تلك الهِتافات المستمرة مُطالبة بإعادة العرض للمرة الثالثة كانت قد أغرقت خديها بالدموع، تفرد ذراعيها لجمهور في تحية مليئة بالاحترام والتقدير.. ذراعيها المرتعشتان كانت وكأنها تعانق الهواء، خلفها فرقتها يصفقون بذات الحماس الذي يفعله الجمهور لقائدتهم.. نجاحها يعني نجاحهم، جميعهم.. أما العابس على الدوام فقد إكتفى بوضع قدم فوق الاخرى وتسنيد التشيلو إلى جانبه ومراقبة الحدث بتمعن.. كان سعيد من داخله وهذا ما لا يظهر على ملامحه، فقط عيناه تراقبها بصمت وتركيز شديد لتلك الانفعالات والتصرفات التي تصدر منها حتى سقطت عيناه على أصدقاءه.. كانوا يلوحون له ويرفعون شعارات النصر كتحفيز له عما فعله في العرض، لكنه لم يلتفت لهم بعد أن تلاقت عيناه بعيني تلك التي يُحبها حد العبادة.. والدته، إبتسم داخليًا بشدة فظهرت تلك الإبتسامة على وجهه لتبادله هي بقُبلة طائرة دفعتها بيدها الناعمة، تقدم الجميع خلف هانجي فنهض.. إنحنوا جميعًا للمرة الاخيرة قبل أن يُسدل الستار، شعروا بالظلام يحاوطهم مما يعني بأن العرض قد إنتهى، رفعت رأسها لتلتف بسرعة ووجه مبتسم نحو الفرقة او كما تحب ان تسميهم ..
هانجي: لقد نجحنا يا أطفالي!
تصفير وصراخ يدل على سعادتهم.. ثم حملوا قائدتهم بين أيديهم ليخرجوا جميعًا خلف الكواليس.. كانت ضحكاتها تعلوا وتعلوا كلما رفعوها ثم أنزلوها مجددًا حتى صرخ ذلك الذي ينزع معطفه بحدة
ليفاي: أوي أيها الحمقى! ألا ترون أنها ترتدي فستان! أنزلوها هيا!
حاول ايرين إمساك ضحكته وأنزلها بهدوء بمساعدة كوني وجان، إتكئت على كتفي جان وكوني وتحدثت
هانجي: أنا فخورة بكم حقًا! أرايتهم؟ لقد أبهرتم الحضور ولا يريدون ذهابكم أبدًا
آني: كان هذا بفضل جهودك هانجي سان..
ساشا: أجل! تلك التدريبات التي نموت فيها من شدة التعب كانت مثمرة بشكل كبير!
ايرين ساخر: أنا لدي رأي آخر في الحقيقةنظر الجميع نحوهه منتظرين بقية الحديث، ضم يديه على صدره وهو يتحدث بشكب متقطع
ايرين: أعتقد.. أن ما اعجب الجمهور بشكل أكبر من المعزوفة.. هو العرض الذي قدمته مع عازف التشيلو الجديد.. أليس كذلك يارفاق؟رفع رأسه بعد ان اشعل سيجارته وصوب رماديتيه نحو ايرين الذي غطى فمه بيده قبل ان يقول
ايرين: آسف! هههههه
ميكاسا: ولكنك محق ايرين، كان ذلك العرض مميز بأن الجميع منسجم للغاية مع عزفهقاطعها ليفاي ببرود: هلّا إستعديتم للإنصراف؟ هيا أيها الاشقياء سأوصلكم
حاولوا كتم ضحكاتهم على إحمرار وجهه، وساروا خلفه نحو الغرفة الخاصة بهم، في تلك اللحظة إستوقفهم صوت أحد ما ينادي بإسم هانجي، إلتفت الجميع ليجدوا رجل طويل القامة ويبدو في منتصف الثلاثينات، يرفع كامل شعره للوراء بواسطة ربطة شعر، عيناه حادة وخضراوتان مثل الطبيعة المنتعشة! إقترب منهم ووقف امام هانجي مباشرة
أنت تقرأ
بين ذراعيكِ || ليفايهان
Romance- حينما ظننتُ بأن العالم خالِ ولا نصيب لي فيه.. ظهرتي لتكوني أنتِ الجزء الأهم، لتكوني معي.. دائمًا معي.