الفصل الثامنة عشر

86 7 0
                                    


يوجين

إستيقظت في الصباح قلقة و مرتعبة بعد حلم طويل مستوحى من الواقع. نظرت حولي فوجدتني في بيت مايزي أحدق في سقف أحد غرف منزلها. وضعت يدي على صدري و حاولت جعل نفسي مستقرا مطمئنة نفسي أنه لا يستطيع إيذائي بعد الآن.

أبعدت الغطاء الأبيض عني و توجهت إلى الحمام، فرشت أسناني و اٌغتسلت. كما أنني اٌرتديت إحدى ملابس مايزي المستعارة، فلم أجد الوقت الكافي لحزم حقائبي.

كل ما في الأمر أنني تمنيت طوقا من الحب، و سترة من الحنان بعد غرقي في الوحدة. لكن ذلك الطوق شنقني، و تلك السترة كانت شائكة و بقيت في ذلك البحر مثل الحمقاء أنتظر النجاة. لم أستطع تسلق تلك السفينة الحديدية، و لم يُرمى ذلك الحبل من أجلي، لذا سبحت بعيدة متحملة ألمي الذي اٌرتديته.

و أنا بعيدة عنه لم تتغير الحياة، لازال لونها رماديا، لأن فرشاة التعاسة التي لونني بها لا يزال أثرها عالق معي، و لن تختفي إلا بعد وقت طويل.

نزلت السلالم الخشبية ببطء، كانت كدماتي واضحة، و هذه المرة لم أخفيها، فلست خجلة منها. و لما علي؟ الشخص الذي يجب أن يشعر بالعار هو ريس. لكن، أشك أنه يشعر بأي شيىء على الإطلاق سوى الغضب، الغرور و كل ما هو سيىء.

كل ما اٌقتربت من المطبخ زادت رائحة القهوة حدة.
"صباح الخير."تحدثت لأجلس على إحدى الكراسي.

"صباح الخير. كيف تشعرين؟"ردت علي مايزي و لم تكن ترتدي ملابس العمل لذا اٌستغربت، فالساعة تشير إلى السابعة و النصف.

"بخير. لكن، ألن تتوجهي إلى العمل؟"تساءلت بعد نظري للكوب الذي وضعت أمامي.

"لا تقلقي، أخدت عطلة حتى أجلس برفقتك."ذهبت لتجلب هذه المرة أطباق الكعك المحلاة لأبتسم على لطفها.  لابد أنها علمت بكوني سأشعر بالقلق لبقائي لوحدي بينما ذلك المختل طليق في الأرجاء، و لا أحد يعلم فيما يفكر. و بذكر المختل، تفقدت هاتفي لأجد عدة رسائل منه يتغير مزاجه من الواحدة إلى الأخر و كأنه أفعوانية.

-أعلم أن علاقتنا لم تكن مثالية، لكن ألست تبالغين؟ فأنت مخطئة بدورك و تعلمين عن ما أتحدث!

-كان بإمكاننا حل هذا كشخصين بالغين لكنك اٌخترت اٌفتعال الدراما بجعلي مخطئا. فكري في الأمر جيدا و ستعلمين من المخطىء.

-سأجدك، أنا حتما سأجدك.

وضعت الهاتف و بدأت في الضحك على تحولاته و محاولته ليشككني في نفسي. ثم لا أدري ما حدث، وضعت يداي على وجهي و بدأت في البكاء بأقوى ما أملك كأني لم أبكي قط، صدري يصعد و يهبط و شهقاتي عالية كأنها متوجهة إلى السماء.

الشيطان يكمن في التفاصيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن