صماء

488 133 170
                                    

لا تنسى غزل العفيف
و كبسك على النجمة يا جميل ✨
--------

رفع تايهيونغ رأسه لـ ينظر لـ المحتضنة له
مع دقة الساعة الثانية عشر منتصف الليل على ساعته

" أنت أول شخص
رأيته في عامي الثلاثة و الثلاثين "

همهمت چوي بـ أنفاسها فقط تقبل جبينه بـ رفق
" لقد كبرت تايهيونغ "
تحدثت بـ صوتٍ رقيق للغاية مع صفير أذنها الدائم
هي لا تستمع لـ صوتها أو صوته

أزاح تايهيونغ يده لـ يضعها على وجنتها اليمنى
متلمسًا إياها برفق يزيل من عليها ذرات التراب

"أشتقت لـ ملقى عينيكِ يا صغيرتي "

حملت يده التي على وجهها تقبل راحتها
ثم إبتعدت ترفع ثوبها الطحينيّ التي كانت ترقص به
تلوح له بـ هدوء تختفي في لمح البصر بين الغُبار

أخرج تايهيونغ تنهيدة قوية
يربت على قلبه بـ راحة يده التي قبلتها
ثم حمل قبعته التي سقطت يضعها على خصلاته يذهب لـ غرفته

فتح المصباح الضليل المتواجد في الغرفة لـ يجد السيد ريوند
ينظر له بـ بسمةٍ خفيضة يضع أمامه عُلبة صغيرة

" كل عام و أنت بخير تايهيونغ بُني "

ابتسم تايهيونغ بـ خفة يركض على السيد ريوند
لـ يحتضنه السيد ريوند بين ذراعيه مربتًا على ظهره

" أتعلم سيد ريوند أنت مثل أبي
هو لم يُحب أبدا الجلوس معي مثلما تفعل أنت "

" يا بُني أنا لست سيد ريوند أنت تعلم أنا معك منذ الكثير
أحب دوما سماع كلمة أبي لذا قلها حبيبي لا تقلق "
وضع السيد ريوند يده على وجنة تايهيونغ يتلمسها بلطف شديد 

لـ يومئ له تايهيونغ محركًا رأسه
ثم وقف يقم بتحضير كوبين من الشاي لـ يسمع إلى تنهيدات السيد ريوند البائسة

عاد تايهيونغ له مجددا حاملا كوب الشاي
يمده إلى ريوند لـ يحرك فمه متحدثًا
" ما بالك حزين أبي ؟ "

حمل ريوند كوب الشاي يبتسم مُطوقا إياه بين يديه ينظر لتايهيونغ
" أنت بجواري منذ عشرة أعوام تايهيونغ ٬
و لم تعلم أن لدي إبنة صحيح؟ "

"بالطبع أعلم أن لديك إبنة
و لكنك قلت لي أنها مُسافرة لـ الولايات المتحدة لـ تكمل دراستها ما الجديد في الأمر ؟ "

" أنت تعلمها جيدا تايهيونغ "

رمش تايهيونغ عدة مرات بـ عدم إستيعاب
ثم نظر له بـ معنى أن يكمل حديثه
ينزع معطفه الزيتوني الجديد يضعه على الكرسي المتواجد في الغرفة

" تذكر لقد قالت لك إسمها چوي ريوند "

توقف تايهيونغ عن الحركة لـ ثوانٍ يـضغط على معطفه بعدما وضعه على ظهر الكرسي ثم نظر لـ ريوند بهدوء شديد و أعين حمراء دامية

" الفتاة التي تمتلك أعين زيتونية
هي تايهيونغ إنها إبنتي "

ذهب تايهيونغ إليه سريعا جاثيًا أمامه ممسكًا كلتا يديه بين كفيه
" ماذا حدث بها أبي ؟ هل تحتاج مساعدة ؟ أي شيء ؟"

تبسم ريوند بـ خفة فاركًا خصلات الصغير
" هي تحتاج أن تعيد لها سمعها مُجددا "

كانت تلك الكلمات تُقذف في قلب تايهيونغ كـ الصواعق المدمرة لا يوجد لديه أي رد ربما فقد نُطـقه أو ربما كانت صدمته قوية للغاية على سماعه للأمر

" كيف أبي؟ لقد كانت تأتي كي تستمع لي كل يوم
و في عزفي كُنت ارى عيونها تتوهج
كيف أبي و أنا كنت أستمع صوتها دائما في عقلي و قلبي !
كيف صماء ! "

"چوي لم تولد صَماء ٬ لقد ماتت والدتها بحادثة سيارة
منذ أن كانت في الخامسة من العمر لقد تعرضت لـ صدمة
في هذه الأثناء  فقدت كلتا الحاستين ٬ عاد لها الحديث
بعد أن كانت تراك في السادسة عشر من العمر
تلعب مع أولاد المنطقة دائما ٬ و لكن حاستها الأخرى لم تعد بعد ٬
چوي كانت تأتي لك كل يوم مختبئة خلف ستار المسرح كي تراك تعزف ٬ قالت لي ذات يوم أنها دائما تأتي لك عارية القدمين كي تستمع لـ ذبذبات البيانو الخاص بك ٬ أنت أعدت لـ چوي حاسة الحديث ٬ ساعدني تايهيونغ لـ إعادة سمعها "

لم يعلق تايهيونغ على حديث ريوند و إنما أكتفى فقط بتساقط دموعه على يد ريوند لـ يبعد جسده عنه زاحفًا إلى أحد أركان الغرفة
واضعًا كلتا يديه على أن على جبينه مخبئا عينيه
يجهش في البكاء بدون صوت

" أتوسل إليك بُني هي لن تُشفى إلا بك "

" يا مـُر حُبًا و يا مرارة حـُبي "
-----
الفصل الخامس إنتهى

الرواية أوشكت على الانتهاء 🗞️.

OLIVE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن