وَلَه البِيُونِي/𝑴𝒂𝒏𝒋𝒊𝒓𝒐𝒖

^Ch.13^

إنتظرت هذا الوقت من اليوم  بفارغ الصبر ، لأرى ذلك الإشعاع الهزيل الذي يودّع البحر .. و القوارب الصغيرة أيضا

إنتظرت ذلك لأبقى لحظات أتأمّل مع نفسي و مع الشّفق الأحمر وهو يحتضن التّل ..
أحقّا المنظر هو مايجعلني أتلهّف لهذه اللحظة ؟ أم لسبب آخر ظاهر

حملقتُ مباشرة في الشمس و هي تستعدّ للإختباء ، فلم يؤذِ نورها عينيّ البتّة

أنزلت بصري للواقفة في الأسفل ، فأنا أجلس فوق حافّة الرصيف العالي على أيّ حال ، ابتسمت بخفّة و ناديتها "ريا-تشان !"

همهمت كإجابة ، لم تنظر إليّ فهي مستغرقة مع المنظر المقابل لها ،
أكملتُ بهدوء قائلا "غروب الشمس ، يذكّرني بك دائما"

رفعت رأسها ، كانت مغمضة عينيها لكنّها فتحتهما بمهل لتلتقي بخاصّتي و ابتسمت بهدوء  "أ حقا ذلك ؟"

"لطالما أحببتِ منظره صحيح ؟ أعلم كم تصيرين هادئةً وقته"

ضحِكت بخفّة ثمّ اجابت "إنه أحد أفضل الأوقات في اليوم ، لطالما بغضت السحب عندما تحجبه عنّي"

عادَ السكون ليحلّ ، لم يكُن متوتّرا بل مريحًا ، فما لبثتُ أن كسرته سائلا "هل لا بأس بسؤالكِ شيئ ؟"

أعرف إجابتها بالفعل ، هي لا ترفض شيئا عندما اطلبه ، أمومأت برأسها لأسترسل بسؤال "لمَ تحبّين فصل الخريف ؟"
لم تجب ، منتظرة منّي توضيحا " أعني ، يقال أنه أسوء الفصول لأنه موسم الهرم و الوداع ، لمَ قد ترينه عكس ذلك ؟"

هرب من ثغرها صوت قهقهة خفيفة ، امالت رأسها للأمام نحو السّماء ذات المظهر الخلّاب ثمّ راحت تجيب بكلّ هدوء "أليس جميلا ؟ أن ترى الشوارع تكتسي حلّة ذهبية ، رغم أنّ ذلك لون ذبول أوراق أشجارها لكن هذا مؤشر لإنبعاث جديد عن قريب"
أرجعت رأسها للخلف ثانية لتنظر إليّ بابتسامة واسعة بينما تغمض عينيها "فما بعد كلّ موت حياة ، ألا تعتقد ذلك ؟

"كما أن السماء تصفو لذا الرؤية تكون واضحة"
أضافت بعد هزّ كتفيها بإهمال

علّقتُ بعد إمالة رأسي"لكنّ سماء الصيف صافية أيضا !"

"مع هذا الحرّ لا يطاق صحيح ؟"

"ماذا عن الرّبيع ؟ جوّه لطيف"

"أجل ، لطيف لدرجة وجود العديد جدّا من محبّيه ، و بالتالي لن تنعم بالهدوء كما الآن"

أنهيت جلّ أسئلتي ، و كالعادة لم تنزعج هي عن الإجابة عنها مطلقا ، ربّما إهتمامها بأدقّ التفاصيل و كونها مستمعة جيّدة ، طيّبة القلب و أيضا حكيمة هو ما يجعلني أشعر بالهدوء و الأمان كما لو انّني في عقر البيت