتحركان علي شفتيه المتعطشتين لتقبيلها كان يبادلها القبلات في حلمه فنهض من مكانه كمن لدغه عقرب حينما أختفي طيفها ولا يعلم هل كان حلم أم انه حقيقه ولكنه حسم الأمر ونهض ليغلق باب غرفته جيدا،جلست فوق الفراش الخاص بها وأبتسامه ماكره قد حانت من بين شفتيها المنتفختين بسعاده
يتبع

أنت تقرأ
قانون العقرب.... للكاتبة جنى محمد
Roman d'amourجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس هل اصبح للعقرب قانون يسير على نهجه ؟ شقيقان يجمعهما رابطه الدماء ولكنهما اتبعا قانون يسمي" قانون العقرب" علي غرار طفولتهما المتسمه بالتفرقه والتفضيل ساد كرهاً دفين بين الشقيقين علي الرغم من قسماتهما ا...