الموجة التاسعة

13.5K 417 41
                                    

 

" أمواج مرساكِ تشتتني .. ما بين مدٍّ وجزر "
 


تشعر بأن ساقيها لا يحملانها .. بينما الدوار هاجمها فجأة .. تريد السقوط ولكن .. لن تفعل .. لن تفعل أبداً .. ستظل واقفة متسمرة تستوعب تلك الحقيقة الـ .. الـ .. المُسكرة .. بكل كيانها المتألم .. بقلبها المرتجف .. بعينيها الذابلتين منذ أيام .. إلا أنها متأكدة أنهما لم تعدا كذلك ..

بل لامعتين بانفجارات الذهول و .. البله !

 

تنظر له .. وهو ساجد .. يرفع قامته يكمل باقي الركعات .. تصلها همهماته الغير واضحة بالنسبة لها .. لكنها تعلم أنه يقول قرآن .. هل يحفظ القرآن بالعربية !

أم تعسر عليه حفظه بالعربية .. هل يجوز صلاته إن كان يقول الآيات بالإنجليزية .. بالطبع لا ..

هل سيتوقف عقلها الآن أم ماذا !!

 

لا تصدق .. لا تصدق وهي تراه يركع ثم يقف ثم يسجد .. آدم .. يصلي !

آدم يصلي !! آدم .. مسلم .. ازداد اتساع عينيها وهي تعيد الكلمة بداخلها .. آدم مسلم .. آدم مسلم .. إنه يصلي .. يصلي .. تحدق فيه وفي إصبع التشهد الذي رفعه فتميل برأسها للأمام وكأنها تقرب وجهها منه لتتأكد أنه إصبع التشهد فعلا !

لا تصدق .. لا تصدق .. هل كل عذابها وعذابه كان .. هباءا ! .. لأجل لا شئ !! لأجل غبائها .. كان من الممكن أن تسأله .. لكنها بمنتهى الغباء لم تفعل واكتفت بما تخيلته أو اعتقدته !!

 

حتى اسمه .. اسم يستخدمه العرب والغرب أيضا فلم يكن دليلا لها .. آدم مسلم .. يصلي صلاة الإسلام .. أي حقيقة دفعها إليها أبوها .. بل .. أي حقيقة وضحها لها الله !

 

انتبهت أنه أنهى صلاته والتفت إليها عاقدا حاجبيه من حالتها الغريبة .. عيناها متسعتان بشدة .. شعرها يتطاير هنا وهناك بسبب الهواء القوي بينما جسدها كله مشدود .. شفتاها منفرجتان بمنظر أبله !!

 

تساءل بداخله وهو ينهض مرتديا حذائه .. يا إلهي ألن تتوقف .. كل يوم بحاله أغرب .. هل هو من يتسبب لها بكل هذا .. أم هي طوال عمرها بمثل هذا الجنون !! .

 

زفر آدم وهو ينهي ما يفعله واقترب منها بهدوء يسألها ببرود " ما بك .. لمَ صعدت هنا .. ألم أخبرك ألا تفعلي "

قلب بلا مرسى ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن