وَلَه البِيُونِي/𝑴𝒂𝒏𝒋𝒊𝒓𝒐𝒖

^Ch.12^

تلاطمت الأمواجُ باِستمرار ، هذه المرّة بشكلٍ أهدأ و الصّوتُ الذي خلّفته هو فقط ما يعبُر على مسامِع إيريا

دقّت نبضات قلبها باب صدرها يستأذِن أوّلا قبل الهروب لتسارعِ نبضاته
فتحت جوهرتيها بشكل أوسَع و رمشت ببطء في تلك الثّواني الثّلاث التي مرّت أطول من المتوقّع

هل مانجيرو للتّو .. باغتَها بقبلة ؟
على شفتيها للتّحديد ؟
دون عِلم من الذي تشتّت اِنتباهه بالسفينة حتّى ؟

تراجع خطواتٍ للوراء حامِلًا اِبتسامته المعتادة ، بينما ينظر للحالة المضطربة التي جعلها فيها

وضع سبّابته أسفل جفنه و شدّه لأسفل مُخرِجا لسانه و أخذ بالحديثِ بطفوليّة "سرقتها سرقتها ! قبلتكِ التي تعزّينها بشدّة فما شعورك الآن ؟"
امسك بطنه بينما يضحك يرى كيف تجتمع أوردة الاِنزعاج على وجهها الذي أنزلته "الويل لك .. يا مانجي !"

"اوه أنا في ورطة ؟"

قام بتسخين عضلاته ثمّ أخذ  بالركض -وسط ضحكاته التي علَت- مبتعدا بعد أن أفلح في استفزاز إيريا بجدارة ، و بالطبع هي تحاول جاهدة اللّحاق به شادّة الإحكام على قبضتها

تدرك أنّ لا فرصة لها في الإمساك به كونه ينال جائزة المركز الأوّل كأسرع عدّاء ، رغم هذا فقد ركضت وراءه 

تصادم اللّون الأشقر للشمس مع زرقة السّماء ، فخلّفا لونا شبه مخضرّ في الأفق و قد بدأ الظلام يحلّ

ما إن بدأت إيريا تفقد الأمل ، و أحسّت بالألم في قدميها ، أدخلت كمية هائلة من الهواء لرئتيها قبل أن تصرخ "كُن "رجلًا و توقّف حالًا !!!"

من المفاجئ رؤيته توقف قبل أن تنهي صرختها حتّى ، استدار ناحيتها ، و ألقى نظرة على المكان ،  لم يكن هناك أحد في الجوار ، أخيرا قد نال مبتغاه

تقدّم منها بخطوات ثابتة ، لا أثر يذكر للإنهاك عليه عكسها و هي تحاول استرجاع نمط تنفسها العادي من اللّاهث

فصلت بضع خطوات بينهما لكنّها بشكل غريزي تراجعت ببعض التوتر ، أو لنقل بكثير من التوتر و الاِرتباك

قبل أن تتراجع أكثر ، أمسك بمعصمها بإحكام، بطريقة لا تؤذيها و أخذ بالتحدث بالنبرة الهادئة التي من النادر سماعها من هذا الطفل الكبير " تبتغين التوقف .. ثمّ تخطّطين للهرب ؟ هل أحببتي اللعبة لهذا الحد ؟"

اقترب أكثر منها مقتحما مساحتها الخصوصية الآن ، حملت عقيقتاه الدّاكنتين نظرة عميقة نحوها ، مليئة بالعاطفةأيضا 

"م..مالأمر .. مابال نظرتك.."

لربما كانت جديدة عليها ، أم أنّ ارتفاع الحرارة في وجهها جعل من مقياس إستيعابها يتناقص بانحدار