خَـصرها

548 147 129
                                    

لا تَـنسى غزلك العَـفيف لِـما أدونه

بـ كبسك على النَـجمة يا جميل ✨.

----------
يستعد لـ حفلة خِتام العام بـ حضور أُنـاس في غاية الأهمية
يأخذ أقوى أنفاسًا له مُتحديًا ذاته
" ستفعلها اليوم تايهيونغ ٬ مؤكد ستفعل "

ترك قبعته الممتلئة بـ رائحة الفتاة
يُمشط خصلاته بـ أنامله بـ تمريرها بـ داخلهن

حظى اليوم على مِـعطف جديد
من إحدى المعجبات لقد كان سعيدا للغاية به

لقد كان زيتونيّ اللون به نقوشٍ لـ ورود خفيفة غير ظاهرة
طويل حيث يحميه دائما من برد ديسمبر
مع توقيع المُعجبة الذي كان

" غبار أزقة ديسمبر "

صعد على المسرحِ قابضًا على معطفه من كثره توتره
يـنحني بـ جذعه للجميع ثم جلس على آلة البيانو

كانت مقطوعته هي المعزوفة الخامسة لـ بيتهوفن
قام بـ عزفها بـ هدوءٍ و ثبات بدون النظر إلى أحد

طق بـ طريقة قوية عن المعتاد لـ يرسل ذبذبات
تسري في أرض المسرح بـ قوة
يرفع رأسه متوقفا عن العزف

فورما رأى خصرٌ ممشوق يدور ٬ خصلات ٍكستنائية بُندقية تتطاير
و قدم عارية تتراقص أمامه على المسرح
ممسكة وشاح ٍ أبيض اللون تتمايل به يمينا و يسارًا
و يغطي أنفها و فمها وشاحٍ آخر بنفس لون قلبها الأبيض المزين بالنقوش ٬ عينيها اللامعة هي التي تظهر
على رأسها تلك القبعة السوداء الممتلئة بـ رائحة زيتونها

تشتت العازف سريعا مع دقات قلبه السريعة لقد علم من هي
من بحث عنها طوال عشرة أعوام

كان أنظاره عليها و قلبه يدق معها
مع طقات أنامله المحفوظة على البيانو

هو لن يستطيع ترك البيانو و معانقتها
بسبب مالك المسرح الجالس مع كبار رجال المدينة و المناظر له

أكمل مقطوعته بـ سلام و تلك الجميلة تتراقص أمامه
إلى أن اقتربت بـ وجهها منه لـ يرى كم الدموع المتحجرة في عينيها الزيتونية تلك الأعين التي طالما حلم بها طوال عشرة أعوام

تضع على كتفيه الوشاح ثم تنزعه لـ تبتعد و تتمايل بـ جسدها مجددًا
٬ ظل يطق على أصابع البيانو بـ شغفٍ كي يراها بعدما ينتهي

أنهى لـ تُسدل الستائر فورما دقت الثانية عشر منتصف الليل
٣١/١٢/١٩٢٢

نظرت له فورما إنتهت تلقي قبعته
أرضًا راكضة خارج المسرح مُختفية
عن أنظار الواقف في عالم آخر

ركض خلفها سريعا متناسيا المالك المتحدث خلفه بـ شكره
متناسيا عيد مولده و أمنيته في هذا العيد

و ها هي تختفي مجددا داخل غُبار زُقاق ديسمبر

"چوي ٬ چوي أين أنت ؟ صغيرتي "
كان يتحدث بـ الفرنسية على غير المعتاد
يمسح تلك الدموع من على وجنتيه وهو يركض
واضعًا على رأسه قبعته القديمة

توقف لـ يلهث أثر ركضه الغير منقطع هو لم يراها مجددًا
لقد اختفت مثل أي شيء جميل يختفي

أخرج لهثاتٍ قوية مستندًا بكلتا يديه على ركبتيه
منحني بـ ظهره للأسفل
يرى قطرات عينيه تتساقط على رصيف الزُقاق

أجهش في البكاء و كأنه كان يحتاج ذاك البكاء منذ عشرة أعوام
منذ أن أتى بمفرده في تلك البلدة الخالية من الحياة

جلس على الأرض المطرة واضعا كلتا يديه على وجهه
بـ جسدٍ يرتجف إثر كثرة البكاء

قاطعه بكاءه بـ يدٍ رقيقة للغاية
تزيل يديه من على عينيه تنظر له

ثم حركت رأسها بـ معنى لا تبكي
ترفع إبهام يُمناها على وجنته تزيل هذا الحزن في قلبه
بـ لمساتٍ رقيقة للغاية ظل صامتا
إلى أن وضع يده على خصرها يطوقها له بـ عناقٍ ليس له معنى

لم تتفاجئ وضعت رأسه على كتفها بـ خفة
تربت على خصلاته بدون نطق كلمة منها

أغلق الآخر عينيه يشعر بـ أمانٍ لم يشعر به طوال حياته
و ليس لـ عشر سنوات قط

كلاهما جاثيا أمام الآخر لا ينطق إحداهما بـ كلمة
هو يعلم من هي بـ حق و لكنه لا يعلم ما بها

يا حِبري و جَبري
و حبوري و هَمي
يا تاءٍ مُـنقلبة لـ جميلة
يا بعيدة عن عيني و يا قُربك مِني
------

الفصل الرابع إنتهى

توقعاتكم ؟

الرواية أوشكت على الإنتهاء 🗞️.

OLIVE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن