15

155 14 0
                                    

___إيرين___
مضى أسبوع وبعدها عاد أبي وأمي... لكن مع عمتي وأبنائها... دون و ميراي...
إنهما أكثر شخصان مزعجان رأيتهما في حياتي! كنت لا أزال متعباً قليلاً لذا لم أكن أخرج من غرفتي كثيراً... أخبرني زيك أن أمي لا تعلم أنني كنت مريضاً أو أنني خضعت لعملية جراحية وطلب مني عدم إخبارها... وإيمي أصبحت هادئة للغاية مؤخراً.. وتتهرب من البقاء مع ميراي بالبقاء معي... في الواقع.. عندما تأتي عمتي وأولادها عندنا تكون هذه الفترة الوحيدة التي يمكنني تحمل إزعاج إيمي وزيك بها...
كان زيك وإيمي ينامان معي في غرفتي لأن غرفتيهما مأخوذتان...
لأول مرة أشعر بأن ثلاثتنا مقربون من بعضنا البعض... هذا الشعور رائع!...
أمضت عمتي فترة ليست بقليلة عندنا وبعدها غادرت مع أولادها قبل بداية الدراسة بأسبوع... هذا أفضل بكثير!
وأخيراً أصبحت الغرفة لي وحدي من جديد!
مر هذا الأسبوع بسرعة ليحين موعد العودة إلى المدرسة... لقد اشتقت لأصدقائي كثيراً! لكن أتمنى أن لا تحدث مشاكل بين ميكاسا وآني...
دخلت إلى الصف مع ابتسامة أحيي بها زملائي وأصدقائي في الصف لتختفي تلك الابتسامة عندما رأيت ميراي في صفي..
"ما الذي...؟!"
"أوه.. مرحباً إيرين! لقد انتقلت إلى هذه المدرسة ويالها من مصادفة أن أكون معك في الصف!"
أنا واثق من أنها ليست مصادفة..
تصنعت ابتسامة لأقول لها "هذا رائع..."
ثم تركتها وذهبت للجلوس في مقعدي...
شعرت بشخص يربت على كتفي لأجد أنه جان... اقترب من أذني وقال "هل تعرف تلك الفتاة الجديدة؟!"
"للأسف نعم.. إنها ابنة عمتي..."
"لكنها جميلة حقاً... ما رأيك أن تعرفني عليها؟!"
"هه.. أنت بالتأكيد لا تريد هذا!"
"بل أريد...."
"اسمع جان... أنت صديقي.. وبالطبع لن أضعك في موقف سيء كهذا! وهذه نصيحة مني لك.. يستحسن ألا تقترب منها!"
"ما هذا الهراء الذي تقوله إيرين؟! ما الذي قد تفعله فتاة كهذه؟!"
"الكثير..."
"أتعلم... الكلام معك غير مجدٍ... سأتعرف عليها وحدي..."
"لقد أسديت لي معروفاً بفعلك هذا!"
ذهب جان ليتحدث معها...
"مرحباً.. أنا جان.."
"ماذا تريد؟!"
"أردت أن أتعرف عليكِ... ربما نصبح أصدقاء.."
"اغرب عن وجهي... لا أريد أصدقاء.."
"ما.."
"قلت اغرب عن وجهي! ألا تفهم؟!"
إنها وقحة حقاً! لم أتوقع أن تفعل هذا..
عاد جان وجلس في مقعده لأقول "أرأيت؟! لقد أخبرتك..."
"لم أتوقع أن تكون هكذا!"
"بل وأسوأ بمراحل.."
"هل يوجد أسوأ من هذا؟!!"
"أنت لم ترَ أي شيء بعد... آني تعتبر ملاكاً مقارنةً بميراي..."
دخلت ميكاسا الصف وللمرة الأولى تدخل الصف وهي تبتسم....
قامت بالجلوس في مكانها دون أن تتحدث مع أي أحد كعادتها.. لكن ابتسامتها كانت كافية...
استدارت ميراي لتنظر إليها (ميراي قاعدة قدام ميكاسا بالظبط) وتمد يدها مع ابتسامة قائلة "ميراي... وأنت؟!"
تجنبت ميكاسا مصافحتها وقالت "مرحباً بكِ.. أنا ميكاسا..."
"ألن تصافحيني؟!"
"كلا... لا أحب أن ألمس أحد..."
___ميكاسا___
تلك الفتاة غريبة حقاً.... لا تبدو لطيفة على الإطلاق!.. بالطبع لا أريدها أن تكون صديقتي ولن أصافحها أبداً! سأكتفي بأصدقائي الموجودين فقط...
عندما رفضت مصافحتها أبعدت يدها ونظرت إليَّ نظرة مريبة وتمتمت بكلمات لم أفهمها.. لكن يبدو أنها كانت تشتمني في سرها!
انتهى اليوم الدراسي وكنت في طريقي إلى المنزل وحدي ليلحقني إيرين ركضاً ويقول "كيف حالك الآن؟!"
"بخير... لكن لماذا تسأل؟!"
"أعني.. بعد تناول ذاك الطعام في الحديقة..."
"هل لا زلت تتذكر هذا حقاً؟!"
"أجل... لقد تعبت بسببه كثيراً! أتعلمين.. لقد قال لي زيك بأن ذاك الطعام كان به قطع زجاج وقد أكلتها..."
"هل حدث هذا حقاً؟!!"
"أجل.. وتم إجراء عملية لي للتخلص منه.. لكنني بخير الآن!"
"جيد أنك بخير! ولماذا لم تخبرني بذلك حينها؟! على الأقل كنت سآتي لزيارتك.."
"أمي لا تعرف بهذا الأمر حتى الآن.. كما أن عمتي كانت عندنا لمدة وبعدها ها نحن الآن عدنا للمدرسة..."
وأثناء سيرنا ونحن نتحدث قاطعنا صوت فتاة تقول "انتظرني إيرين.. سآتي معك..."
نظرت لأجدها تلك الفتاة من الصف... كيف عرفت إيرين أصلاً؟! على الأرجح تعرفت عليه في الصف...
"اااا... ميراي.. ألن تعودي إلى منزلك؟!"
"كيف سأعود إلى منزلي؟! أنت تعلم أنه بعيد.. كما أنني انتقلت إلى هذه المدرسة.. يعني سأبقى عندكم طوال فترة الدراسة..."
"ما الذي..؟! لماذا؟!"
"ما الأمر..؟! ألا تحب بقائي؟!!"
قال في سره "وكأن رأيي سيغير شيئاً..."
لتقول "هل قلت شيئاً ما؟!"
"لا... لا شيء.. تعالي لتمشِ معنا..."
بدا إيرين وكأنه لا يطيقها... على الأرجح هي إحدى قريباته...
"أوه.. أنتِ ميكاسا.. من الصف...."
"أجل..."
"لم أعلم أن طريق منزلك نفس طريق منزل إيرين!"
"بالطبع لم تعلمي.. لأنه أول يوم  تريني فيه أصلاً..."
"معك حق! لكن... لكن أعتقد أنه يجب عليكِ أن تكوني أكثر ليونة في الكلام... هكذا أنتِ قاسية للغاية..."
"أعتقد أنها طريقتي وأنا حرة بها!"
"وقصة شعرك لا تشبه الفتيات... أسلوبك بحاجة إلى تعديل!"
"هذا ليس من شأنك!"
"كما أن..."
وقبل أن تكمل جملتها قاطعها إيرين قائلاً بحدة "ميراي! إن كنتِ ستمشين معنا اصمتي!"
تقدمت عنا بعدة خطوات واتجهت إلى المنزل وحدها...
"هذا أفضل بكثير!"
"من هذه الفتاة؟!"
