الفصل السابع
إستدارت له لتنظر له شزرًا قبل أن تصرخ بنبرتها الغليظة المرعبة تلك، بينما "زاهي" يرمقها بنظراته الجليدية المستفزة:
-إية اللي إنتَ عملته دة!؟....إنتَ إزاي تأذي حد بالطريقة دي!؟
إبتسم "زاهي" بإنتصارٍ قبل أن يهتف بسخرية و هو ينظر لها بتهكمٍ:
-لا أوعي يا "لينا" تقوليلي إنك كنتي عايزة تتجوزي السواق بتاعك بجد!؟
إشمئزت تعابير وجهها أثرًا لذلك الإسم الذي يناديها به و لكنها لم تكترث كثيرًا بل نظرت له بإحتقارٍ لتصرخ بإنفعالٍ:
-لو فاكر إن اللي عملته دة هيبعدني عنه تبقي غلطان، إنتَ مهما تصعب كل حاجة عليا هفضل معاه.
قبض علي ذراعها بعنفٍ ليهزها بعصبية قبل أن يصرخ بنزقٍ بينما هي تستفحل شرًا ضده:
-بطلي بقي غباء و إفهمي، مش كل اللي بنحبهم بنتجوزهم و بنعيش معاهم زي ما إنتِ فاكرة، لا يا حبيبتي مش دي الحقيقة، دي الروايات هي اللي لحست دماغك، إنتِ تستاهلي الأحسن منه يا "ميلينا" فوقي.
ردت وقتها بإصرارٍ و هي ترمقه بقتامة لا تبشر بالخير:
-و هو الأحسن.
زفر "زاهي" بنفاذ صبر قبل أن يصيح بحدة:
-إنتِ الكلام معاكي بقي ملوش لازمة، بس عشان تبقي عارفة جواز من الواد السواق بتاعك دة مش هيحصل و لو حصل تاني يوم هتلاقيه معاكي زي ما كان نفسك بس جثة يا "ميلينا"، و لازم كمان تعرفي إنك هتتجوزي "رسلان" إبن خالتك، هو دة المناسب ليكي يا "ميلينا".
إقتربت منه لتهتف بنبرة خافتة تشبه فحيح الأفعي:
-مش إنتَ اللي هتحددلي إية المناسب ليا.
تركته لتصعد الدرج بخطواتها السريعة و هي تتمتم بعدة كلمات غاضبة و لكنها غير مسموعة، لتحاول وقتها التخطيط بصورة سليمة لترفض ما يقوله والدها!
**********************
بعد مرور أسبوع.
-يابنتي خلاص بقي بطلي كآبة، في واحدة يوم خطوبتها تبقي بالمنظر دة!؟
قالتها "نهال" صديقة "ميلينا" ما إن دلفت لتجد ملامح وجهها حادة و غاضبة هكذا، فهتفت وقتها "ميلينا" بغطرسة:
-ملكيش دعوة.
إقتربت "نهال" من صديقتها لتربت علي كتفها بحنان قبل أن تهمس بنبرتها الرقيقة:
-إسمعي يا "ميلينا" إنتِ صاحبتي الوحيدة و محبش أشوفك مش سعيدة، و بالرغم من إني متأكدة إن "رسلان" هو المناسب ليكي أكتر من "رفعت" أنا هساعدك.
عقدت "ميلينا" حاجبيها بعدم فهم، ثم إستدارت لها لترمقها بتلهفٍ و هي تتسائل بإهتمامٍ:
-إزاي؟
فركت "نهال" كلا كفيها بتوترٍ، ثم هتفت بنبرة شبه عالية:
-أكيد ههربك، يلا بسرعة إدخلي غيري هدومك دي و إمسحي الMakeup دة بسرعة.
نهضت "ميلينا" من علي ذلك الكرسي لتتسائل بحيرة:
-طب هتهربيني إزاي؟
تنهدت "نهال" بعمقٍ و هي تهمس ببعض من الشرود:
-هقولك.
******************
-بقولك.
قالتها "نهال" بنبرة العالية لتلفت نظر حارس الباب الخلفي للبيت و بالفعل نجحت فإقترب هو منها ليهتف بإحترامٍ:
-خير يا هانم أقدر أساعدك في حاجة؟
إرتسم علي وجهها علامات الذعر المصطنعة لتهتف بخوفٍ زائفٍ:
-كان في قطة واقفة قدام البيت و أنا عايزة أدخل بس مش عارفة منها، ممكن تيجي تشيلها.
إبتسم الحارس بخفة و هو يحاول كتم ضحكاته، ثم مد كفه للأمام لها حتي تسير معه و بالفعل إبتعدت هي معه عن المكان، فخرجت وقتها "ميلينا" من بين الأشجار لتفر هاربة من المكان!
(عودة للوقت الحالي)
-طب و لية مروحتيلهوش عشان تهربوا و تعيشوا سوا.
قالتها "همسة" بذهولٍ بعدما عقدت حاجبيها بإستفهامٍ فردت وقتها "ميلينا" بتهكمٍ:
-هرب و سافر هو و أخته، و من بعدها معرفتش راح فين، البيه هرب من غيري يا "همسة".
نهضت من علي كرسيها و هي تأخذ هاتفها معها و قبل أن تخرج من الشرفة صاحت بهدوء عجيب:
-متبقيش تنكدي علي القراء بالنهاية الزفت دي، إبقي قولي إن البطلة عاشت مع البطل زي ما كان نفسها.
********************
بالمساء.
خرجت من غرفتها علي صوت تلك الموسيقي الصاخبة لتجدهن يرقصن جميعهن عليها فإقتربت منهن لتجلس بجانب "أنيسة" التي كانت تصفق بحماسٍ، و التي ما إن رأتها صاحت ببشاشة:
-يا أهلًا يا أهلًا و أنا أقول المكان نور لية؟
إبتسمت "همسة" بمجاملة لتربت علي ظهرها هاتفة بلطفٍ:
-ربنا يخليكي يا "أنيسة".
تنهدت "همسة" بعمقٍ و هي تتابعهن و هن يرقصن، ثم هتفت بفضولٍ و هي تنظر ل "أنيسة" التي مازالت تصفق:
-إنتِ طيبة أوي يا "أنيسة" إية جابك هنا!؟
أطلقت "أنيسة" تنهيداتها الحارة لتنظر ل "همسة" بأسي قبل أن تهتف بنبرتها المرتجفة:
-حاضر هحكيلك، بس أول حاجة بتحبي النكد؟
ضحكت "همسة" بمرحٍ لتصيح بسخرية:
-هو أنا لقيت غيره و قولت لا، إحكي إحكي.
تنهدت "أنيسة" بضيق ٍ ظهر بوضوحٍ علي تعابير وجهها، ثم همست بنبرة مرتعشة و هي علي وشك البكاء:
-هحكيلك.
(عودة للوقت السابق)
-إنتَ مش هتبطل الزفت اللي بتشربه دة؟
قالتها "أنيسة" بنزقٍ و هي ترمق زوجها الثمل بإزدراء واضحٍ، فرد هو عليها بنبرته الثملة لينهض من علي تلك الأريكة بخطواته المترنحة:
-خُشي نامي يا ولية أنا مش ناقص.
وجدته يدلف لغرفتهما فدلفت هي خلفه صائحة بنبرة شبه لطيفة لتحاول إقناعه بما تقوله:
-طب مش حرام عليك الفلوس اللي بتضيعها في الشرب و القرف دة.
ضيق عينيه ليحاول رؤيتها بصورة واضحة فقد كانت الرؤية لدية مشوشة، ثم صاح بنبرة غليظة و قد شعر بالملل من حديثها الذي لا يتوقف:
-عارفة يا ولية إنتِ لو مسكتيش هتاخدي علقة من بتوع زمان لو تفتكريهم.
نظرت له بنفورٍ قبل أن تصيح بتوبيخٍ:
-حرام عليك بقي، فكر حتي في إبنك الغلبان اللي صحابه بقوا بيهزقوه في الرايحة و الجاية بسببك.
مرر كلا كفيه علي وجهه بعنفٍ ليقترب منها بخطواته المترنحة فنظرت هي له بتوجسٍ و كادت أن تتراجع للخلف و هي تهتف ب:
-"مأمون" فوق إنتَ مش في وعيك.
قبض علي خصلاتها بعنفٍ لتصرخ هي بألمٍ و هي تحاول دفعه بعيدًا عنها، بينما هو يقترب منها أكثر ليصيح بإهتياجٍ و هو يهز رأسها بهمجية:
-أنا حذرتك لو مسكتيش هضربك.
دفعته بعيدًا عنها بصورة عنيفة فنظر هو لها شزرًا قبل أن يصفعها بقوة صارخًا بإنفعالٍ و هو يدفعها بعيدًا عنه بعنفٍ فوقعت هي علي الأرضية لتصرخ بألمٍ لم تستطع السيطرة عليه مما تسبب في إستيقاظ الصغير "كنان" ليركض ناحية غرفتهما ليري ما سبب ذلك الصراخ بفضوله الطفولي:
-بتمدي إيدك عليا يا بنت ال***.
إنهال عليها بالضرب المبرح ليتوقف فجأة عندما إستمع لبكاء إبنه "كنان" و هو يصرخ بتوسلٍ:
-سيبها يا بابا، عشان خاطري سيبها.
نظر له بحدة قبل أن يصرخ بنبرته الصارمة:
-إمشي يالا من هنا بدل ما تتضرب إنتَ كمان.
ظل يضربها بعنفه الذي تسبب لها في نزيف أنفها و فمها بالإضافة إلي تلك الكدمات التي ملئت وجهها و فجأة إقترب الصغير من والده ليحاول سحبه بعيدًا عن والدته فدفعه "مأمون" بعنفٍ بذراعه فتراجع الصغير بصورة سريعة و قدمه تتعثر ليقع برأسه علي طرف الطاولة قبل أن يقع علي الأرضية و رأسه تنزف بلا توقف.
نظر "مأمون" لإبنه المرمي علي الأرضية الباردة و رأسه تنزف بعينين مذعورتين، بينما "أنيسة" تلطم علي صدرها عدة مرات قبل أن تصرخ بهلعٍ:
-إبنـــي!
******************
-طلقني.
قالتها "أنيسة" و هي تنظر له بعينين متورمتين من فرط البكاء، فنظر هو لها بوجهه الشاحب ليهمس برجاء و هو ينظر لباب غرفة العمليات بتلهفٍ:
-طب إستني حتي نشوف الدكتور هيقول إية.
إقتربت منه لتقبض علي مقدمة قميصه و هي تنظر له بشراسة صارخة بإصرارٍ:
-طلقني بقولك، طلقني عشان أخُد إبني و أمشي من هنا.
هتف بقلة حيلة و هو ينظر لها بندمٍ، و لكن بماذا يفيد الندم بعد فوات الأوان!؟:
-إنتِ طالق.
و بتلك اللحظة خرج الطبيب و علي وجهه علامات الأسف الواضحة فتسائلت هي بقلبٍ منقبضٍ:
-خير يا دكتور، إبني عامل إية؟
أطرق الطبيب رأسه بأسي قبل أن يهتف بنبرته الحزينة:
-البقاء لله.
سقطت عبراتها قبل أن تصرخ بنبرتها التي هزت أرجاء المكان:
-"كنـــان"، إبني لا.
(عودة للوقت الحالي)
بقلم/رولا هاني
.....................................................
أنت تقرأ
همسات حزينة
Misterio / Suspensoظلت تضرب صدره بكلا كفيها لعله يتراجع و لكنه ظل يتابع مقاومتها التي كانت بلا جدوي بتسلية، و فجأة إقترب منها ليقبل عنقها ببطئ مما جعل مقاومتها تزداد عنفًا لتحاول وقتها تحريك جسدها بتلك الصورة العصبية العشوائية، و فجأة أصاب جسدها الشلل من فرط الذعر الذ...