" وظلي قُربي غني لي .. فأنا من بدأ التكوينِ .. أبحث عن وطن لجبيني "
بعد ثلاثة أيام ...
بعد الغداء كان كلٌ إنصرف لعمله وأشغاله وهي جالسة تراقب الجميع في حين بصمت وتراقب المحيط حينا آخر بنفس الصمت .. الكئيب !!
لقد أخبرها آدم بإقتراب موعد الوصول لأوربا بالأمس
وتتذكر جيدا ما شعرت به حينها .. شعرت وكأن قلبها قفز في صدرها باحتفال صاخب لقرب موعد رؤيته لأحبابه ثم سقط عند قدميها بعد لحظات متكسرا محطما لأشلاء لقرب فراق حبيب آخر !
لم تتحدث معه .. يكفي ما رأته في عينيه من ألم يحاكي ما في عينيها .. فلم يتحدثا بشيء .. فقط أخبرها بالأمر بتقرير واضح
ببساطة بعد ثلاثة أيام ستصل السفينه لموطن آدم والذي سيساعدها فيه بالعودة سالمة لأهلها .. ستعود لوطنها بينما يبقى هو بوطنه .. نقطة آخر سطر في الرحلة !
لم تكن تفكر بالفراق رغم أنه فراق لا مفر منه .. لكن ببساطة مجرد التفكير في الأمر قاتل .. وها هو يأتي كوحش سيبلتع حبهما الذي لم يكد يفارق المهد حتى
حانت منها نظرة لقبطان سفينة قلبها .. العابس
إنه عابس منذ أيام وبالأمس علمت سبب عبوسه أخيرا
ورغم ذلك كان يأخذها كل يوم ليصعدا للأعلى يقفان معا بصمت أبلغ من الكلمات .. وكأنه لا يجد ما يقوله لها فيكتفي بنظرته لعينيها أو دقات قلبه التي تعزف لحنا معذبا
أما هي منذ أن علمت .. تشعر بأنها وقعت تحت شقي الرحى .. تشتاق لأهلها حد الجنون وتتمنى لو تراهم اليوم قبل الغد .. ومن ناحية أخرى تتألم بشدة لفكرة فراقه الكريهة
تفكر وتفكر وتفكر .. هل من مفر ؟!
هل يوجد حل وسط يمكن أن تلجأ إليه !
ولكن لا .. ببساطة لا يوجد
فهي الأستاذة الجامعية الشرقية
وهو القبطان البحري الغربي
ببساطه لن يلتقيا .. حتى التقائهما هنا .. كان كمعجزة حدثت لقلبها الذي كان يحتاج لمَرسى فتلقاه قلب القبطان الذي كان بلا مرسى في المقابل !
أنت تقرأ
قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منير
Romanceقبطان التلاعب مع خطورة الأمواج لعبته .. سلبت البحار يوما منه الشجاعة بسلاح غادر ، فهل تُعيدها إليه حورية ظهرت له فجأة من بين عواصف ذنبه الوحيد !! ********* أنا روحٌ تائهة وقلب موجوع الذنب فوق كتفيّ يحنيهما .. وعيناي باكية دون دموع .. بين الأمواج أقف...