"ابنة عمتي..."
"لكن يبدو أنك.."
"نعم.. أنا أكرهها ولا أطيقها.. ولا أدري لماذا هي ملتصقة بحياتنا هكذا!"
"هذه أول مرة أراك تكره أحداً!.."
"أنا لا أكره أي أحد في العالم مثل تلك الفتاة!"
يبدو أن نظرتي كانت صحيحة تجاه تلك الفتاة!
عدت إلى المنزل فلم أجد أي أحد... هذا أفضل... دخلت المطبخ وقمت بإعداد شطيرة وأخذتها واتجهت إلى غرفتي وبدأت بالدراسة لكي لا تتراكم الدروس فوق رأسي مثل العام الماضي(حماس البدايات أختاه)! أعتقد أنني هذا العام سأحاول الاجتهاد لأعود إلى مستواي القديم مجدداً...
بدأت بالفعل بالدراسة.. كانت لدينا دروس قليلة لذا لم يأخذ هذا وقتاً طويلا.... وانتهى بي الأمر أخربش أشياء غريبة على الورق...
أثناء ذلك دخل ليفاي للغرفة ليقول "أوه.. لقد عدتِ مبكراً اليوم..."
"أجل.... أين كنت أنت وأمي وأبي؟!"
"عند منزل صديقك ذلك المدعو إيرين... الذي نامت شقيقته تلك الليلة عندنا..."
"أجل أعرفه... لماذا ذهبتم إلى هناك أصلاً؟!"
"أمي أرادت زيارتهم فجأة وقررت أننا سنذهب معها!"
"ثم..."
"ثم ماذا؟!"
"اجلس هنا وأخبرني بكل ما حدث!"
"لا شيء مهم... لكن ما لفت انتباهي هو أنه أثناء جلوسنا دون فعل أي شيء حرفياً فتحت فتاة أول مرة أراها الباب بقوة ودخلت بغضب إلى إحدى الغرف دون أن تقول أي شيء.. كانت ترتدي زي المدرسة.. وبعدها بقليل دخل صديقك لكنه كان أكثر هدوءاً منها.."
"وماذا حدث بعد هذا؟!"
"لا شيء... تناولنا الغداء هناك ثم عدنا إلى المنزل..."
"يعني لم يحدث أي شيء مهم؟!"
"أجل... إنهم جميعاً عجائز.. ما المهم في كلامهم؟!"
بعد أن قال هذا دخلت أمي الغرفة لتقول "من العجائز ليفاي؟!"
"عجائز! من قال عجائز؟!"
"لقد سمعتك للتو تقول عجائز!"
"كلا.. لم يحدث!"
قال هذا ثم خرج ركضاً إلى غرفته...
"ما الذي كان هذا العاق يقوله لكِ؟!"
"لا شيء... كنت أسأله عن شيء ما وهو يجيبني فقط..."
"حسناً... هل أكلتِ؟!"
"أجل..."
"سأتركك لتواصلي دراستك إذاً.."
قالت هذا ثم خرجت هي الأخرى وأغلقت الباب.. لم تمر دقائق حتى شعرت بأنها ستكسر الباب فوق ليفاي! لقد عدنا إلى ما كنا عليه مرة أخرى..
___إيرين___
كنت جالساً في غرفتي دون فعل أي شيء حتى دخلت أمي معها كأس حليب..
"مساء الخير عزيزي.. أنت لم تأكل جيداً على الغداء لذا أحضرت لك هذا الحليب.."
"شكراً أمي..."
"إيرين... هل هناك شيء ما تود إخباري به؟"
"شيء مثل ماذا؟!"
__________________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحباً جميعاً
كيف حالكم؟
إذا أعجبكم الفصل لا تنسوا دعمي بالتصويت والتعليق فضلاً
إلى اللقاء

لستِ مخيفة || You're Not Scary حيث تعيش القصص. اكتشف الآن