هانجي زوي.. هذا الاسم هو الآن مجرد ذكرى زائلة بالنسبة لأشهر دار أوبرا في اليابان.. كان الألمع ثم إنطفئ حتى يكاد ينسى، لا يمكن تذكرها بعد كل تلك السنوات التي مضت على خروجها منه، حتى هي ذاتها لم تعد تتذكر أنها كانت يومًا قائدة أشهرفرقة في الدار!باهته، فاقدة لشغف الحياة ووهجه.. كل تلك الايام تتشابه لا فرق بينها سوى الطقس والطعام، وأحيانًا زيارات الاصدقاء والتي بدأت بالتلاشي شيء فشيء..
نهض من أريكته نحو الباب بعدما سمع صوت الجرس، فتحه ليجد والدته بإبتسامتها الرقيقة وهي تقرب وجهها لتقبل خديه، حدثته بصوت خافت
كوشيل: كيف حالكم؟ هل كل شيء على مايرام؟
ليفاي بهدوء: حالنا ككل يوم.. هيا أدخلي
كوشيل: لا، أتيت فقط لأسأل عن هانجي.. لدي أعمال، هل هي نائمة؟
ليفاي: أجل..
كوشيل: ليفاي، ألن يُحل هذا الامر؟ إنها تزداد شحوبًا وبهتان مع مرور الوقت، لقد مضى الكثير من الوقت على خروجها من ذلك الدار ولا تزال تعاني من إكتئاب!
ليفاي: مالذي يمكنني فعله ولم أفعله أمي؟ لقد أخبرتها بأنني مستعد على إنشاء دار خاصة لها حتى لو كلفني ذلك كل ما أملك ولكنها رفضت! هي لا تريد دار غير تلك التي بنت فيها هويتها.. تتعلق بالمكان وكأنه المهد الذي ولدت فيه ولا تتقبل فكرة الخروج منه بهذه الطريقة
كوشيل بحزن: يؤسفني هذا حقًا.. لكن، إن لم تُحل هذه المسألة فسوف نفقدها يابُني
رفع رأسها نحوها بعيناه الحزينتان.. هو كذلك يعلم أن فكرة فقدان هانجي واردة بسبب ما تعيشه من إضطرابات على ما يحدث معها، هي حتى لا تتحدث معه بكثرة كالسابق، إن غاب عنها يعود ليجدها تتأمل الـ تشيلو بحسرة والدموع تملأ عينيها بسبب سقوطها من القمة إلى القاع فجأة! لم تكن تلومه ولكنه كان يشعر بهذا اللوم ففي نهاية المطاف هي وقعت بسبب دخوله في حياتها، عندما أغلق الباب بعد وادعه لوالدته إلتفت ليجدها تقف مسندة كتفها على الجدار تنظر إليه.. مظهرها في الآونة الاخيرة أصبح ثابت، شعر مبعثر.. عينان مرهقتان وشِفاه جافة ومشققه، بزرت عِظام رقبتها من قلة غذائها، حدثته بصوتها المرهق
هانجي: من أتى؟
ليفاي: إنها والدتي.. كانت تريد رؤيتكِ لكن ظنناكِ نائمة
سارت بخطوات ثقيلة وهي تسحب قدميها على الارض متوجهه نحوه، إقترب بدوره فارداً ذراعيه لها لترتمي بهدوء بينهما.. أغلقهما على جسدها النحيل تاركًا لها كتفه ليرتمي عليه رأسها المدجج بالافكار، كان هذا أثقل جزء في جسدها كونه مليء بكل ما يُرهقها ويتعبها.. همس بصوت حاني وهو يمسح على رأسها
أنت تقرأ
بين ذراعيكِ || ليفايهان
عاطفية- حينما ظننتُ بأن العالم خالِ ولا نصيب لي فيه.. ظهرتي لتكوني أنتِ الجزء الأهم، لتكوني معي.. دائمًا معي.