ترتدي فستان أبيض مبقع ببعض قطرات الدماء أثناء عدوها خوفًا مما يلحقها .. أخذت تلتفت خلفها و كل ما تنبض به عروقها هو الخوف ..
علا صوت لاهثها و قد أوشكت أن تفقد الوعي إلا أنها واصلت الركض إلى أن انتصفت طريقًا عام كان يشق الغابة من المنتصف ..
لم تعي بعدها بنفسها سوى صوت بوق سيارة يهيمن على أذنيها جسدها ينافس الهواء مكانه إلى ان التصقت بالأرض ..
طالعت السماء بعينين دمعتان مستسلمةٍ للموت ..
بعد مرور 30 يوم
تثاقلت أنفاسها و قد بدأت برمش عينيها بصعوبة خاصة و أن قوة المصباح فوق رأسها لا يساعد .. مرت بضع دقائق تحاول فيهما جمع قوتها إلى أن فعلتها و فتحت عينيها .. بدى السقف غريب عنها .. و قد تغلغل شعور الخوف داخلها .. حاولت تحريك يدها لتفر منها تأوه ..
نور (بدى صوتها خائف لتنطق بصعوبة ..) : في حد هنا !! .. في حد سامعني ؟ ..
عادت لتغمض عينيها مستسلمةٍ للشعور التخدر .. إلا أن صوت فتح الباب و اقتراب الخطوات بث في أوصلها الرعب ..
أحمد (أشعل مصباح قلمه و قربه من عينيها ) : نور .. انت سمعاني يا نور ؟ ..
نور (فتحت عينيها بعد ان امتلئت بالدموع لتنطق بصوت خائف و مهزوز ..) : انت مين ! .. و انا بعمل هنا ايه .. ابعد عني .. انا خايفة .. (فرت دموعها ما ان انهت كلماتها الأخيرة ..) ..
رفع يديه مبتعدًا عنها ليحاول طمأنتها بابتسامة هادئة و واثقة ..
أحمد : انا أحمد الدكتور المسؤول عن حالتك .. و داه (أشار بيده لرجل بجانبه) و داه دكتور عمر المسؤول عن كسورك و بيكون دكتور عظام ..
حاولت رفع جسدها لتسرع نحوها الممرضة و تساعدها .. جلست بصعوبة ثم أخذت تطالع المكان بانبهار .. الى ان وصلت لجسد الرجلين .. تأملت وجههما بتشتت لتغمض عينيها ..
نور (اختنق صوتها بالبكاء لتعاود فتح عينيها ..) : انا مش فاكرة حاجة .. هو انا باعمل هنا ايه ؟ ..
أحمد (ابتسم محاولاٍ طمانتها وقد بدأ بأخذ خطوات نحوها ) : اهدي و خوذي نفس عشان الانفعال مش كويس على حالتك .. انت عملتي حادثة من شهر تقريبًا و زوجك نقل حضرتك هنا عشان وضعك كان خطير .. مع الاسف جسمك كان متضرر بعدة كسور خطيرة في مناطق مختلفة غير دماغك إلي تضرر بضربة قوية .. و عشان الالم إلى ما كنتيش ها تستحمليه اضطررنا نخليك تحت التخدير لفترة معينة لغاية ما جسمك اساعدنا و يتفاعل مع الدواء ..
هزت رأسها بانكار نافية لما سرده عليها ..
نور : ليه مش عايز تفهم .. انا مش فاكرة اي حاجة .. حاسة نفسي ضيعة .. و دماغي بتوجعني .. غير اني مش فاكرة أي حد .. (اغمضت عينيها محاولةٍ التركيز من جديد ..) زوجي ! .. مين زوجي داه ؟ ..