الفصل التاسع

146 15 3
                                    

وجهة نظر آرلو

فتية ذات ملامح غانية، أصبو لها دون إرهاق، فأنا المذنب السارق في صحراء أتجنب كل مسالك النجاة، و أتطلع لمسلك مجددا مليىء بأرض تحرق الأقدام.

رؤيتها كشروق شمس أنتظره طوال ليل ظالم مظلم، و إن حضرت في الليل الحالك، فأنا سعيد به.

مبتغى سحيق كالفضاء يسحقني، ياله من مغر قاس، إلا أننا نحلم به دائما رغم كون الوصول إليه أبعد من أي شيىء. حتى لو أنها تسبب لي كل هذا الإرهاق، فمجددا أنا سعيد بأي شيء طالما هي تسكن جثماني المهجور.

لا أحتاج للعودة إلى رشدي، فأنا غير رزين سواء إن كنت على استقامتي أم أنني أنكرها و أستقبل علتي.


نهاية وجهة نظر آرلو.

وجهة نظر يوجين.

بعد كل حديثي البارحة رفقة نفسي عن كيفية تجاوزي لكل المحن، عن اٌنتقامي و خططي التي سأشنها على من أكره، لا أدري أين فرت عندما فتحت عيناي.

أنا متعبة حد الموت، أتمنى لو ينتشلني أحد من هذا الإرهاق.

كأنني فيلم سينيمائي توقف فجأة، أستلقي و أنظر للسقف دون حركة، كأن شخصا ما كبلني و يضغط علي حتى لا أستقيم. لا أدري من هذا، أهي نفسي أم خوفي، أم إرهاقي؟

أريد التمدد هكذا للأبد، لا رغبة لي في فعل أي شيىء حتى أموت، كل ما أشتهي الآن هو النوم. كيف لي أن أطبق حديثي و الإنقلاب نحو الجهة الأخرى معركة؟

حرفيا، إستغرقت ساعتين حتى أنهض، ففي العادة آخد وقتا أقصر.

جررت نفسي بصعوبة نحو الحمام، كل مفاصلي تؤلمني، و كأنني تلقيت ضربا مبرحا، غير أنني لم أستقبله هذه المرة.

إستحممت بعد صراع خضته جالسة على أرضية الحمام دام نصف ساعة.

-إن لم أهزم نفسي و دواخلي، لن أستطيع هزيمة شيىء آخر.

"إرتديت ملابسي و كانت ملحمة أخرى، سأتحدى نفسي اليوم، سأقترف كل ما يبدو مستحيل."

بعد حشر الأكل في فمي توجهت نحو الباب لأتوقف، رغم عسرة الخروج واجهت هذه العقبة، فبعد شم الهواء قد أسترد بعضا من حيويتي المفقودة.

لا تتواجد عاطفة دافئة هذه الفترة كشعور الجلوس في مقهاي المفضل، فهو يطل على منظر طبيعي، و في الطابق الثالث تتواجد مكتبة. أنا الآن أجلس في شرفة الطابق الثاني، الهواء يحرك شعري، أشعر بالسلام و الاسترخاء بينما أتناول قطعة من كعك الشوكولا رفقة عصير البرتقال.

الشيطان يكمن في التفاصيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن