المقدمة ❤

848 23 5
                                    

طَرَّقَتِ الخادمة الباب فدلفت تَحْمِلُ فنجان من القهوة الخاص بسيدتها وباليد الأخرى صحيفة الصباح ،اقتربت واثنت جسدها واضعة كليهما بهدوء، ومن ثم خرجت بصمت دون أن تنطق بأي كلمة ، هدوء يكسو أرجاء الغرفة لا صوت سوى صوت تحركات الكرسي الخشبي الذي يمتلك خاصية الاهتزاز والتحرك للخلف والأمام بحركات متواترة ، كانت تحدق أمامها بشرود ، وكأنها في عالم آخر فأوقفت حركتها على حين غرة ومدت ساعدها الأيسر تتناول فنجان القهوة لترتشف منه مرة واحدة ثم وضعته على الطاولة الزجاجية ، تعلقت عيناها على تلك الصحيفة فأمسكت بها بعناية تقلب الصفحات بسرعة دون قراءة الأخبار من يراها يدرك أنها تبحث عن خبر محدد ، توصدت حدقتيها على الصفحة التي أرادتها ، شددت قبضتها على الصحيفة وعيناها تنتقل ما بين الحروف التي كُتِّبَتْ وصورته التي وضعت في جانب الصفحة إنه هو.....

مراد الباشا فقد حقق فوز آخر واستحق ميدالية أخرى في سباق السيارات القياسية على التوالي .......

""في نفس التوقيت ""

دلف لداخل الغرفة بعد أن طرق طرقات خفيفة على الباب ، شاب وسيم يبلغ من العمر السادس والعشرون يمتلك بشرة قمحاوية وعيون سوداء وشعر قصير يرتدي ملابس رياضية ، وقف أمامها دون ان تلحظ تواجده ، لاحظ أن جل تركيزها صُبَّ داخل الصحيفة التي بيدها ، لم يصعب عليه الأمر في استنتاج السبب وراء تلك الملامح المتشنجة و التى يخالطها الاشمئزاز والكره ......

هتف بنبرة هادئة وهو يواصل النظر لها بتمعن وقلق :-

- داليدا....؟؟؟ هل انتِ بخير ؟؟؟

لم تمر سوى ثواني معدودة حين رآها وهي تمزق الصحيفة التي بيدها لأشلاء ووجها الذي يعلوه الاحمرار من شدة الغيظ والغضب ، بخطوات سريعة توجهت نحو سلة المهملات تلقي بها بقوة هدرت بغضب وهي تحوم حول نفسها تضع يدها داخل خصلات شعرها الحريرية واليد الأخرى على خصرها والغيظ يستحوذ على نبرتها :-

- يعيش حياته بكل أريحية !!!!!! ... وليس هذا فحسب بل يتفاخر بفوزه امام الجميع !!!!

اقترب منها يحاول تهدأتها وتحذيرها فامتزج صوته بالرجاء واللين:-

- داليدا اهدئي أرجوكِ ، حذاري ان يستمع والداكِ لهذا الكلام ، رؤيتهم لَكِ وأنتِ بقمة غَضبكِ
ستحزنهم جدًا ، اعلم ان هذا الرجل هو السبب بموت صفوت ولكن لن تستطيعي فعل اي شيء لقدْ حُكم عليهِ بالبراءة ...

حركت رأسها بثقة وأشارت بيدها تردد بإصرار وكره:-

- كلا بل سأفعل ، سأفعل الكثير لهذا القاتل ...

اقتربت منه تمسك بذراعيه تتابع قولها بإصرار

- انه هو انا اعلم ذلك صدقني هو من فعل ذلك لصفوت لكي يفوز بذلك السباق اللعين ..

فابتعدت عنه مستديرة نطقت بغيظ وألم:-

- اقسم لك اني سأجعله يتذوق جميع الآهات والآلام التي عشتها..الانكسار..العذاب....وألم الفقدان....

رواية قلب للإيجار بقلم عروبة المخطوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن