حب يدفئ صقيع الغربة
كان جالسا بعقدة حاجبيه عيناه مسلطتان على أوراق ما تحتاج لمراجعة منه .. منذ وقت طال يعمل عليها حتى أصابه الصداع الآن فتأفف يرمي ما بيده على منضدة أمامه ثم يعود برأسه للخلف يرتاح على الأريكة متأوها بحنق ..
لا يمقت شيئا كمقته لمراجعة أوراق ببنود كثيرة لا تنتهي .. لولا مساعدة ماسة لما نجح إطلاقا !
لكنها الآن في الخارج منذ الصباح مع بعض نساء العائلة تشتري العديد من الأشياء والتجهيزات لحفل الغد الذي على ما يبدو لا نهاية لتجهيزاته !
حفل عيد ميلاد ( حورية ) الخامس ..
ابتسم ..
الشعلة الصغيرة تكمل الخمس سنوات بلمح البصر ..
" داااااااد "
صرخة مجنونة بصوت رفيع طفولي تردد صداها في البيت وارتج لها قلبه وهو يرفع وجهه لتلك الطلقة الحيوية التي اندفعت بخطوات راكضة من الخارج تُلقي بنفسها عليه تتمسح باحثة عن دفئه .. استقبلها بحضنه الرحب مقبلا خدها المحمر من البرد قبل أن يبعدها قليلا متأملا حُسنها ..
كانت تشبه أمها لحد كبير تمتلك نفس لون بشرتها وشعرها بتموجاته ونفس الملامح إلا من عينيها وقد نجح أخيرا في التفوق على ماسة لترثهما منه .. عسليتان يتناثر فيهما اللون الأخضر بخبث .. لامعتان بالذكاء والشقاوة التي تميزها ..
" قولي أبي حورية .. ونحن في البيت تكلمي العربية ألم نتفق على ذلك ؟ " قالت ماسة وقد دخلت ورائها تخلع عنها المعطف الثقيل تعلقه في مكانه لترد حورية " آه ( سوري ) .. أنا أنسى "
رمقتها ماسة متخصرة فضحكت حورية تغطي فمها قائلة بالعربية " أحبك أمي "
هزت ماسة رأسها بيأس ثم انحنت تقبل أنفها المدبب هامسة لها تناغشها بحنو " أنتِ شقية وتعلمين كيف تسرقين القلوب بتلك العفوية المشاكسة "
أنت تقرأ
قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منير
Romansaقبطان التلاعب مع خطورة الأمواج لعبته .. سلبت البحار يوما منه الشجاعة بسلاح غادر ، فهل تُعيدها إليه حورية ظهرت له فجأة من بين عواصف ذنبه الوحيد !! ********* أنا روحٌ تائهة وقلب موجوع الذنب فوق كتفيّ يحنيهما .. وعيناي باكية دون دموع .. بين الأمواج أقف...