الفصل السابع

246 13 34
                                        

بِصورة مُشوشة لَيلة مُظلمة سوداء لا شيء سوى أصوات المُحركات ورائحة دُخان خانقة وصوت الوقود  وهو يَنبثق من الفوهات ليسيل ويملأ  الأرضية الصَلبة يُحذر بِوقوع كارثة بعدَ قَليل ،صوت زفير وشهيقٍ مُرتفع وخطواتٍ مُتعثرة ، يُحارب لأجل الوصول لذلك العالِق بالعَربة الأخرى يُجاهد أنينَ جسده والدماء التي تنهمر من جِبهته وتَعثر خطواته ورائحة الدخان الأسود التي تتسلل لداخل صدرِه دون رَحمة ، بِومضة من الزمن كان هنااااااك انحنى بجسده يَمد ذراعيه بكل قُوته يدفع العربة المُنقلبة للاتجاه الآخر للوصول الى جسد ذلك الغارِق بالدماء وما زالت الروح بجسده

صَوتُ صرخاتٍ مُتتالية وراجِية

- تَمسك بيداي.... هيا ....هيا أمسك بيدي لا تَترُكها يا هذا هياااااااا .... تَمسك أتوسل إليك هياااااااا ....  أرجوك لا تستسلم هيااااا ....لا....  لاااااا لا تفعل ، سنستطيع هياااا ..... لقد اقتربنا هياااااااااا

اخْترَق أذناه صَوتٌ واهِن ومُتألم ينطق الحُروف بصعوبة مُعبرًا عن عجزه

- ل ل ل لللاااااا ااااستتتطيع اااااآذهب قدماي عالقتان لا أقوى على تحريكهم اذهب ستنفجر بعد قليل انقذ نفسكككككك ....

أَضاف بصعوبة باستسلامٍ ويأس

- ااااااذهب قُلتتتتتت لك اذهب دعني اموت لوحدي

هزَّ رَأسه بِعنف وأنفاسٍ لاهثة بصوتٍ مُزمجر غاضب صارِخ

- لاااااا ..... لااااااا سَتخرج لن أدعك  يا هذاااااا.....
هياااااااا .... انتظر انتظر  ..... سآتي بشيء يُساعدنا لافتكاك قدماك انتظرني قليلًا .....أرجوك لا تفعل ولا تستسلم هياااا سآتي لك

فُتحت عيناه بفَزع وجَبينه يَتعرق استقام لينهض عن السرير جالسًا على حافته ويده على صدره اللاهث بأنفاسٍ مُتتالية مذعورة ، نقل أبصاره حوله يُخلل أصابعه داخل  خُصلات شعره ليدرك أنه  كانَ كابوس مُؤلِم خانِق مُر

اقتربت منه تُغطي جسدها باللحاف واضعِة يداها بشكلٍ مُباغت على كتفه مما أثار ذُعره لينتفض من مكانه ، هتفت بتعجب وقلق

- اهدأ حبيبي انها انا ما بك هل أنتَ بخير ؟!

ظلّ صامتًا للحظات قبل أن ينطق وهو يُحرك رأسه بصوت خافت

- لا شيء

كادت أن تُصرّ عليه لولا أن قاطعهم صوتَ رنين هاتفه الذي دوى فجأة ليلتقطه على الفور ناظرًا للشاشة فقطب جبينه باستغراب للحظة وتفكير ليفطن لتلك البطاقة التي منحها لتلك الفتاة صاحبة الشعر الأحمر   قبل أن يبتلع ريقه  يُجيب بنبضاتِ قَلبٍ مُتسارعة  

- ساااااااعدني ....أرجوك ساعدنيييييي ارجوككككك إنهم خلفي سيقتلوني ساعدني

لقد كان صوتها كفيل بأن يُضاعف نَبضاتَ فؤاده هتف بنبرة متوترة واستعجال وهو يدور حول نفسه واضعًا ذراعه الأخرى خَلف رقبته

رواية قلب للإيجار بقلم عروبة المخطوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن