الفصل الخامس

1.4K 93 24
                                    


الفصل الخامس

«لا تفقد الأمل لـ عوض الله في وقته فرحة تجبر كسرك كأنك لم تُجرح يومًا...»
شعرت وتين بمشاعر متضاربة من نظرات مالك، وتصلبت الدماء في عروقها ما إن نطق باسمها لطلب يدها، واقشعر بدنها وخجلت ونظرت أرضًا وأنفاسها ثقيلة وهي لا تعرف ماذا تفعل، أتظل أم تعود إلى غرفتها فحسمت قرارها أخيرًا؛ حيث غطت وجهها بيديها وركضت عائدة لغرفتها ،وأغلقت الباب من خلفها وتوجهت إلى سجادة الصلاة المفروشة وسجدت ،وأخذت تشكر الله ودموع الفرح لا تعبر سوى عن فرحتها العارمة!
ابتسم أدهم ومازن وربت الأول على كتف مالك بسعادة وقال:
_ أيوا كدا، ألف مبروك يا أبو نسب بقى.
ابتسم مالك فنظرت له عبلة وهي تشعر بحزن كبير وقالت:
_ بص يا مالك يا ابني أنا عارفة إنك جاي علشان تضمن إن وتين تكون ليك، بس أنا شايفة في عينك وجع وألم كبير أوووووي، وعارفة إن أختك الله يرحمها لسه متوفية قريب؛ فأنا مش عاوزاك تستعجل وتتأني وتفكر وترتب أمورك!
_ مش عاوز أرتبها لوحدي! أو بمعني أصح مش عارف! أنا فعلًا تعبان، ومحتاج لوتين جنبي، البعد اللي بينا دا مخليني زي اللي واقف في صحراء لوحده بقاله سنين وأخيرًا لقي رفيق ليه في طريقه، بس مش عارف يصاحبه! قالها مالك بتأثر شديد.

ابتسمت عبلة ورفعت يدها عن فمها كي تطلق الزغاريد فمنعها مالك مترجيًّا، وقال:
_ لأ، يا أمي بلاش بالله عليكِ! أنا مش عاوز الناس تقول أخته لسه ميتة وراح يخطب! أنا حابب أخطب وتين بس مش هعمل خطوبة، عارف إنكم ممكن تزعلوا، وممكن أكون بظلم وتين معايا، بس صدقوني غصب عني.
_ لأ، طبعًا أنا موافقة! حتى لو مش عاوز تعمل فرح خالص ما عنديش مانع أبدًا يا مالك! أهم حاجة إننا نكون مع بعض!
قالتها وتين مقاطعة، فابتسمت عبلة لقرار ابنتها.
_ لأ، هيكون فيه فرح إن شاء الله، وهتلبسي الفستان الأبيض زيك زي كل البنات اللي في الدنيا، وهفرحك علشان أنتِ تستاهلي الفرحة يا وتين بس أنا بتكلم بس عن خطوبة من غير لا طبل ولا زغاريد! علشان خاطر كارما! قالها مالك مبتسمًا بضعف!
قطع مازن حديثهم وقال:
_ يبقي اتفقنا! يوم الخميس بعد بكرة هننزل نجيب الشبكة ،ونخرج مع بعض في أي مكان ونحتفل مع بعض بعشوة حلوة، وكل شيء يحصل زي ما أنت عاوز يا أبو المماليك! ولما نيجي الناس يشوفوا الشبكة في إيد وتين وخلاص!
ابتسمت عبلة وخجلت وتين، ونظرت أرضًا فمد مالك يده تجاه مازن، وقال بشوق كبير وعيناه تلمعان فرحة:
_ نقرأ الفاتحة!
صافحه مازن بقوة، وقال بسعادة:
_ على بركة الله، نقرأ الفاتحة.
رفع الجميع أيديهم ليقرؤونا فاتحة وتين ومالك، ووتين لا تصدق نفسها من الفرحة، ونظرات مالك العاشقة السعيدة تدل على فرحته الكبيرة.
~~~~~~~~~~

توجهت عبير إلى مكتب الدكتور سامر، وأوصدت الباب من خلفها بالمفتاح ودارت لتجلس على مكتبه وهي تهتز بانتشاء، فاقترب منها سامر ولف ذراعيه حول خصرها، وثبت ذقنه على قدميها وقال بود:
_ فرحان إني شايفك مبسوطة كدا!
  _ها! طبعًا فرحانة! ولسه هتشوف مني كتير يا عمر يا ابن سميرة!  قالتها عبير بانتصار

أسوار كال "وتين ٢ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن