الفصل الرابع

445 28 0
                                    

الفصل الرابع
أشرقت الجوناء في كبد السماء تعم على الجميع بالدفء فتشعر قلوبهم بالإطمئنان، ممتنين لجلاء هموم الليل، واستقبال إشراقة صبح جديد يتنفس بطاعة الله والتقرب إليه.

استقيظت من نومها أدت صلاة الضحى وقرأت الأذكار ثم اتجهت للشرفة تجلس بأرضيتها تقرأ وردها بتدبر ، ضمت المصحف لصدرها وشردت قليلًا لا تنكر كم الراحة التي احتلت صدرها بعد صلاتها للإستخارة أحست أن قلبها يعج بمشاعر السكينة لأول مرة تشعر بذلك، أخذت قرارها بأن تجلس معه ويتحدثون ولو لاقت القبول من ناحيته واستشعرت أنه شخص جيد ستترك أمرها لله وتتوكل عليه فهو المدبر القادر على كل شيء.

ترى ما يحدث بين الشباب في الجامعة من علاقات لم يقر الدين بها، هي تعلم تمام العلم إن لم تثبت وتتمسك بعقيدتها سوف يجرفها الطيار لبر لا مرسى له، مؤمنة بأن" من ترك شيئًا لله عوضه الله عنه بالخير"
تنهدت في وسط خضام افكارها وقالت:

تركت قلبي لك يا الله فاحفظه لي واجعله مسكن لمن ترضاه لي.

اتجهت خارجًا وتحدثت مع جدتها قليلًا ثم ذهبت لغرفة خالها تخبره بما حدث معها طمأنها بأن كل شيء سيكون بخير ما دمت توكلتي على الله.

***************************
تمر الصعاب علينا تباعًا، ومع كل أزمة يتضح لنا خيط أمل جديد نتعلم منه، تقسو علينا أحيانًا لكن لابد من تجاوزها والعبور لبر الأمان.

حينما تتعاهد القلوب على حب الله وطاعته فلا تخشى
من تقلب الأحوال طالما الأساس قوي لا تهزه رياح عاتية، فهو أشبه بمن أسس بنيانه على تقوى الله ورضاه فكيف له أن ينهار؟!
يجلس يلاعب طفليه فاليوم تغيب عن العمل وفضل المكوث مع صغاره قليلًا، أنتهوا من اللعب فاقترح عليهم أن يختبرهم فيما حفظوه من القرآن، تحمسا كثيرًا وشرعا في تسميع ما حفظوه.

دخلت عليهم بأكواب من العصير وبعض من الحلويات التي يفضلها الطفلان، وضعت ما بيدها جانبًا وأخذت تنظر إليهم في حنان وحب غلف قلبها، كم هو حنوًنُا ومراعيًا مسحت دمعة هاربة من جفنيها ندمًا على ما اقترفته، وفرحًا بإستقرار أمورها، نظر إليها وجدها شارده، ذهب الأطفال ليلعبوا في الخارج، اقترب منها وأخذها في دفء أحضانه، هو نعم الملجأ والصديق، سند قوي كالوتد،

حمدت ربها على نعمه ودعت أن يجنبهم الشيطان،
نظرت إليه:
-عمر كنت بفكر أجيب محفظة للأولاد في البيت بصراحة في حاجات بتقف معايا وقرأتي مش صحيحة وبدأت السور تكبر، وكمان كنت عايزة أحفظ أنا كمان معاهم ايه رأيك.

نظرة مطولة مثبتة عليها يتفحص ملامحها الهادئة متيم هو بها ممتن لرجاحة عقلها التي كشفت عنها أخيرًا، جميل أن تتعلم من أخطاءك والأجمل أن تسعى جاهدًا كي لا تقع فيه مرة أخرى:

-رأي إني موافق طبعًا، ربنا يثبتك يا رب ويعينك على الحفظْ هشوف محفظة كويسة وإن شاء الله تبدأو معاها، وأنا كمان هراجع معاكِ عشان منساش، وتعالي يالا نحضر الغدا مع بعض بقالي فترة مساعدكيش.
تبسمت على حنانه وحبه ومحاولة تشجيعة لها ومشاركته في بعض الامور التي تسعد قلبهاْ أماءت له وتوجهوا للخارج تحيط بهم هالة من الحب والمودة
جعلها الله بينهم ليتغلبوا على مر الأيام.
*************************

وميض الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن