8

284 25 7
                                    

___إيرين___
بقيت أقابل ميكاسا كل يوم تقريباً للدراسة بالمكتبة
قبل موعد الاختبار بيومين ذهبنا للمكتبة ولكن بقينا لوقت متأخر قليلاً عن العادة
لم ننتبه لمرور الوقت حتى جاء أمين المكتبة و قال "معذرة يا شباب.. وقت الإغلاق الآن.. يمكنكم إيجاد مكان آخر للدراسة"
جمعنا أغراضنا و غادرنا
أثناء سيرنا في الطريق رأينا آني..
كان شكلها يبدو أغرب من العادة
شعرها مبعثر.. ترتدي ملابس يغلب عليها اللون الأسود و ممزقة.. ظل عيون (آيشادو..) أسود و أحمر شفاه غير مضبوطين.. تبدو كما لو أنها كانت في شجار..
تسير وحدها في الشارع و تتمايل يميناً و يساراً
وقفت أمامنا بمسافة حوالي متر و قالت "يا خائن.."
نظرت حولي لأجد أنه لا أحد في الشارع غيرنا
"قلت لي أنك لن تدرس في المكتبة.. و الآن أنت هنا مع تلك الخرقاء.."
"وهل تعدين الدراسة خيانة؟!"
اقتربت أكثر و وضعت يدها على كتفي و قالت "هل تعتقد أنني أهتم للدراسة حقاً.. كنت أريد البقاء معك فحسب.."
وجهت نظرها نحو ميكاسا و قالت "أنت ماكرة.. حقاً"
ابتسمت ميكاسا ابتسامة لم أفهم معناها و قالت "إذاً.. أنتِ بالفعل تشربين و لم تصلي للسن القانوني بعد!"
ضحكت آني بصوت مرتفع و قالت "عليكِ حقاً تجربة هذا.. إنه رائع!!"
مقرف! و مريب قي نفس الوقت
كيف سمح لها أهلها بالخروج أصلاً في هذا الوقت بمفردها!
عادت تضع كلتا يداها على كتفاي و قالت "لقد كنت في حفلة.. لكن أريدك معي المرة القادمة.."
"لا.."
"لماااذا؟!!"
"أين منزلك؟!"
"لماذا؟"
"سأوصلك لهناك.."
"أبي سيقتلني إن رآني هكذا! خذني إلى منزل أمي.."
"ما.. حسناً أين منزل أمك؟!"
قامت بوصف الطريق لي و أخذتها أنا و ميكاسا إلى هناك
ميكاسا لطيفة حقاً.. رغم كل ما تفعله آني لها هي تساعدها...
"ميكاسا.."
"ماذا تريدين؟!"
"لقد شتمتك.. و قمت بإهانتك.. و فعلت أشياء سيئة كثيرة لكِ.. لماذا لازلت تقومين بمساعدتي في كل مرة.."
"لأنني لا أنسى.."
"هممم.. لا تنسين! و أنا أيضاً لم أنسَ.."
"لماذا تعتقدين أنني أسأت لكِ؟! أنت من بدأتِ بكل شيء!"
"لكنك متوحشة! ظننتك مثل أي طالبة أخرى!"
"هه.. أنا لست متوحشة.. لكنني لست ساذجة! انظري لنفسك! تعتقدين أن لديك أصدقاء لكنهم يستغلونك أو يخافون منك فقط لا أكثر!"
"هم.. هم من يشعرونني بأنني بخير.. لقد سئمت الوحدة.. (تبدأ بالبكاء) كله بسببهم.. تباً.. أكرههم.. لكن لا شيء آخر لأفعله!"
"أنتِ فقط تقومين بإيذاء نفسك و الآخرين من حولك!"
"هل تعتقدين أن هذا ما يرضيني! هذا فقط ما يملأ الفراغ بداخلي!"
قاطعت حديثهم قائلاً "عن ماذا تتحدثان بالضبط" لأجد نظرة مريبة منهما و أقول "حسناً لن أتدخل!"
وصلنا للمنزل.. يبدو ضخماً و فاخراً.. لكن هذا لا يظهر عليها!
رننت الجرس لتفتح الباب خادمة
عرفت أنها خادمة من ملابسها
ما إن فتحت الباب حتى نظرت بصدمة و قالت "دقيقة واحدة!"
دخلت و خرجت مع امرأة أخرى بعد دقائق لكن يبدو أنها صاحبة البيت.. و يبدو كذلك أنها والدة ساشا من شكلها
نظرت بخيبة أمل و قالت "هاااه.. ماذا فعلت لنفسها هذه المرة! هل أنتما من أصدقائها؟!"
قبل أن أجيب قالت ميكاسا "لا.. نحن مجرد زملاء فقط.."
"هههه.. زملاء.. لآني.. لا أعتقد أن هناك أحد قد يعتبرها طالبة! لقد تشربت من طباع أبوها الحادة حتى أصبحت مثله.. أو أسوأ منه بمراحل.."
دخلت آني و غادرنا نحن
كانت الكثير من التساؤلات تراودني
انتظرت من ميكاسا قول أي شيء كعادتها عندما يحيرني شيء ما لكنها لم تفعل
"ما الذي لم تنسيه؟!"
"هذا لا يخصك.."
"حسناً.. أردت فقط فهم ما يحدث"
"لا تهتم للأمر كثيراً.."
أمسكت بيدها و ابتسمت
نظرت لي ثم أشاحت بنظرها إلى الأرض..
لحظات و شعرت بها تمسك بيدي بقوة
نظرت لها لأجدها تبكي في صمت..
"ماذا.. ما الذي! ميكاسا! ما الأمر؟!"
"أكره هذا!.. لماذا لا يمكنني فقط أن.. أن أنسى!"
"ما الأمر؟!"
تركت يدي و قامت بالركض وصولاً لمنزلها..
___ميكاسا___
دخلت إلى المنزل و اتجهت لغرفتي مباشرة
ارتميت على سريري و عانقت وسادتي و انهمرت في البكاء
كنت قد نسيت إغلاق الباب لأجد ليفاي واقف أمامه مستنداً إلى الجدار و ينظر لي
"ماذا تريد"
"لا شيء.. جئت لأتحدث معكِ.."
"لا أريد أن أتحدث إلى أحد.. دعني وشأني"
تجاهل ما قلته و جاء ليجلس جانبي على السرير
نظرت له بتعجب ليقول "هل ترككِ؟"
"من هو؟"
"ذاك الذي تخرجين معه كل يوم"
"كلا.. ليس الأمر بشأنه أصلاً..."
"بشأن ماذا إذاً؟"
"وكأنه يهمك.."
صُدمت عندما وجدته يعانقني و يمسح على شعري
لأول مرة رأيت ليفاي آخر.. ليس أخي الذي أعرفه.. إنه ألطف من المعتاد..
بادلته العناق و استمريت بالبكاء و هو ظل يمسح على شعري
بعد أن هدأت نهض و قال "أتمنى أن هذا يشعرك بشعور أفضل الآن.." ثم غادر
أعتقد أن هذا أفضل شعور على الإطلاق.. أن أجد من يدعمني و يهتم لي.. و بالأخص أنه أخي ليفاي.. لم أتوقع أن أجد هذا الشعور مع هذه العائلة المريبة.. لكن في الواقع هو ألطف من داخله.....
___إيرين___
غريب حقاً أمرها..
وصلت إلى المنزل و بمجرد فتحي للباب وجدت أمي و إيمي جالستان على الأريكة و ينظران لي لتقول أمي بجدية "أين كنت كل هذا الوقت؟!"
"في المكتبة.."
"يفترض أن المكتبة أغلقت منذ 40 دقيقة.."
"نعم.. لقد كان معي إثنين من أصدقائي و أوصلتهما لمنازلهما أولاً.."
"لست مقتنعة.. لكن حسناً.."
"هل أدخل الآن؟!"
"نعم يمكنك ذلك.."
توجهت إلى غرفتي لأجد إيمي تلتفت لي و تبتسم كما لو أنها انتصرت علي..
تجاهلتها و دخلت غرفتي
بدلت ثيابي و ذهبت للفراش
لم أستطع النوم بسبب التفكير فيما حدث مع ميكاسا و آني.. ما قصتهما..
بعد وقت قليل سمعت صوت طرقات على الباب
ذهبت و فتحته لأجدها أمي
دخلت و أغلقت الباب و سحبتني من يدي لتجلس هي على السرير و أنا على كرسي المكتب
"أخبرني بالحقيقة.."
"حقيقة ماذا؟!"
"أين كنت طوال هذا الوقت؟!.."
"أمي!.. ألم تصدقي ما قلته!"
"كلا.."
"و هذا هو كل شيء عندي.. ليس لدي شيء آخر لإضافته.."
"متأكد؟"
أومأت إيجاباً
"يعني أنك متأكد تماماً.."
"نعم متأكد.."
"من هما صديقاك؟"
"ميكاسا و آني.."
لم أشعر بشيء سوى ارتطام الحذاء بوجهي و بعد ذلك سمعت "كنت في هذا الوقت المتأخر برفقة فتاتين!"
"نعم.."
"ماذا كنتم تفعلون بالضبط!"
"ندرس.. لقد سبق و أخبرتك بهذا!"
"ولماذا كنت تدرس مع فتيات فقط.."
"لأن الشباب غادرو بالفعل و نحن لدينا نفس الطريق للمنزل.."
"أكيد؟!"
"نعم.."
نظرت لي بطريقة مريبة و خرجت من الغرفة ثم عادت مجدداً قبل أن تبتعد عن الغرفة و قالت "اذهب للنوم الآن.."
"حسناً"
"لازلت لا أثق بك.."
"حسناً.."
"لماذا تأخذ الأمور بهذه البساطة؟!.."
"لأنني أثق بنفسي.. و هذا ما يهمني"
"ماذا تعني.."
"لا شيء.. تصبحين على خير.."
هاااه.. هذا لن ينتهي حقاً..
عدت للفراش و حاولت النوم لكن لم أستطع
ساشا! هي معهم منذ أول سنة.. بالتأكيد تعرف شيء ما
أرسلت لها عدة رسائل أسألها فيها عن ميكاسا و آني
بالتأكيد لن تجيبني الآن لكن لا بأس.. سأنتظر حتى الصباح..
لم تمر دقيقة حتى ردت
كان هذا سريعاً!
"هل يمكننا أن نتقابل غداً و سأخبرك بكل شيء؟ لأنه موضوع لا يمكنني كتابته في رسالة.."
"حسناً.. أين نلتقي؟"
"في المنتزه أمام المكتبة.. لا تخبرني أنك نسيت موضوع الاختبارات!"
"كلا... لم أنسَ هذا بالطبع!"
"حسناً.. أراك غداً.. إلى اللقاء"
"إلى اللقاء.."
______________________________
انتهى..
السلام عليكم
مرحباً
كيف حالكم؟
أتمنى أن تكونوا بخير
إذا أعجبكم الفصل لا تنسوا دعمي بتصويت و تعليق
لا تنسوا كتابة آرائكم و انتقاداتكم و اقتراحاتكم للفصول القادمة
لا تنسوا الدعاء لإخواننا في فلسطين و سوريا و جميع بلاد المسلمين
إلى اللقاء

لستِ مخيفة || You're Not Scary حيث تعيش القصص. اكتشف الآن