أغلق أحمد الباب بعد أن حقنها بمنوم .. التفت نحو الممر ليجد أدهم جالس فوق الأرض و قد خبأ رأسه بين يديه ..
أحمد (شعر بالأسى نحوه ليتقدم و يجلس بجانبه .. نطق بعد فترة طويلة) : عارف إنك بتمر بفترة صعبة خصوصًا بعد ما شفتها و تأكدت إنها مش فكراك .. بس كلها فترة و تعدي و ها تبتدي تفتكرك او على الاقل تكون ذكريات جديدة معاك ..
أدهم (مسح وجهه المحمر و قد حاول اخفاء دمعته) : انت مش عارف حاجة ..
أحمد : و لا مهم أعرف .. المهم عندي ان مرضتي بعد فترة ترجع احسن من الاول .. حتى لو فقدت الذاكرة .. مش ممكن ربنا جعل الاسباب عشان ما تفتكرش او ما تفتكرواش الحاجات الوحشة الي مريتوا بها زمان ؟ مش ممكن دي تبقى بداية جديدة ليكم ؟ ..
نظر نحوه أدهم مطولا .. ثم أيد كلامه عبر تحريكه لرأسه أثناء وقوفه و مده ليديه نحو أحمد ..
أدهم : شكرًا ..
أحمد : و على ايه ؟ ..
أدهم : على وقفتك جانبنا .. مش ها أنسى لك موقفك داه .. تصبح على خير ..
*****
فتح أدهم الباب ببطىء ليجدها نائمة .. أخذ نفسًا عميق ثم تقدم الى ان وقف امامها .. مرر اصابعه فوق بشرتها ثم قبل رأسها و اخذ نفسًا طويل من رائحتها ..
*****
فتحت عينيها بتعب لتلاحظ وقوف الممرضة امام الخزانة و تنظيمها للأكياس ..
نور (بصوت مبحوح ) : صباح الخير .. هو ادهم فين ؟ ..
الممرضة (بابتسامة بشوشة) : صباح النور يا مدام نور .. في الحقيقة سافر من يجي ساعتين بعد ما جابلك الحاجات دي ..
نور (بعد ان نظرت مطولا للأكياس ..) : طيب ينفع تساعدني علشان اغير ؟ ..
الممرضة (بقهقه ) طبعًا ..
*****
اخذت تراقب السماء بعينين دامعتان .. و بعد مرور بعض الوقت من جلوسها فوق الكرسي المتحرك داخل حديقة المستشفى تقدم منها ادهم بابتسامة ..
ادهم : ازيك النهاردة يا نور ..
نور (بشوق ) : ادهم انت جيت ؟ ..
ادهم (لم يستطيع اخفاء ابتسامته) : اه يا نوري .. عاملة ايه النهاردة ؟ ..
نور (بغضب) : هو انت ليه ما استنتنيش الصبح لغاية ما اصحى ؟ ..