- خفقة... -

3K 118 24
                                    

《#الكاتبة》

_إنها تجلس في أحد الأماكن العمومية مع شاب يماثلها في السن تقريباً..لقد بعثت لكَ صورتهما..

نظرة قدت من شر كامن لاحت في عينيه الداكنتين و هو يسمع تلك الجملة المقتضبة..قبل أن يزم شفتيه و يغلق الخط بسرعة شارعاً في فتح خانة الرسائل تزامناً مع صوت اهتزاز هاتفه متلقياً لرسالة فورية..

تجمدت عيناه تماماً فوق صورتهما سويـاً..ينظر إلى ابتسامتها الرصينة التي استطاع لمحها حتى رغم ابتعاد موقعهما عن الكاميرا التي التقطت الصورة..و يرى ذلك الشاب القابع أمامها..ينظر لها بتمعن و كأنه يمتلك كل الحق في تأمل ما هو ملكية لغيره..

سجى..ملكيته الخاصة !!!

كان يجلس خلف مكتبه الخاص في غرفته الواسعة في هذه الشركة الفارهة السمعة و المكانة..حينما احتد فكه بغضب شديد..و همَّ بالوقوف باندفاع أشد غضباً و هو يحمل سترته ليرتديها..

لولا أن أوقفه صوت رسالة أخرى..فرفع الهاتف لينظر إلى الصورة الجديدة التي تم إرسالها له..و انعقد حاجبيه بشدة و هو يرى.......لؤي !!

لؤي يجلس معهما !!

شعر بعقله يتوقف عن العمل لوهلة..فتراجع ببطءٍ إلى أن عاد ليستقر جالساً في مكانة فوق الكرسي المريح و الذي فجأة غدا غير مريحاً..بدون أن يزيح عينيه المذهولتين عن الصورة الثانية تلك..

لؤي أيضاً معهما..لؤي..لؤي !!!

_ماذا يفعل هذا الغبي أيضاً معهما !!!!

وجد نفسه يهتف بهذا السؤال مخاطباً نفسه بذهول.. رفع يده ليخفّف من ضغط ربطة عنقه قليلاً شاعراً بضيق تنفس ينتابه بلا سبب واضح..

و ظل ينظر إلى الصورة بنفس ملامحه المعقدة الخالية من الفهم للحظات أخرى..أنامله تمسك بالهاتف بعنف و كأنه يتمنى تكسيره الآن و حالاً و تدمير تلك الصورة حيث يجتمع اثنان من الخونة..

و رجل دخيل يتمنى قتله..فقط لو لم يكن "شهاب الشاذلي" الذي يمتلكُ دهاءاً لا يوصف لكان قد ألقى أمراً بقتله غير عابئ بأيّ عواقب !!

فجأة..كان يأخذ نفساً عميقاً لم يخفف من وطأة غضبه الداخلي..ثم ألقى بالهاتف فوق سطح المكتب الأنيق بإهمال..قبل أن يتجه إلى النافذة الكبيرة التي تحتل أحد جدران مكتبه بالكامل ليقف هناك مغرقـاً يديه في جيبي بنطاله..

من يراه من البعيد بهالته الهادئة..يظن بأنه مجرد شخص شارد في مراقبة حركة الشارع..لكن عقله كان أبعد عن ما يحدث في الشارع..أو حوله..

أحكم كل تعقله و رصانته و منطقيته التي يفقدها أساساً في أخذ كل الأمور..خاصة ما يتعلق منها بسجى..و تجمد مكانه متغلباً على غضبه بإرادة حازمة..

إنه يشعر بالحيرة..لذا لن يتصرف الآن حتى لا يخطأ.. هو سينتظر فقط ليرى ماذا تنتوي هذه الحمقاء التي يحبها فعله..و حينها فقط سيحين دوره ليتصرف بالمثل..

بلا مأوى.....! (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن