مسرح المدينة

2.2K 222 454
                                    

لا تَـنسى غزلك العَـفيف لِـما أدونه

بـ كبسك على النَـجمة يا جميل ✨.

----------

٣١/١٢/١٩١٢

تَكسر الشمس قمرها بـ كسوفها عنه
و يقوى القمرِ بـ خسوفه
أما عني فـ قويت بـ شمسي التي قُمت بـ كسفها
--
فُتحت أضواء المسرح لـ تُسلط على عازف البيانو الشاب
يطق بـ أنامله الطويلة على بسط البيانو الرقيق

هذا العازف المجهول
من هو؟
لا أحد يعلم !

انهى عزفه مع عقيرة الأيادي التي تُصفق
و ذاك القلب السعيد الغير مُستمع للتصفيق

وَقف و أنحنى بـ نصف جسده لـ تُسدل الستار عليه
مع بسمته الخفيضة من وراءها

نزع هذا المعطف الطويل الذي ليس له
يَقم بـ وضعه على إحدى المقاعد

نظر بـ نصف عينه بعدما رفع رأسه قُبالة المرآة
يبش عن أسنانه بـ بسمةٍ حزينة
فورما رأى القروش الموضوعة على طاولة المرآة

مَـد يده يدس تلك القروش البخيسة في جيبه
ماسحًا على خصلاته يـُحاول طمأنة قلبه بـ كلمات مُذبذبة داخله

أزاح التُراب من على قُبعته يضعها على رأسه مُأطأً لها
يسير مبتعدًا عن المسرح

بخطواتٍ أكلها الزمن و عافى عليها الماضي
كان يسير مُبطئًا مُناظرًا للأرض

نظر لـ. أنامله بـ عينٍ دامعة
يدسها مجددا في جيبه

أوصلته قدماه إلى أحد الأزقـة القديمة

ذاك الصوت المُـزعج الذي إعتادت أُذناه على سماعه
صوت صنابير المياة و هي تُسقط قطراتها على قِطع المعدن
صوت هذا الفأر الآكل للمعدن

قَـطع شوطًا كبير للوصول
بينما هو يحاول الوصول لـ مضجعه

أصدمت به فتاة لـ تسقط على الارض

هرع لـ جعلها تقف و لكنه بقى أمامها إلى أن تسطيع الحركة
كات يحرك شفتيه بـ الإعتذار منها ولكنها لا تسمع هذا الإعتذار
ظلت نظر لعينيه بـ غصون زيتونها ترمش كلما أطالت النظر فيهما

أحط بـ يُسراه و يُمناه على كتفيها يُوقفها
و لكنها كانت في عالم آخر مع غرقها بـ عينيه

طَـق أمام عينيها لـ تستفيق و عينيه تتفحصها
إذا أُصيبت من إندفاع جسده أم لا
هو لا يملك مال لـ يقم بـ علاجها إذا حدث لها شيءٌ ما !

OLIVE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن