بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً#مودة_ورحمة
في إحدى الحارات الشعبية التي تنبض بالحياة نجد الباعة أصواتهم تتعالى بالشوراع، وأصوات النساء تتعالى بصخب، والأطفال تركض بمرح وضحكاتهم تعلو لتصل عنان السماء، وبين هذا كله نجد شابين يسيران متجاورين ويتحدثان بمرح، وبينما هما يمران من أمام إحدى البنايات إذا بهما يغرقان بالمياه الساقطة من إحدى شرفات الشقق
عليا وهي تشهق بطريقة شعبية:
ـ "هي جت عليك يا سي عمران؟ يقطعني ياخويا"
عمران وهو ينفض ملابسه باشمئزاز:
ـ"مش تاخدي بالك يا آنسة عليا "تحدث سالم الواقف بجواره وقد تغضنت ملامحه بالغضب بعد أن أغرقت المياه قميصه الأبيض:
_"دي مش أول مرة، وأنا لما سيف يرجع ليا كلام معاه "أظلمت ملامح عليا بشراسة وتخصرت في وقفتها وأطلقت صوتاً معترضاً من ثغرها:
_"حوش حوش صبي الفرارجي طلعله ريش منفوش، ومبقاش غير سالم ويتكلم "تنهد سالم بسأم وتركها وذهب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة
نظرت عليا لعمران وجدته يرحل هو الآخر، ارتفع صوته منادياً عليه، فلوح لها بيده ورحل متجهاً لعمله في ورشة تصليح السيارات الموجودة في نهاية الحي*************************************************
أمام إحدى الشركات المتوسطة، تقف فتاة تتطلع إلى تلك اللافتة المدون عليها بخط لامع "العادلي جروب"، رفعت يدها قليلاً لتقلل من أشعة الشمس المنبعثة على وجهها الحنطي وعينيها البنية اللتي تلمع ببريق خاطف تحت أشعة الشمس، زفرت بهدوء وعدّلت حجابها على رأسها، وخطت لداخل الشركة، فاليوم هو أول يوم عمل لهاصعدت الدرج بسرعة حتى وصلت للطابق الثالث ،وقفت تلتقط أنفاسها، وبعد ثواني معدودة اتجهت حيث مكتب مديرها جود ذلك الشاب الوسيم، نفضت رأسها لكي تبعد هذه الأفكار عن رأسها
حدثت سلمى نفسها وهي تتجه لفتح الباب:
_"اتلمي يختي إنتي جاية تشتغلي مش جاية للمياصة والهيء والميء والطبلة والرق، اتلمي يا سلمى "طرقت الباب بخفوت ووجيب دقات قلبها قد ارتفع، وكذلك ظهر توترها وخوفها بوضوح
دخلت حيث مكتب مديرها الذي يجلس ويولي كل اهتمامه للأوراق بيدهتحمحمت سلمى لكي ينتبه لها، ولكنه مازال على حالته
حدثت سلمى نفسها بخفوت:
_"هو أنا هوا للدرجادي! "
ثم رفعت صوتها وهي ترفع رأسها بشموخ من يراها يظنها ذاهبة لتلقي وظيفة منصب رئيس الوزراء:
_"أنت يا أخينا ياللي محدش مالي عينك أنت، قوم اقف وأنت بتكلمني "عقد جود حاجبيه وألقى الأوراق من يده ورفع بصره لها وهو ينهض واقفاً متجهاً ناحيتها بطوله المهيب
انكمشت سلمى على نفسها بخوف وتحدثت بصوت عالٍ وهي تنظر له بذعر:
_"اثبت مكانك لتولع، رايح فين بس ياراجل يا كبرة، هتعمل عقلك بعقل عيلة؟ دا حتى تبقى عيبة في حقك "
أنت تقرأ
نوفيلا "مودة ورحمة" _مكتملة_
Romanceوصلت سلمى إلى مقر عملها، ودلفت لمكتب هديل وجدتها لم تصل بعد، دقت باب مكتب مديرها وجدته قد حضر، اتجهت لتجلب له قهوته، دلفت لمكتبه ملقية السلام تاركة الباب خلفها مفتوح، رفع جود أنظاره عن الأوراق في يده وشرد بها وهي تتجه لتضع الكوب على مكتبه، مالذي يحد...