الفصل السادس

456 27 0
                                    

الفصل السادس

ومن منا يستطيع أن يعيش دون حب، لا حياة دونه ولا عمرًا يعاش إلا بوجوده، ليس شرطًا أن يكون الحب مقتصرًا على الحبيب، فيكفي حب الأب، الأم، الأخ، الأخت، الصديقة ......

نحن البشر بطبعنا نحمل عاطفة الحب بداخلنا تجاه من يدخلون حياتنا فيطمئن لهم القلب، فالله يلقي المحبة في القلوب ليجتمعوا على حبه فهو أسمى معاني الحب.

****************
مر الكثير من الوقت على أبطالنا فهناك من هو سعيد وهناك من هو مشغول وهناك من يحاول أن يتحكم في أمور حياته حتى لا تنفلت منه زمام الأمور،

الحياة مستقرة بين نور وعاصم إلا من بعض المشكلات التي لا تؤثر على صفوهم، هناك ضغوطات وصعوبات تقابلهم لكنها بالتعقل والحب تتلاشى.

أما مي وعاصم لازالت على عهدها تسعى جاهدة لإقتناص الفرص للتقرب إلى الله، تبذل قصارى جهدها وتستحضر أقوى مراتب ضبط النفس حينما تمر عليهم مشكلة أو كرب حتى لا تهدم بيتها ولا تنجرف وراء سراب، أما عمر فيحاول قد الإمكان أن يهيئ لهم عيشة كريمة دون التطرق لأمور قد تنغص عليهم صفو حياتهم،
فكلاهما يحافظ على شعور الأخر حتى لا يتسبب له في جرح، كم هو عظيم أن تبتعد عن كل مايؤذي من نحب فهو قمة الوفاء والحب.

أما أبطالنا فعلى آثار دينهم مهتدون، كل منهم يجاهد كي لا ينجرف في طريق بلا عودة، مازالوا ملتزمون بالضوابط، يحدثها على هاتف يوسف لأخذ رأيها فيما يخص التجهيزات، ومن حين لأخر يزورهم في المنزل بوجود يوسف والجدة ويجلسوا جميعًا يتسامرون واحيانًا يفتح عمران حوارًا للمناقشة كي يتعرف أكثر على تفكيرها.

****************
تفتحت تلك الزهرة الموجودة في كبد السماء، تلقي بشذاها على القلوب فتشرق بوميض حب لا ينضب أبدًا، قلوب تعاهدت على الحب وإرضاء الله فما كان لها إلا تتويج هذا الحب بميثاق غليظ لا ينقطع أبدًا.

كانت تغط في ثبات عميق ففي الأيام الماضية لم تحصل على قسط كاف من النوم، منشغلة بما ينقصها من مستلزمات وغيرها، استيقظت فزعة تنظر حولها في ريبة تلتف لفهم ما يحدث، مالذي أدى لإهتزاز الفراش بتلك القوة فوجئت بمن يلتفون حولها ويقفزون بمرح، ضعت يدها على قلبها تستعيذ بالله من الشيطان فقلبها كان على وشك التوقف، تجمعت الدموع بعينها فهي سرعان ما تفزع وقلبها يرتعد لتعرضها لموقف هكذا نظروا لها بشر جميعًا وهي ما زالت متسعة الأعين، اجفلوا من مظهرها والدموع التي تجمعت بأعينها، طمئنتهم بأن هذه حالتها حينما تفزع.

سرعان ما حدجتها مي بنظرة متوعدة مرحة كي تغض طرفها عن ما حدث:

- تعالي لي هنا، بقى إحنا عمالين نرن من الصبح وحضرتك مش معبرة حد فينا وقلقانين عليكِ ومتوترين والهانم هنا نايمة في العسل.

تبعت كلامها بلكزها في إحدى ذراعيها، فتأوهت ، نظرت بإتجاة البقية فوجدتهم على وشك الأنقضاض عليها، فتراجعت للخلف قليلًا ثم قالت في توجس:

وميض الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن