الفصل الرابع

508 19 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمَّ صَلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه

الفصل الرابع
#مودة_ورحمة

دلفت سلمى لغرفتها تجر قدميها جراً إلى أن وصلت إلى فراشها وكأنها وجدت ملجأها، فرمت بجسدها عليه وانفجرت في بكاء مرير واضعة يدها على ثغرها تكتم شهقات بكائها، وأحداث الشهر الأخير تمر أمام عينها كفيلم سينيمائي، وكما حال عقولنا دائماً حينما نتعرض لموقف سيء تبدأ بإيفاد الذكريات السيئة جميعها لخلايا العقل ليعطينا سبباً قوياً للبكاء، انتشلها من بؤرة الحزن هذه صوت ضجيج يأتي من الأسفل، فأغمضت عينيها وكفكفت عبراتها وتنفست بعمق شاردة في اللاشيء أمامها، علت الأصوات مجدداً بدوي صاخب فاستقامت بخواء لتغلق هذه النافذة المزعجة، فلفت انتباهها احتفالات الأجواء الرمضانية المبهجة للنفس والمريحة للعين، فجذبتها الفرحة السائدة وبقيت واقفة مكانها تشاهد ضحكات الأطفال وكذلك الشباب اللذين يُعلقون الزينات وروح الألفة تسود بينهم، لاحقد لا ضغينة لا كره فقط نفوس صافية وقلوب محبة، نظرت للسماء بضعف وجدتها صافية مريحة للنظر فتنهدت قائلة بغصة تشكلت في حلقها:
_قويني يارب
زفرت أنفاسها الحارقة مجدداً وظلت تنظر للأسفل
أما في الأسفل فنجد أطفال الحارة جميعهم يتجمعون وكل منهم يُمسك فانوس رمضان كما عادة المصريين دائماً ويلهون، والشباب تعلق الزينات وصوت ضحكاتهم تعم المكان، والكبار يجلسون يتسامرون بابتسامات صافية، ترك سالم مابيده عندما ارتفع صوت أذان العشاء قائلاً:
_العشا يا شباب

رمقه فادي بخبث غامزاً له بعينه قائلاً:
_العشا ولا مراتك؟

تعالت ضحكات الشباب من حولهم، فرماه سالم بزجاجة الماء بيده ناظراً له بسخط قائلاً:
_رخم

وذهب باتجاه المسجد يتبعه فادي بضحكاته وعمران وسيف بابتسامات هادئة

***********************************************
مر اليوم وأشرق صباح يوم جديد والذي لم تهنأ سلمى طوال ليلتها براحة البال وبقيت مستيقظة تفكر في قرارها أمس، هل ستتزوج؟ هل وافقت؟ ماذا سيكون مصيرها؟ نفضت رأسها من تلك الأفكار المسممة عازمة على اقتناص تلك الفرصة وبدأ حياة جديدة معه وله، خرجت من غرفتها بصخب تاركة روح الحزن بداخل غرفتها، أخذت تداعب والدتها وأخواتها ووالدها الذي يضحك عليها ،فتحدثت حبيبة بحالمية وهي ترتكن بيدها على كتف والدتها قائلة:
_عارفة يا بت يا سلمى الواحدة عاوزة واحد يبصلها وكأنها أعظم انتصاراته، ميبقاش البعيد لوح، وكمان يطبلي على كل حاجة وأي حاجة أعملها، يقف يبصلي بفخر كده ويقولي That's my sweaty girl، دا يانهار عسل ياولاد والله

أفاقت من غيمتها على خف والدها المنزلي وهو يرتطم بوجهها فصاحت بتوجع وفرت راكضة عندما قام والدها متجهاً لها قائلة:
_اه اه خلاص يا حج خلاص
صاحت إيمان من خلفه قائلة بغيظ:
_أدبها بنت قليلة الأدب دي، ماهو أنا مخلفة رقاصة

نوفيلا "مودة ورحمة" _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن