-تفتّت قلب-

1.8K 70 36
                                    

« #الكاتبة »

لأول مرة..تخرج الأمور عن سيطرة "أكرم الشاذلي" و "عفاف الشاذلي"..لأول مرة يقف هذان الإثنان عاجزان حتى عن ضبط مشاعرهما !!

لأول مرة..ينجح العالم في تسليط ضوئه الساطع على هذه العائلة التي عاشت بسمعة طيبة لعمر طويل.. صورة مثالية تحجِب خلفها أسراراً دنيئة ارتكبها أفرادها..

لأول مرة..يقف أفراد عائلة الشاذلي في الخانة الأضعف..بينما الصحافة و الإعلام تستقطب كل الأنظار و السلطة..

لأول مرة...يجد نفسه محاصراً بهذا الشكل في أمر لا يخصه..مُطالب بالدفاع عن أخ لم يحمل له في قلبه يوماً إلّٓا الكره..

و يجد نفسه مجبراً على الصمت..أو الإدلاء بتفاهات لن تغير من حقيقة هذه "الفضيحة" شيئاً !!

لم يصدق عينيه و هو ينظر إلى الأعداد الهائلة من الصحافيين الذين كانوا يقفون جميعهم أمام باب المشفى الرئيسي..يتصارعون للدخول بينما الحراس يقفون لهم بالمرصاد..فالموضوع ها هنا لا يخص عائلة بسيطة..بل عائلة الشاذلي الشهيرة !!

كان وجهه شاحباً بشكل غريب..و استطاعت شهد -التي جعلها الخوف من الأنظار و عدد الكاميرات المصوبة عليهما تلتصق به..تنشب أظافرها في لحم ذراعه و كأنها تحاول أن تستمد منه كل الحماية حتى بدون أن تطلب-..أن تقرأ الضياع القاتل في عينيه !!

هذا المنظر..بدا له مألوفاً..ذكره بمنظر مشابه..بجريمة حدثت قبل ما يقارب الأربع سنوات..

لكن آنذاك لم يقف وحده أمام هذا الكم.. آنذاك..تسمر بعد خروجه من المحكٓمة حيث أدلى بشهادة لن تزيد أو تنقص شيئاً في هذه القضية المعقدة..

و كان بجانبه..كل من لؤي و سجى..و الإثنان الآخرين مثله لم تساهم شهادتهما -الصادقة- تماماً في تغيير مسار هذه القضية المتوقع..

كاليوم..كانت أنظاره حادة يومها و هو يتخطى الصحافة بقلة ذوق بدون أن يمنحهم كلمة واحدة ترضي فضولهم القاتل..و لؤي و سجى خلفه لا يصدر منهم إلّٓا اعتذارات متتالية تفيد بأنهم لا يمتلكان ما يقولانه..

لكن الأكثر وقاحة..كان أخوه شهاب..ذلكٓ الذي خرج متباهياً بعد أن حكمت المحكمة بالإفراج عنه حتى موعد المرافعة القادمة..

إنها شيمة أولاد الأكابر..أن تتم محاكمتهم بينما يجولون و يستمتعون في الخارج بكل حرية..مع الحرص على حضور كل محاكمة..

و كأنها مجرد زيارة لا تتطلب منهم سوى إرتداء بدلة أنيقة..و انتظار سماع الحكم الأخير..المتوقع طبعاً.. قبل أن تستعيد حياتهم رونقها المعتاد و كأن شيئاً لم يكن !!

كان وقحاً في نظراته..الشر الخبيث يتطاير من عينيه..لكن لا أحد يلمحه...سوى الأقرب إليه !!

لقد لمحوا تلك النظرة..ثلاثتهم..نظرة ظفر كبير و سعادة مثالية و كأنه لا يأبه..نظرة مستترة غلفها بملامح رصينة بريئة بينما يصرح ببرائته للمرة الألف أمام الصحافة..قائلاً بكل صفاقة أخلاق و قسوة قلب..

بلا مأوى.....! (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن