بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صَلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
الفصل السابع والأخير
#مودة_ورحمة
مرت أيام رمضان بروحانياتها المريحة والمهدئة للروح، وهلت بشائر العيد ولكن الحزن مازال مسيطراً على الأجواء، ثلاثة الشباب معتكفون في بيت من بيوت الله، وسيف لم يقدر على ترك أخته وحدها ولا زوجته التي ترفض الواقع وتهرب منه إلى النوم
أعلن مفتي الجمهورية أن الغد هو باكورة أيام عيد الفطر المبارك، فتعالت الصيحات والفرحة المعهودة في مثل هذه المناسبات التي لها وقع طيب على النفس
تحركت سلمى من أمام المرآة بعدما نفضت عن روحها عباءة الحزن عازمة على إعادة البهجة للجميع، خرجت من غرفتها متوجهة لغرفة حبيبة حاملة بيدها كوب ماء وطبق فراولة من التي تحبها حبيبة، دخلت وهي تغني بصوت جميل مبتعدة تماماً عن الموسيقى قائلة بصخب:
_أهو جه ياولاد زغرطوا ياولاد مش عارفة الولاد هيزغرطوا إزاي بس إشطا، حبيباااااااهرفعت حبيبة الغطاء على رأسها، فذهبت لها سلمى مُبعدة الغطاء عنها وهي ترشها بزخات الماء، فانزعجت حبيبة وقامت لتجلس وهي تزفر بنزق، فأخذت سلمى تأكل من طبق الفراولة ببرود ومن ثم قامت بإغراقها بكوب الماء كاملاً، فشهقت حبيبة بتفاجئ ناظرة لها بغيظ، فابتسمت سلمى ببلاهة وهي تقول لها:
_اتكلمي يا حاجةرمتها حبيبة بالوسادة ومن ثم عاوت النوم مجدداً وأخذت وضعية الجنين متكورة على نفسها، فصاحت سلمى بعد ثواني قائلة:
_الحقي ياحبيبة سيف جهانتفضت حبيبة في نومتها جالسة قائلة بتحشرج:
_فين؟ضحكت سلمى بخبث وأخذت تتراقص كما القردة مما أغاظ حبيبة بشدة وجعها تهرول خلفها بضعف قليلاً، وسلمى أخذت تصيح عالياً:
_باباااا ماماااا فتاة الكهف اتكلمت، بت ياجنا يامامااااخرج الجميع على صوتها وجدوها تركض وحبيبة خلفها بضعف، فأشرق وجه إيمان وشاركتهم جنا الركض والمزاح وعمت الضحكات الأجواء، ونصر يقف يطالعهم بأعين تغشاها الدموع..
أشرقت شمس يوم العيد وهو اليوم الذي سيكتب فيه عمران كتابه، الأجواء تعمها الفرحة وسلمى تُكبل حبيبة بجوارها طيلة اليوم لم تتركها تجلس بمفردها مجدداً، وهديل تشاركها فرحتها، وسيف يهاتف حبيبة كل ساعة تقريباً، وعليا المنشغلة في دراستها وقد تمت خطبتها بفادي، وسالم الذي يزداد عشقه يوماً بعد يوم لمشاكسة قلبه، أما تلك المتوحشة فتشعر بأن قلبها قد غُرست فيه بذرة عشق وتبتسم كلما تذكرت هذا العمران الذي جاءها تعويض عن حزنها ومعاناتها
مر اليوم وعُقد القران والأجواء تعمها البساطة
واستأذن سيف وأخذ حبيبة للتنزه قليلاً، وقد أعد لها مفاجأة بسيطة ولكنها ستجعلها تنظر له بعين طُبع فيها بداية عشق، أخذها وذهب لشاطئ منعزل وخالي من البشر لكي لاتخاف، وحملها بين يديه وهو يسير مبتسماً ناظراً في عينيها التي تلمع بسحر تحت ضوء القمر ألقى تعويذته على قلبه، مال طابعاً قبلة عميقة على وجنتها وعندما شعر بارتجافها بين يديه شدد على احتضانها، وصل بها لأرجوحة صغيرة (عش العصفور) تكفي لفردين وجلس وضمها لأحضانه يتأمل ضوء القمر والمنعكس بإبداع على صفحة الماء، فتحدثت حبيبة قائلة:
_شكراً يا سيف إنك جمبي
أنت تقرأ
نوفيلا "مودة ورحمة" _مكتملة_
Romanceوصلت سلمى إلى مقر عملها، ودلفت لمكتب هديل وجدتها لم تصل بعد، دقت باب مكتب مديرها وجدته قد حضر، اتجهت لتجلب له قهوته، دلفت لمكتبه ملقية السلام تاركة الباب خلفها مفتوح، رفع جود أنظاره عن الأوراق في يده وشرد بها وهي تتجه لتضع الكوب على مكتبه، مالذي يحد...