الفصل السادس

499 18 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صَلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه

#مودة_ورحمة

الفصل السادس

..

مر يومان وبقي فقط اثنا عشر يوماً على انتهاء رمضان، واليوم يوم رؤية سلمى وعمران، سلمى الواقفة أمام المرآة وقلبها يقرع كطبول الحرب بصخب بين أضلعها، وبين الفينة والأخرى تبتسم بفرحة، قفز قلبها في صدرها حينما أتاها صوت والدها داعياً إياها للخروج

تجلس أمام عمران الصامت والذي لايعرف فيما يتحدث معها وتحاول بكل الطرق كبت جماح لسانها العفوي أمامه، تشعر بالراحة تغمرها فتحدثت قائلة:
_شوف يابني إنت هتاخد جوهرة حاجة كده من الآخر ومفيش منها اتنين

ابتسم عمران وأخيراً وجد سبب لينظر لها، فمرت عيناه على ملامحها المريحة لعينه بشكل كبير جعله يتحدث قائلاً:
_جوهرة وهتكون متصانة إن شاء الله

خجلت سلمى ونظرت بالاتجاه الآخر ومن ثم عادت بنظراتها له قائلة:
_وهتسمع معايا الكرتون
_وهسمع معاكي الكرتون
_وهتاخد بإيدي لربنا
_وهاخد بإيدك لربنا
_ومش هتنيمني في يوم زعلانة
_ومش هنيمك في يوم زعلانة
_وهتحب المطرة والشتا وريحة القهوة زيي
_وهحب كل دول
_ومش هتمل من طفولتي
_هحب طفولتك
_وأهم حاجة الاحتواء والاهتمام
_هتكوني بنتي

حسناً أصبح وجهها مثل الفراولة مع كل رد يرده عليها يجعل فراشات جميلة تدغدغ معدتها وقلبها تنتفض دقاته، فصمتت بخجل وقد عضت لسانها العفوي الذي جعلها تتفوه بكل هذا، فرحم عمران خجلها وعرفها بنفسه قائلاً:
_عمران الأنصاري، مهندس ميكانيكا بشتغل وظيفتين في الورشة هنا وليا يومين في الأسبوع في شركة تصنيع سيارات، وبس

نهضت سلمى واقفة قائلة وهي تشير للداخل:
_ممكن أدخل بقا؟

هز عمران رأسه، فسارت مسرعة لغرفتها موصدة الباب خلفها وهي تستند عليه وتضع يدها موضع قلبها وهي تبتسم ووجهها يشع حرارة، فأجفلها صوت حبيبة وجنا اللتان تتحدثان بخبث، فرمتهم سلمى بنظرات مبتسمة حالمة واتجهت لهم واحتضنتهم بمشاعر نابعة من القلب وهي تتنهد بسلام

********************************************
في ركن متطرف قليلاً في الحارة تقف سعاد تتحدث إلى أحدهم بخفوت وهي تتلفت حولها مثل اللصوص فقالت بخفوت وهي تتلقف من يده مبلغاً سخياً من المال قائلة:
_متخفش هيحصل ساعة زمن وهجبها وأجي ياخويا

رمفها ذاك الرجل بنظرة تحذيرية وتحرك مبتعداً وسارت هي لوجهتها المحددة، وقف أمام باب شقة نصر وأخرجت من جيب عبائتها زجاجة صغيرة وأقطرت منها في عينها وأخفتها جيداً وأخذت تنتحب بتصنع بصوت عالٍ وهي تدق بسرعة على الباب، خرجت لها إيمان بتخبط ولهفة فتحدثت سعاد وهي تتقن تمثيلها قائلة:
_فين سلمى يا ست إيمان فين سلمى؟

نوفيلا "مودة ورحمة" _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن