ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﺃﺣﺴﻦ * ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺛﻢ ﺭﺩﺩﻧﺎﻩ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ )
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺿﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻬﺬﺍ؟ﻭﺑﻢ ﻫﺒﻂ؟ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ
ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺭﺳﻼ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻳﺘﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ -ﺇﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ- ﻫﺪﻳﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻟﻨﺎ ..... ﺍﻟﺦﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ؟ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺮﺗﻀﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻵﻟﻴﺔ؟ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ؟ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﻮﺩ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺔ؟ﻟﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ : ﻣﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺭﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺮ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻰ ،ﻭﻣﺮﺓ ﺑﺄﻥ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﺮﺗﺒﺔ
ﻭﺍﻟﻠﻘﺐ ..... ﺍﻟﺦﻭﻟﻘﺪ ﻓﺸﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻓﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻳﺒﻬﻆ
ﻫﻤﺘﻪ ﻓﻬﺒﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﻴﻦ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻭﻗﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻰ ﺁﻓﺘﻴﻦ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ : ﺃﻻ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﻫﻢ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻊ ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺷﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﻬﻞ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻢ
ﺃﻣﻮﺭﺍ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻬﺒﻂ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،
ﻟﻘﺪ ﻏﻠّﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭﻧﻤﻮ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻬﺒﻂ
ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﻴﻦ،ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺴﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺻﺎﺭ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺑﻎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ
ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻬﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ
ﺻﺎﺭ ﻓﻰ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺴﺎﻟﻰ ﺍﻵﺛﻤﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻜﺴﻞ ﻓﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ،
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ُﺟﺮﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﺼﺮ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﻃﻰﺀ ﻗﺪﻣﻪ
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻣﻞﺀ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﻛﺴﻮﺓ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻛﺼﻠﺔ ﺭﺟﻞ
ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻤﺘﻤﺎﺕ ﻟُﻴﺮﺍﺀﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ .......ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﺒﻂ ﻓﻰ
ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺘﻤﺎﻳﺰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻰ ( ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ) ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻫﺒﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ
ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺴﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻋﻄﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺃﻋﻤﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻰ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ
....ﻫﻼ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ !ﻭﻟﻘﺪ ﻫﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻤﺎ،
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﻭﺃﺧﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﺒﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻠﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻪ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ
ﺣﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﻫﺒﻂﺑﻤﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،
ﻟﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ
ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻫﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ،
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺮﻕ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺭﺍﺀﻯ ﻭﻛﻔﺮ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ ﻭﺧﺎﻥ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻪ
ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻫﺒﻂ ﻓﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ.
ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔﺃﻫﻴﺐ ﺑﺎﻟﻔﺎﻗﻬﻴﻦ : ﺃﻻ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺴﺎﻟﻰ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﻫﺒﻮﺍ ،ﺇﻥ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻳﻘﻈﺘﻜﻢ
ﺷﺮ ﻋﺮﻳﺾ
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ * ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻔﻰ ﺧﺴﺮ * ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ )ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