الشيطان يكمن في التفاصيل

الفصل العشرون

آخر فصل من الشيطان يكمن في التفاصيل.

يوجين

كان الفيديو يري حادثة ذلك اليوم بعد الجنازة، بعد جره لي بعنف من السيارة نحو المنزل. سجلت كاميرا السيارة كل شيىء. تذكرت كل جزء من ذلك اليوم الموحش، حط البؤس على وجهي متمنية لو أزيل كل ذكرى من عقلي و أبدأ من جديد.

الفيديو يحاكي البؤس الذي أحدثه داخل كل ركن من جسدي، و من الواضح أن تلك المرة لم تكن الأولى، و لا الأخيرة إن بقيت معه.

تغير جو القاعة و كل شخص علم عندها أنه مذنب بكل اٌتهام. الجميع يعلم عن قذارته الآن، و سقط القناع عن ذلك الوجه البريء الذي يملكه، و تلك الشخصية اللطيفة التي يتظاهر بها.

"ألازلت مصرا على رفضك؟ فرجل يفعل هذا بزوجته بعد جنازة والدها، ما هو متوقع منه في أيام عادية؟"

لم يجب ريس، بل شد على يديه و نظر لي بحنق. تجنبت التحديق فيه لأنه الأمر يعيد لي ذكريات ذلك اليوم بكل تفصيل، و كل الألم عاد يجري في جسدي.

"لا مزيد من الأسئلة."رجعت محاميتي لتجلس بجانبي، و أعتقد أنني قمت بعمل جيد باٌختيارها لتمثلني و تمثل قضيتي.

بعد ربع ساعة إنتهت الجلسة الأولى. رجعت إلى المنزل لتعد لي مايزي كأسا من شاي البابونج حتى يهدئني، كما أنها بقيت بجانبي لتطمئنني أن الأمور في صالحي. إبتسمت و نظرت لها، كيف كان بإمكاني السماح له بإبعادي عن أصدقائي و أشخاص اٌهتمو لأمري؟
ذلك حدث قبل الزواج، فكان ريس يخبرني كم أن تلك الفتاة تغار مني و تتمنى لي السوء لأنها تحاول أن تفصلنا عن بعض، أو أنها تنظر له بإعجاب لذلك يجب علي إبعادها عني. كنت غبية للغاية.

مرت العديد من الأيام قبل الجلسة الثانية. محامي ريس حاول الوصول إلى اٌتفاق نهائي حتى أسقط التهم عنه بإعطائي نفقة و بعض الممتلكات، لكنني لا أهتم بذلك، فكل ما أريده أن يتعذب.

حضرنا لعديد من جلسات الاستماع بعدها لمحاولة الوصول لحل نهائي و حل المشاكل المتبقية.

و لم أصدق الأمر، أن فرجي قريب. على الرغم من أنني سأتحرر منه، لن أتحرر بسهولة من الأثار التي تركها علي. ستختفي من على جسدي و تشفى، لن تؤلم بعد الآن، لكن ماذا عن التي في روحي؟

أنا فوضى عارمة الآن، و أحتاج الكثير من الوقت حتى أعيد تنظيم كل جزء مني.

أتت الجلسة الأخيرة حيث سيصدر الحكم فيها.

أمرني القاضي لأدلي بشهادتي الأخيرة لذا أخدت نفسا عميقا قبل أن أبدأ الحديث. فأشعر كما لو أن كلماتي ستخنقني قبل أن تخرج، و لأنني أرى الضوء في آخر النفق جمعت كل شجاعتي المتبقية."إسمي فاه يوجين. تزوجت المدعى عليه في فبراير عام 2022. أعيش حاليا في ولاية كاليفورنيا و أقطن في بيت إحدى صديقاتي. عندما رفعت دعوى الطلاق، كل ما قلته كان صحيحا، و لا يزال صحيحا. تدمرت علاقتنا بعد الزواج و ريس بدأ يعاملني بطريقة مختلفة عما كان. كانت تصرفاته مرتابة و يتفقد هاتفي باٌستمرار، يقول كلاما فظيعا عني و يهددني. لم يضربني في بداية الزواج، فكنت أظن أن غضبه سيخمد و نرجع لما كنا عليه، و كانت أول صفعة تلقيتها بعد شهرين و من ثم بدأ يصبح أعنف. أنا على يقين أن ريس لن يتغير لذا لا أرغب في المصالحة، و أود أن يتلقى أقصى العقوبات."