الشيطان يكمن في التفاصيل

الفصل الرابع

هاي عدت ببارت جديد.
اتمنى يعجبكم.💜
تعليق و فوت رجاء لطفا و ليس أمرا💙

وجهة نظر يوجين

راودتني طلقة كابوس سببها ريس، حلم كسفرة طويلة، كنت أركض في النفق، و كل ما اٌقتربت من الضوء يقبضني كملك الموت.

أضمرت جسدي تحت الغطاء الرمادي، كما أضمرت وهني خلف رداء البرود و القوة. لم أقدر على التحرك بسبب التعب فأدرت وجهي أحدق في وجهه النائم بسلام، بينما على تقاسيم وجهي هناك ملحمة.

خريطة وجهي مدمرة، عيناي محمرتان منتفختان ينصب منهما بَغْر، شفتين متشققتين كأرض قاحلة، أما الهالات فهي تنتشر كل يوم على مساحة وجهي كسهل محترق.

-أبغضه بعمق، هو كسكين إنغرس في قلبي، بقاءه معضلة، و إزالته ورطة أضخم.

إستقمت بصعوبة أتوجه نحو الحمام بخطوات ثقيلة. أردت فقط العيش بجواره كأي قرينين، إنبثق كالملاك في مأزقي ليصبح مأزقا أكبر، بدد عتمتي ليُخَلد دجى أشد عظمة.

لذا أتساءل كيف للأمور أن تنقلب بسهولة؟ يحدث التغير فجأة كالغروب و الشروق، ليصبح بعد ذلك التغيير متوقعا.

من بجهتي معه و من كل الذكريات السعيدة، أمسيت أرغب في تدميره. كيف للمرء أن يتغير ببساطة؟ تلقنت دروسا عدة، من بينها، البشر يجيدون اٌستخدام أقنعتهم.

إستحممت ثم اٌرتديت ما قبضته يدي من الخزانة، لازالت السادسة صباحا، لكنني أردت الهروب لأبعد نقطة توجد في هذا العالم، و لا أظن بأنني سأتنفس مجددا رغم كوني حية أرزق.

في بعض الأحيان يكون الفرار هو الحل الوحيد، يجب تقبل الأمر، فالبقاء بؤس و المغادرة بطريقة رسمية أسوء.

هنالك عقدة وسط صدري، تزداد لغوا كل يوم، و مادام وجودي مرتبطا به، تلك العقدة لن تُفك. كما ينهش القلق بطني، و يضع وطأته على صدري، حتى يصل ظني أن نفسي سيهجرني في أي لحظة، هذا يكون شعوري لدى رؤيته، مختنقة طوال الوقت.

أما عندما أرى آرلو لا أشعر بشيىء، ربما الأمر قريب للسلام ممتزج ببعض الخوف، و كل الرعب سببه ريس، لا أريده ان يراني رفقته، لذا تجاهلته و توجهت لأبعد كرسي أتنفس الهواء البارد الذي يهب ناحيتي، و وضعت قدماي على العشب البارد بينما أحدق في المسبح، فالمكان فارغ في هذه الساعة من الصباح و لا يبدأ في الامتلاء حتى تشير الساعة الى التاسعة.

تعمقت في أوطان عقلي مليا و مليا، البعض يريد التحالف مع السلام، و البعض يريد الهرب، أما الآخر فيؤيد شن الحرب.