الرُقعة

Chapter 13

التنهيدات المُتكررة والتي لاتتوقف ، ماهي إلا عملية لتطهير الصمت المكتوم فوق الروح .

"لمَ كل هذه الكتب؟"

تتذمر أجاثا من ثقل الكتب التي تحملها وكانها تحملها وحدها ، بينما سينثيا تتجاهل تذمراتها لتصل إلى باب غُرفتها لتُتمتم ببعض التعاويذ جاعلة منه يُفتح قليلاً لتدفعه بقدمها ..

" أدخلي"

طلبت من أجاثا التي دخلت دون تردد لتقف فور ما خطت أقدامها الغرفة حينما رأت داني جالسة على نافذة الغرفة لاتعيرهن إهتمام  ولكن حينما راتها الاخرى انفرجت اساريرها لتهمس بنبرة ممتزجة بين التوتر والفضول..

" بابس.."
همست  اجاثا.

" أجاثا ضعي الكتب هنا وتقدمي بسرعة"

حينما سمعت داني اسمٌ غريب على مسامعها نظرت للطفلة الدخيلة  حيث كانت قصيرة ترتدي لباس اسود عبارة عن تنورة قصيرة وقميص اسود  وشعرها لونه بني فاتح تحمل بين يديها الصغيرتين بضعة كتب..

" داني أُعرفكِ على صديقتي أجاثا ، أجاثا هذه البابس تدعى داني "

أرادت داني الكلام لكن حماس الصغيرة منعها " هذا رائع !"

تقدمت بسرعة من داني لتمسك بخديها ثم شعرها ثم أصابعها ثم فتحات انفها تنظر وكأنها تتفحص كائن خُرافي وهي كذلك بالنبسة لهم وخاصة بوجود قانون يحرم الاختلاط مابين البيرو والبابس وبطيبعة اجاثا هي فضولية حولهم  ..

" من اين إصطدتها؟"

ضحكت سينثيا على إعتقاد الصغيرة لتوضح لها قائلة ..

" لمْ أصطدها وإنما هي صديقتي من البابس"

شهقت أجاثا وكأنما قالت شيئاً مُحرماً تنظر لداني ثم لسينثيا ..

" هذا ممنوع!"

" صغيرتي اجاثا مارئيك أن تقرئي هذا الكتاب للبابس لأنها لاتفقه لغتنا "

كعادتها سينثيا تتجاهل أجاثا لتدخل بموضوعٍ آخر كي لا تدخل الأخرى في التفاصيل كثيراً لكنها معجبة بهذه الفتاة ترى خلفها مستقبلا زاهيا .

تحمست أجاثا بذلك لتحمل احد الكتب وجلست ارضا فراحت تقرأ الكُتب بصوتٍ واضح لا يشوبه أي شائبة تترجم ما تقوله بلغة تفهم عليها داني ، اما سينثيا فتناولت أحد الكُتب و بدأت تقرأه بسرها تتعلم منه بعض الأشياء التي تفتقر لها والتي ستحتاجها في ايامها القادمة هذا امر حتمي..