[الانطلاق نحو العالم]
《ف٢》بعد ان انتقلت اخته للعيش مع خالته اخذت حياة هذا الفتى منعطفاً لدخوله في داوامةٍ لم يكن يفقه فيها شيئاً فحتى اجمل المشاعر التي تتشكل في الحب لم تكن سوى لعنةٍ عليه لانه كان من طرفٍ واحد لفتى يملئه الكبرياء والخجل والمسؤليه لانه يحمل على عاتقه مسؤليةً لا تدرك فكان يكتم ذلك الشعور ودفنه في اعماقه وركز على عمله واخته ورغم صغر عمره الا انه كان واعياً ومدركاً لوضعه ولم يفكر بشيء سوى انه لا يريد ان يضع نفسه في موقفٍ محرج لانها كانت تكبره ب٤ سنوات وكانت اعلى منه في المستوى المادي ولم يكن يحب ان يرفض ويكسر فقرر ان يدفن مشاعره ويحاول قتلها ضناً منه انه سيبقى غارقاً بالفقر فقط فباشر بالعمل وتوفير المتطلبات التي يردها زوج خالته لاجل اقامت اخته معه لكنه كان غبياً في ناحيه التبذير لانه بعد ان تخلص من عمه اللعين قل الحمل على عاتقه فبدأ بالصرف المبالغ لاجل ان يجعل اخته تتساوى مع بنات خالتها ولاتنقص عنهم بشيء الى ان توفى الرجل الذي كان يعمل معه بعد مرور سنتين فكانت اشبه بكسرةٍ قويه لروحه لانه كان الشخص الوحيد الذي يهتم به وعلمه على العمل وسانده وبعد وفاته قام اولاده بسد المحل فحزن الفتى كثيراً لانه كان صغيراً ولم يكن احد يريده ان يعمل معه لانه كان في ال١٢ من عمره ويضنون انه لايستطيع العمل ولا يملك الكفائة الكافية فضل يعمل في عربته التي كانت مصدر رزقه ومسكنه نعم مسكنه لانه كان ينام فيها لكن في احدى اليالي اخذ عربته الى مكانٍ منعزل في نهاية السوق فيه مبنى مهجور واوقف العربه لينام على هدوء الصوت من شدة تعبه ولم يعر اهتماً او خوفاً لاي شيء لان قلبه كان بارداً متبلد الشعور ولايمه اي شيء سوى اخته ، فبعد لحضات سمع اصوات هتافاتٍ وصراخ فنهض مستغرباً ولم يجد شيأً فدخل الى المبنى وتتبع الصوت فدخل الى سردابٍ ليجد ساحةً للقتالات السرية والممنوعه والرهانات فأعجبه المنضر لانه كان يعشق الفنون القتاليه فسأل احد الموجودين الذي كان في عمر ال٥٠ وينضر الى القتال من مكانٍ منعزل عن سبب النزال فقال له يتنازل هنا امهر المقاتلين الذين لم يهتم لهم احد منهم من يقاتل لكسب المال ومنهم من يقاتل لارضاء شغفه ومنهم من يسعى لان يراه احد ويرفعه الى النجومية لكن لما انت مهتم وماذا تفعل هنا وانت بهذا العمر
فتبسم الطفل بأبتسامةٍ مرعبه ونضرةً حادة وقال للرجل
هه انا لا احد وليس لي احد لكنني في يومٍ ما سأحكم هذه الحلبة وخرج ليذهب الى عربته لكنه لم يعلم ان من تكلم اليه كان احد اللاعبين للمنتخب ومدربٍ للفنون القتالية
