الفصل الثاني

1.8K 100 19
                                    


الفصل الثاني

ركض مالك وأخذ شادي من يده وركض مرة أخرى معه تجاه غرفة وتين، وأشار لها وشادي لا يفهم شيئًا، فقال مالك وهو يشير إلى أصابعها ويبتلع ريقه:
_ وتين حر.. حركت صوابعها يا شادي مسكت مسكت إيدي
صدم شادي من حديث مالك ودفعه بعيدًا، وأخذ يتابع مؤشراتها الحيوية ويفحصها، ولكن لا جديد! وتين كما هي فنظر لمالك بحزن ،وقال وهو يربت على كتفه:
_ ساعات من شدة تعلقنا بحاجة راحت مننا بنتمنى جدًّا إنها ترجع لنا، وبنشوف طيفها في كل مكان، وعقلنا بيخيل لينا إننا سامعين صوتها وحاسين قربها، ويمكن نشوفها ونكلمها بس الحقيقة بتكون غير كدا! أنت محتاج ترتاح يا مالك و...

قاطعه مالك وهو ينظر لعينيه مباشرة وقال بصدمة:
_ أنت فاكرني اتجننت؟! بقول لك وتين مسكت إيدي وحركت إيدها أنا متأكد من اللي بقوله، أهو بص!
اقترب مالك من وتين وناداها مرة والأخرى لكنها لم تستجب لمناداته، فوضع شادي يده على كتف مالك؛ فأيقن أنه يخيل له أن وتين عادت، فأغمض عينيه باستسلام، وسقطت دموعه متلاحقة على يد وتين ،فانحنى وقبَّل يدها، وخرج مع شادي في هدوء..
_ مـالك!
تخشب جسداهما بلا حركة، نظر شادي إلى مالك التي اتسعت ابتسامته بقوة حتى بدت نواجذه، والتفتا سويًّا للخلف ليجدا حدائقها الزيتونية تطالعهم بضعف، فركضا تجاهها بلهفة، فحصها شادي وعيناها مثبتتان على مالك، ولاحظ شادي أن وجوده أصبح بلا أهمية، فوتين قد عادت في أمان...

انسحب شادي بهدوء ليبلغ الجميع بخبر عودة وتين من جديد ،جلس مالك على طرف الفراش، لم يتحدث، ولم يضف المزيد، أمسك بكف يدها وقبَّله بقوة شديدة، ونظر لها بأعين دامعة:
_ يااااااااااه يا وتين، عينيكِ وحشتني أوي، اتردت فيَّ روحي من تاني، اوعي تسيبيني تاني يا وتين.

ظلا ينظران لبعضهما وقتًا لا يعلمان حجمه حتى شعرا بالباب يفتح ويدخل منه أسرة مالك، وأسرة وتين، التف الجميع حولهم وعبلة تحتضن ابنتها وتبكي بقوة، وكانت السعادة هي سيدة الموقف بين الجميع...

بعد عودة وتين بدأت الحياة تعود إلى مجراها من جديد، أخذت وتين وقتها حتى تعافت وعادت لحيويتها من جديد،  ومالك يتابعها باستمرار،  أصبحت تذهب إلى بيت مالك باستمرار تجالس ياسمين وسميرة، ثم يعيدها مالك إلى منزلها آخر اليوم...
~~~~~~~

بعد أسبوعين..
اليوم هو موعد قدوم الشركة الأجنبية) Just) imagine) وعلى أدهم إرسال الوظائف سريعًا إلى أي محطة تلفزيونية للوصول الأسرع للمشاهدين لبدء تقديم الطلبات، وبالفعل بعد وقت قليل بدأت الطلبات تقدم شخص تلو الآخر مع عرض بسفر مجموعة من الناس تبعًا للشركة للمشاركة الفعالة في المشروع مقابل مبلغ مادي مغري،  ولكن اُغلق التقديم له حتى الحصول على الوظائف!
وصل مالك ووتين وعمر أسفل الشركة،  واستقل عمر المصعد للصعود، ولكن أصرت وتين الصعود على الدرج ورافقها مالك وصعدا الدرج سويًّا حتى الطابق الذي به مكتب ياسمين وأدهم!
دق مالك الباب ليدلف فابتسمت له ياسمين داعية إياه للدخول ،فدلف هو ووتين، ولحق بهم عمر! فرحبت بهم ياسمين بحفاوة وسعدت لرؤية وتين مع مالك قبل أن يدلف أدهم المكتب، وتفاجأ من وجود الجميع ورحب بهم ثم تساءل بفضول:
_ قولوا لي بقى إيه سر الزيارة الجميلة دي؟قال عمر بابتسامة سعيدة:
_ وحشتونا قلنا نيجي نرخَّم! قصدي نسلم!
ضحك أدهم ودفع عمر من كتفه، فقالت وتين بهدوء:
_ عمر قال لنا إن في شركة أجنبية طالبة مترجمين لمده شهرين برا، وهيقدموا منحة ومشروع تخرج للطلبة، وبصراحة حابين أنا وعمر نقدم؛ علشان عندنا مشكلة في الكلية ودا الحل الوحيد!
فكر أدهم قليلًا وقال:
هي فرصة كويسة بس ما أظنش مازن أو ماما ممكن يوافقوا!
قالت ياسمين بحزن:
_ ليه يا أدهم ما عمر هيكون معاها ويا أنا يا أنت هيطلع الرحلة دي، فليه لأ بقى!
قال مالك بجدية وهدوء:
_ أنا مقدر خوفكم يا أدهم أنا برضو مش حابب روحتهم ،بس طالما دا في مصلحتهم خلاص والمدة مش كبيرة دول شهرين بس!
فكر أدهم قليلًا، ثم قال باقتناع:
_ لو عليَّ أنا موافق، وماما أنا ممكن أقنعها، المشكلة في مازن ممكن نخلي سارة تتكلم معاه في الموضوع هو بيحب ياخد بشورتها! خلاص تمام على العموم أفراد الشركة هيوصلوا خلال ساعة، وهم أصروا إنهم ييجوا يشوفوا طلبات أولية ويكملوا بكرة، ممكن نعرضكم عليهم النهارده بس هتستنوا للآخر!

أسوار كال "وتين ٢ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن