twelve - seuol.

534 37 46
                                    

سيُول.

-

أنا كنتُ خَائفة، مرعُوبةً حقاً عندما شعرتُ بالطائِرة بدات تنزل. و كنتُ اعلم تحديداً إلى أين كانت تهبِط.

كانت تنزِل في المكان الذي أخذتُ فيه أول أنفاسي، خُطواتي الأةلى، أين قلتُ أول كلِمة لي، و أن صنَعت أول أصدقاء.

هذهِ الطائِرة كانت تأخذُني إلى البَلد الذي تعِيش فيه حُب حياتي، كُوريا الجَنوبية. كلِمتان جَعلتا شعوراً دافِئاً يجُول بين أرجاءِ جسدي لأنني علِمت انني أتجهُ أخيراً إلى المكان الذي يُمكنني مُناداته بـ مَنزلي.

بالطَبع أحضرتُ مي دفتَر تشايُونغ الصغِير و الذي كان رفيقِي طوال الرحلَة. لم أقرا منهُ الكثير، قرأتُ بضعة صفحَات لانني تذكرتُ أنه كان مِلكاً للفتاة التي قامَت بسرِقة قلبي و كنتُ أعلم أنها لم تكُن تنوي إرجاعهُ في أي وقتٍ قريب.

أنا جِئت إلى هنا لزِيارتها، حتى اُفلتها أخيراً، لكن هل سيكُون الامر بتلك السهولة؟ أضِف إلى ذلك حقِيقة أنني كنتُ واقِعة في حُبها لنصف حياتي تقريباً، حتى الآن.

إضافةً إلى أنها ستتَزوج، هذا سيكُون مؤذِياً للغاية، لكن كان لا بُد من إنهائه على أيةِ حال.

كان عليّ الإفلاتُ من شيءٍ لم يكُن مِلكي حتى في المَقام الأول، و إن كنتُ أرغبُ بأن أكون أكثر وضوحاً، قلبُ شخصٍ لم يكن ينتمي إلي.

لكن قلبي كان دون شكِ ملكاً لها منذُ البِداية.

ترتجِف ركبَتاي عندما أخطُو أولى خطواتي في سيُول. الأرضُ حيث كانت معظَم ذكرياتي الجَميلة.

ها أنا الآن أقِف أمام الباب لأنني جِئتُ للتو من رِحلةٍ طويلة و رُكوب سيارةِ أجرة لمُدة ثَلاثين دقِيقة للوُصول إلى منزِل والدَاي.

أطرُق الباب، بكَسلٍ شديد لأسمَع الخُطوات الخَافِتة الخاصّة بوَالدتي أو والِدي- يعتمِد الأمر على من سيُجيب خلف الباب، أسمعُ تمتمةً شبه مسموعة، إنها الثالِثة صباحاً، لا بُد أنهما منزعجان الآن.

يُفتح الباب مما يتسبَب بإظهار أمي الجمِيلة مع رِداء النوم خاصتها، المُفضل لديها، الوردِي، لونُها المُفضل، تماماً كشَايونغ.

والدتِي توقفَت لِوهلةٍ و حدقَت بي من أعلَى رأسي حتى أخمصِ قدمَيّ، من المُحتمل انها لا تدرِك أن هذا كان حقِيقة.

فجأةً توسَعت عيناها لتصرُخ، مِما تسبَب بإيقاظِ بعض الجِيران.

أبي جاء جرياً على السلالِم، فورَ رؤيتِه لي هُو...فقَد الوَعي، أعتقِد أن والدَاي قد تبادَلا الأجسَاد بطريقة ما.

"أه مرحباً أمي؟ سأرغبُ حقاً في الدُخول الآن، أنا أتجَمد هُنا بالخارج." حالمَا غادرت تلك الكلِمات فمي هِي سحبَتني إلى عِناق دافئ، انا شعرتُ بدُموعها خلف عُنقي.

أذرُعي تُعانق خِصرها، أنا إفتقدتُ تِلك الكميات الهائلةَ من أحضانِ والدتي. هِي سَحبتني للداخِل بسرعة تارِكةً حقائِبي خارجاً.

"أمي، حقائِبـ-"

"ياه! رُوجر! إستيقِظ، أعلم أنكَ تُمثل فُقدان الوعِي هُناك. إذهَب و أحضِر حقائِب مِينا بسُرعة أيها السَخيف!"
هِي ركَلته على معِدته ليَتأوهَ بألمٍ.

أقهقِه على تصرُفاتهما، هاذانِ هُما شخصَاي المُفضلان.

-

مرحباً، كيف الحال؟

والِدا مِينا؟

رأيكُم بالصدمة السابقة؟ '-'

شكراً للجَميع.

Lifetime | мсн.Where stories live. Discover now