الفصل الثاني: حارس الموت وقرار آتون

153 11 9
                                    

"اسمعني جيداً، آتون. هناك شخص واحد يمكنه إجابة أسئلتكَ بخصوص عمك."، قالت نوما وهي تنظر إلى آتون بجدية مما أيقظ بعض الأمل في قلب الفرعون الشاب الذي نظر إليها متلهّفاً لمعرفة هوية الشخص الذي سيجيب عن أسئلته، "أنوبي لديه الإجابة الشافية لجميع أسئلتك."، استغرق آتون بعض الوقت ليستوعب ما قالته جدته للتو. أنوبي؟ كيف يمكن لابن آوى متغير الشكل أن يساعده؟
لاحظت نوما شروده واستغرابه فابتسمتْ وقالت له إن عليه أن يستفسر كل شيء من أنوبي لأنه أعلم منها بالتفاصيل، فتنهد آتون مستسلماً ثم ودّعهما عائداً إلى إيجيكسوس وذهب خارج الهرم للبحث عن أنوبي، رأى رمسيس في طريقه فاستوقفه وسأله إن كان قد رأى ابن آوى متغير الشكل في أي مكان.

رمسيس: لم أرَ أنوبي منذ الصباح، ولكن بما أنكَ ذكرتَه فقد لاحظتُ أنه يتصرف بغرابة في الآونة الأخيرة.

آتون: يتصرف بغرابة؟ كيف ذلك؟

رمسيس: لقد كان يتمتم بأشياء غريبة كلما شعر عمكَ بالصداع.

آتون: مثل ماذا؟

رمسيس: "يبدو أن ذاكرته بدأتْ تعود إليه"، "مرة أخرى؟ هذا جيد"، "بقي القليل وحسب"، شيء من هذا القبيل.

آتون: هذا غريب.

أنوبي: *يقف خلفهما* وما الغريب في الأمر؟

قفز الاثنان من الفزع ونظرا خلفهما فوجدا أنوبي واقفاً مكتّفاً ذراعيه وناظراً إليهما بجدية، "منذ متى وأنتَ واقف هنا؟"، سأل رمسيس مندهشاً ليتجاهله ابن آوى وينظر إلى الفرعون الشاب، "أريد الحديث معكَ على انفراد."، استغرب آتون من طلب أنوبي ولكنه وافق وأخبَرَ رمسيس أن يذهب إلى معمل أوسيرايد ويطمئن على حال إكساتون فانصاع متغير الشكل لأوامره وتركهما وحدهما.
بقي آتون وأنوبي صامتين لعدة دقائق قبل أن يتكلم أنوبي قائلاً: "أعتقد أن الملكة نوما قالت لكَ بأن لدي الإجابة الشافية لتساؤلاتك، صحيح؟"

"أجل، ولكن كيف...؟"

"ستعرف بعد أن أشرح لكَ ما يحدث مع إكساتون فاستمعْ إلي جيداً."

"حسناً، كلي آذان صاغية."

"لقد حدث الأمر قبل أن تولد بكثير. وقع عمكَ في حب فتاة من البشر، ولكنها لم تكن فتاة عادية فهي وريثة باست. كانت لطيفة وقوية وذكية وجريئة. قضينا معها أوقاتاً رائعة، وفي النهاية تزوجها إكساتون وكان سعيداً معها. ما حدث هو أن مستنسخاً من هكسوس حاول كل جهده كي يقضي عليها فقام عمكَ بإرسالها إلى عالمها واستخدَم حجر الزمن للقضاء على ذلك المستنسخ نهائيا، ولكن الثمن كان فقدان جميع مَن في إيجيكسوس ذكرياتهم عن الفتاة وعودة الحرب بين أبيكَ وعمكَ مرة أخرى، ومع ذلك كان الأمر يستحق؛ فقد كانت الفتاة حاملاً في ذلك اليوم."

"إذاً... عمي خاطَرَ بكل شيء لأجل أن يحميها وطفلها؟"

"تماماً."

"لحظة واحدة. إذا كانت ذكريات الجميع عنها قد مُحيتْ، فكيف ما زلتَ تتذكرها بحق الجحيم؟"

"هذا ما اكتشفتُه بعد قيام عمكَ بتلك الخطوة الجريئة. في البداية ظننتُ أن ما رأيتُه كان مجرد هلوسة، لكن بعد أن بدأتُ بتجربة طرق عديدة تقينتُ أنني لم أكن أتخيل أو أهلوس. انتقلتُ بالصدفة إلى عالم الأرواح وظننتُ ساعتها أن هنالك خطباً ما، إلى أن ظهر عجوز غريب الأطوار وشرح لي كل شيء عما حدث وماذا أكون أنا."

"حقاً؟ لقد أثرتَ فضولي يا أنوبي. ماذا تكون غير أحد أمهر صيادينا وأفضل جامع للمعلومات في إيجيكسوس؟"

"أخجلتَ تواضعي، ولكنني شيء أكبر من ذلك. أنا حارس الموت في إيجيكسوس."

بقي الفرعون الشاب محدّقاً بابن آوى متغير الشكل وهو يحاول جمع شتات أفكاره، "حارس... الموت؟ ما معنى هذا؟"، سأل آتون بارتباك فأجابه أنوبي بابتسامة عريضة: "يعني أنني المسؤول عن توزيع الأرواح بعد أن تنتقل إلى أرض الموتى وأنظر في ذكرياتهم وأعمالهم، فإذا كانوا أخياراً يذهبون إلى عالم الأرواح وإذا كانوا عكس ذلك أقوم بإرسالهم إلى الهاوية. وصدِّقني، لا تريد رؤية ذلك المكان على الإطلاق."
أغمض آتون عينيه بعض الوقت ليمتص كل تلك المعلومات التي جاءته من أنوبي. "هكذا إذاً."، فتح الفرعون الشاب عينيه وشكر ابن آوى متغير الشكل ثم ذهب إلى غرفته وبدّل ملابسه، فدخل عليه تاماشي واستغرب منه.

تاماشي: ما الأمر؟ لماذا غيرتَ ثيابك؟ 🤨

آتون: هذه ملابسي عندما كنتُ أعيش مع الكونت. *يبتسم بخبث* ما رأيك؟

تاماشي: تبدو مثل مفتش في الشرطة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تاماشي: تبدو مثل مفتش في الشرطة. 😒

آتون: 🤨 وهل هذا شيء سيء؟

تاماشي: *يهز كتفيه* ليس تماماً. بالمناسبة، لقد استيقظ عمكَ وهو يريد مغادرة إيجيكسوس.

آتون: *يعبس* لا بد وأنه استعاد جميع ذكرياته عن زوجته. كنتُ سأقترح عليه أن نذهب معاً، ولكنني لا أعرف اسمها.

"إيزابيل."، التفت الاثنان إلى الخلف فوجدا إكساتون واقفاً عند الباب، "اسمها إيزابيل. إنها قريبة ليو وهي سيدة قلبي وروحي." "يا سلام. صرتَ شاعراً ونحن لا ندري؟ وأيضاً كيف سمح لكَ أوسيرايد وسخمت بمغادرة المعمل؟"، قال تاماشي بسخرية فنظر إليه الفرعون المظلم بغضب وتنهد آتون ثم وضع يده على كتف عمه ليحاول تهدئته، "لا داعي للغضب. سنذهب أنا وأنتَ للبحث عنها وعن طفلكَ يا عمي."، قال الفرعون الأبيض مع ابتسامة صادقة هدأتْ من غضب إكساتون الذي تنهد ووافق على اقتراح ابن أخيه.
اتسعت ابتسامة آتون ونظر إلى تاماشي طالباً منه إبلاغ كيفير والآخرين بأنه في مهمة مع عمه، فأومأ الشيطان آكل الأرواح موافقاً وقال: "إن حصلتْ أية مشكلة نادِ باسمي وسأكون عندكَ في لمح البصر. سئمتُ من تناول أرواح ديدان الصحراء العملاقة فطعمها رديء للغاية."
ضحك آتون قليلاً ووعده بأن يستدعيه إذا ما تطلب الأمر ثم قام بفتح بوابة انتقل عبرها إلى الأرض مع إكساتون.

يتبع...

Egyxos: Dimensional Guardiansحيث تعيش القصص. اكتشف الآن