الفصل الخامس

448 28 0
                                    

الفصل الخامس.

"غريبة هي الدنيا تجمعنا بأشخاص لم نكن نعلم أنهم على قيد الحياة فباتوا لنا شريانًا نابضًا، محور كونك ووجهتك أينما تولي."

بعد مرور عدة أيام قد تغيرت فيها بعض الأمور، فالبعض حياته مستقرة وهادئة ناهيك عن بعض المشكلات العابرة التي نتغلب عليها كي تسير الحياة، والبعض الآخر مُقدم على حياة جديدة لا يعلم ما يخفيه القدر لكنه متأمل في رب العالمين كل الخير.

داخل هذا المنزل نجد جميع من فيه يسود عليهم الفرحة فاليوم مهمًا بالنسبة لهم، فاطمة يرقص قلبها فرحًا لأجل حفيدتها تريد لها السعادة والخير تدعوا الله أن يكون لها خير زوج ويعوضها عن فقدان والديها، أما تاج فلم ترضخ لطلب سعاد وفاطمة أصرت على أن تجهز كل شيء من إعداد الطعام وتنظيف المنزل.

جاءت إحدى صديقاتها تدعى" فرح" فهي ليس لها صديقة سواها، اصطحبتها لغرفتها ثم توجهت للخزانة وأنتقت منها فستان باللون الأزرق الداكن وخمار من درجات اللون الرمادي الفاتح، جهزت أشيائها وتركتهم على الفراش، اتجهت للشرفة تتحدث قليلًا مع صديقتها سألتها عن ما حدث في الرؤية فقصت لها كل شيء،

استغربت فرح من شيء ما وسرعان ما سألتها:
- يعني عايزة تفهميني إنك خرجتي بفستان وخمار وكمان محطيش ميك اب، يا جبروتك يا تاج.
ضحكت تاج على طريقتها ثم وضحت لها:

- يا بنتي جبروت إيه بس كل الحكاية اني محبتش اتخلى عن خماري وبعدين هدومي كانت حلوة ومحتشمة، ومحتطش ميكب لأنه حرام دا مهما كان راجل غريب ودا اللي المفروض يحصل وكل واحد حسب ارتياحه بقى.

تفهمت وجهة نظرها وأخذوا يتحدثون في أمور عده حتى يحين موعد حضور أهل عمران، هي لا تريد خداعة يجب أن يراها على سجيتها كي لا ينخدع بها، يجب أن تكون أكثر صراحة، التجمل وتزيف الواقع كي نحظى بالاعجاب ليس له أي داعي لابد من الوضوح حتى لا ننصدم فيما بعد.
*******
على الجهة الاخرى كانت الأمور أكثر هدوءًا فالجميع قد استعد للذهاب لتلك الزيارة، عائشة على أحر من الجمر تريد أن ترى من ستكون زوجة ابنها، ووجدان تحمست عندما علمت أنها نفس الفتاة التي تحدثت معها من قبل فهي أحبتها كثيرًا، أما عامر فهو يريد الفرار من المذاكرة لذلك أصر على الذهاب، بينما والدهم مستبشر الخير في هذا النسب.

عمران وآه من فرحته التي دق قلبه لها، متخبط المشاعر ما بين فرح وتوتر قليلًا فالأمر ليس بالهين عليه، تؤرقه وتقلق نومه فهو يدعوا الله دائمًا بها.
"يجافيني النوم بذكراكِ
والقلب مسهد مهموم
مالي أراك معذبتي
والحب بداية معرفتي
بامرأة قلبت موازيني
فالعقل استثناه القلب
واتخذ قراره بالعشقِ
لبيت نداءه ملهوفًا
على حب بات يسكنني
كالدم يسري بشرايني."

استأذن من يوسف بالتحدث معها لأنه لا يريد أن يغضب ربه، يأمل في حياة خالية من المعاصي يملؤها رضا الله، تجهز وارتدى قميصًا باللون الأزرق الفاتح وبنطالًا من الجينز، خرج من غرفته كي يحثهم على الذهاب وجد الجميع في انتظاره، اقترب من والده وطبع قبلة على يده فربت على رأسه ودعا الله له بالخير والسعادة، انتقل لوالدته فأخذته بأحضانها وهي تتم بالدعاء له، أقترب منه المشاكس الصغير بعيون لامعة من شدة فرحته لأخيه فعانقه الأخير وربت على ظهرة بهدوءْ أمسك بيد وجدان بعد تقدم والديه وأخيه قبل رأسها وهي طبعت قبلة على كتفه وتمنت له السعادة.
*********************
التفوا جميعهم حول المائدة المعدة بأشهى الأكلات، فأصر يوسف أن يترأس سيف الدين الطاولة باعتبارة في مكانة والدة وقد راقه هذا التصرف وعلم أنهم اختاروا أصل طيب، قد حضر أيضًا فريد وسعاد.
بعدما استقبلتهم تاج استأذنت منهم وتحججت بأنها ستتناول الطعام مع صديقتها فتفهم الجميع الأمر، طلبت من وجدان أن تشاركهم حتى تكون على راحتها اكثر، رحبت بهذا كثيرًا وذهبت معها للداخل.

وميض الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن