10

174 21 0
                                    

ذهبت لأبدأ التمرين مع زيك و على الأرجح أنه كان أسوأ قرار أخذته في حياتي!
لماذا يتعامل معي و كأني مدربه و لا يدرك أنها أول مرة لي أقوم بكل هذه التمرينات! ضغط.. أوزان.. ركض.. وغيرها من التمارين التي كان بالتأكيد من الصعب عليَّ فعلها كلها! كل خبرتي عن التمارين كانت أن أركض قليلاً في فناء المدرسة!
بعد مدة ليست بطويلة بدأت أشعر بأن حركتي أثقل.. أتعرق بكثرة
ظننت أنه رد فعل طبيعي من جسدي على هذه التمارين المفاجئة..
بمرور الوقت يزيد التعب حتى وصلت لمرحلة أنني لم أعد أستطيع أن أتحرك
"لا أستطيع.. أن... أكمل هذا!" قلت هذا و أما أشعر بأن قلبي سيخرج من مكانه!
"بل تستطيع.. هيا يمكنك فعلها يا بطل! أنت تبلي بلاءًا حسناً! هيا واصل ما بدأته!"
أنا مدرك تماماً أنه يشجعني لأنه يريد أن يراني شخصاً أفضل لكن ما لم يدركه أن ما أشعر به لم يكن طبيعياً..
"هل.. يمكن أن... نأخذ.. استراحة.... قصيرة!" سألته ولازلت لا أستطيع التقاط أنفاسي!
"حسناً.. لعشر دقائق فقط! وبعدها سنعود للتمرين!"
"كما.. تشاء!"
جلست على الأرض من التعب و جسمي ينتفض كما لو كنت فوق جبل متجمد! شربت القليل من الماء و شعرت أنني أصبحت أفضل قليلاً!
بعد مرور العشر دقائق عدنا للتمرين مجدداً.
ما أن بدأت بالتمرين شعرت أن الرؤية تتشوش شيئاً فشيئاً.. ولم أشعر بعدها سوى على صوت أبي بعد أن رش الماء على وجهي..
نظرت لأجد الجميع حولي و أبي يقول:"لقد أقلقتنا عليك.. هل أنت بخير؟!"
"ما الأمر؟!"
أجابني زيك بينما يحك رأسه:"على الأرجح أن التمرين كان قاسياً عليك كبداية لذا فقدت وعيك!"
"لقد أخبرتك أنني لا أريد أن أتمرن معك!"
"التمارين مفيدة!"
أجابته أمي بحدة قائلة:"مفيدة لكن رويداً رويداً! ماذا إن حدث له شيء الآن!"
وجهت نظرها إلي و قامت بوضع يدها على رأسي و قالت:"انتبه لنفسك عزيزي! لا تضغط على نفسك مجدداً حتى إن أصر هذا الوغد!"
بعد أن قالت هذا وجهت نظرها لأبي و سألته بقلق:"هل أنت متأكد أنه بخير!؟!"
"لا أدري! لم أفهم ما به بالضبط لكن أتمنى أنه بخير!"
هذه أول مرة أرى هذه الحالة من القلق تعتريهما!
عاد كل منهم إلى ما كان يفعله و أنا ذهبت لغرفتي..
قميصي كان مبتلاً بالفعل لذا قررت تغييره.
خلعت القميص و كنت ذاهباً لإحضار واحد آخر من الخزانة لكن شعرت بدوار فجأة و لحسن الحظ كنت قريباً من السرير..
ألقيت بنفسي على السرير و بقيت أنظر إلى السقف..
ما الذي حدث فجأة؟! هذه أول مرة أشعر فيها هكذا!
غفوت و لم أشعر سوى بصوت إيمي توقظني و هي تقول:"انهض يا أخرق.. تباً لك!"
"ماذا! ما الذي فعلته؟!"
"ميكاسا جاءت لرؤيتك، و أنا كنت أظنك مستيقظاً.. لذا.. دخلنا إلى الغرفة.."
"و.."
"و ماذا؟!"
"واصلي.. ما المشكلة في كوني نائماً؟!"
"ألا تعرف حقاً ما المشكلة!"
لم أفهم ما قصدته حتى لمحت المرآة و رأيت نفسي بلا قميص
"مهلاً.. هل رأتني هكذا؟!!"
"نعم.. ومن الخجل عادت إلى منزلها ركضاً"
"تباً تباً تباً!"
دفست وجهي في وسادتي بينما أصرخ من الخجل!
"هه.. تخجل الآن! بعد ماذا؟ انهض وارتدي شيئاً يسترك!"
بعد أن قالت هذا خرجت و أغلقت الباب خلفها....
تباً ما كان علي أن أبقى هكذا!
هل أذهب لها؟!
ارتديت قميصي واستعدت للخروج لأرى أمي على الدرج
"إلى أين؟"
"أريد أن أخرج قليلاً"
"كلا.. عد إلى غرفتك"
"لماذا!"
"لا تسأل كثيراً.. عد إلى غرفتك الآن حالما أعد الغداء.. أنت لم تتناول فطورك صحيح؟"
"أجل.."
"عد إلى غرفتك الآن إذاً مع سبب لهذه المرة"
"وما هو؟"
"هل تريد أن تموت في الشارع؟ مت هنا أفضل!"
عدت إلى غرفتي و أغلقت الباب بغضب
لا بأس... سأتصل بها فحسب.
لا رد..
يبدو أن إرسال رسالة سيكون أفضل في هذا الموقف..
"مرحباً ميكاسا.
كيف حالك؟ أنا آسف بشأن ما حدث.."
أرسلت هذا و ألقيت الهاتف على السرير و جلست أنتظر..
بعد مرور أكثر من خمس وعشرين دقيقة ردت و أخيراً.
"مرحباً.. امم لا تعتذر.. كان علي أن أستأذن منك أولاً و أن لا أكتفي بإذن والدتك فقط..لذا أنا التي عليها الاعتذار ليس أنت.. ففي النهاية هذه غرفتك و حياتك الشخصية.."
"لا يهم.. هذا أصبح من الماضي الآن... على كلٍ.. هل أنت متفرغة الآن؟"
"في هذه اللحظة لا.. لدي بعض الأشياء لأفعلها هنا.. صحيح.. كنت قد أتيت لدعوتك على حفلة عيد ميلادي غداً"
"أوه حقاً! عيد ميلادٍ سعيد!"
"هل ستأتي؟"
"بالتأكيد!"
"هذا سيكون لطيفاً حقاً.. أول مرة يوافق أحد فيها على القدوم لعيد ميلادي!"
"هل دعوتي البقية؟"
"و هل تعتقد أنهم قد يوافقون؟"
"طبعاً! و لمَ لا؟!"
"لا أعتقد أنهم يحبونني.."
"بل يحبونك!"
"أشعر بالخجل... من فضلك اتصل بهم أنت"
"إنها حفلتكِ أنتِ.. و يجب عليكِ أن تدعيهم بنفسك.."
"لماذا!"
"ليشعروا بأنكِ تقدرينهم!"
"حسناً.. سأتصل بهم... إلى اللقاء"
"إلى اللقاء"
_________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحباً جميعاً كيف حالكم
أتمنى أن يعجبكم الفصل
لا تنسوا دعمي بالتصويت والتعليق فضلاً وتقديراً لتعبي في كتابة الفصول
أعلم أنها ليست أفضل شيء لكن من فضلكم اكتبوا رأيكم واقتراحاتكم للفصول القادمة وانتقاداتكم
إلى اللقاء

لستِ مخيفة || You're Not Scary حيث تعيش القصص. اكتشف الآن