فصدم الرجل برد الفتى وشعر بالرعب من هدوء الفتى وثقته التي لاتوصف فحاول اللحاق به وصدم لرؤيته ينام في عربةٍ خشبية فتركه ورحل وعاد في اليوم الثاني يبحث عنه في السوق حتى وجده وضل يراقبه ويراقب عمله مذهولاً لقوة الفتى في العمل وتلاعبه بالاكياس التي تزن ما لا يقل عن ٥٠ رطل وسرعته وذكائه فضل ينضر اليه اليوم كله والى عمله الذي لايحتمله اشد الرجال ويتلاعب به بلا تعب حتى حل المساء فشاهد الفتى اخذ مجموعةً من الاكياس وبدء بوضع الاكياس ببعضها فتبسم الفتى بينه وبين نفسه وضهرت مرةً اخرى تلك الملامح المرعبة على وجهه مما اثار الفضول في داخل الرجل وذهب ورائه واستغرب بأن الفتى كان يملئها بالرمال واشترى بعض الحبال وذهب الى ذاك المبنى فصعد مع كيس الرمل ليعلقه ويبدء بالتدريب عليه لكن الرجل صدم من قوة ضرباته وسرعتها لانه لم يكن سوى فتى لايعلم عن هذه الامور شيئاً الا ان ضرباته كانت ضربات محترفين لانه كان يشاهد الملاكمه دائماً وبسبب ذكائه كان يحفض كل ما يشاهده لكنه لايستطيع تنفيذ الحركات كلها فأعجب الرجل به كثيراً وكشف نفسه فتعجب الفتى لحضور الرجل وسأله لما انت هنا فقال له كنت اراقبك منذ الصباح لكن الفتى لم يرد عليه ضناً منه انه مجرد رجل لايفيده بشيء وتابع تدريبه فغضب الرجل وقال له ان ما تفعله ليس سوى مضيعةٍ لوقتك وجهدك والفتى لايعير اي اهتمامٍ لكلام الرجل ورد عليه لاعليك فأنا اعلم ماذا افعلا لاتتدخل رجاءً فهذا لايخصك ارحل من هنا ودعني وشأني
فتحرك الرجل فأذا به ينفذ حركةً بقدمه قام بها بتحطيم جزء الحائط المهدم فصدم الفتى مما رئاه وقال له من انت !
فقال له لاتهتم واحسن من سلوكك وتعال لي غداً في الصباح وكتب له العنوان بورقةٍ واعطاها له
فقال الفتى لكنني لا استطيع ترك العمل
فقال كم تكسب من عملك في اليوم
فقال له الفتى دخل متفاوت بين ١٠ الف الى ٣٠ الف
فأخرج الرجل من جيبه ٥٠ الف واعطاها له وقال له هذه اجرتك
اريدك غداً في السابعة
لكن الفتى رفض ايضاً وقال له خذ نقودك لا استطيع فأنا غداً سأذهب للتسجيل في الدراسه المتوسطة
وغداً اليوم الاخير اسف لا استطيع
فسأله الرجل اين والديك فقال له الفتى انهما متوفيان وقص عليه قصته لان الرجل اصر على معرفتها
فقال له الرجل والدموع اغرقت عينيه لن تعمل في هذه العربة بعد الان
انا سألتزمك
غداً بعد ان تكمل تسجيلك اريدك ان تأتي لي واعطاه مبلغاً وقال له خذ جهز نفسك لعامك الدراسي فأنا ارى لك مستقبلاً عضيماً
لكن الفتى رفض ان يأخذ وقال له انا لا اخذ صدقةً من احد انا لست متسولاً ولا رخيصاً كما تضن
فرد الرجل اذن اعتبرها ديناً واعدها
فرفض ايضاً فأدرك الرجل انه لا فائدة من الالحاح فعزة نفسه وكبريائه عالٍ جداً فتبسم ورحل وقال له انا انتضرك غداً ...يتبع 🖤💨💔
أنت تقرأ
محطة الضياع
Ficção Geral-الكتابة تُعلمنا كيف نُجري عملية جراحية على العقل دون دماء أو جروح ، فأنا أكتُب لِأفهم نَفسي ماذا اُريد.