[الانطلاق نحو العالم]
《ف٣》بعد مغادرة الرجل ذهب الفتى الى عربته ليسترخي من تعبه قليلاً لكنه لم يستطع ان يغفو وضل يفكر بكلام الرجل وان كان صادقاً ام لا لان الفتى لايثق بأحدٍ اطلاقاً وضل يفكر ويفكر حتى اشرق نور الفجر عليه فذهب ليعمل قليلاً قبل ذهابه الى التسجيل الدراسي ، وعند ما انجز البعض من اعماله ترك عربته عند احد اصاحب المخازن امانةً فذهب الى مكانٍ خال ليبدل ملابسه ويذهب الى مدرسته الابتدائيه لكنه ذهل ذهل تماماً عندما وصل الى المدرسه فأذا بكل الكادر التدريسي كان بأنتضار قدومه وكان ملفه ووثيقته مجهزان بغلافٍ جميل والكل يضع له الورد لانه كان متميزاً جداً ورغم ضرفه تفوق على جميع مدارس محافضته لعامه الدراسي الذي صادف في تايخ(٢٠١٠)
فلم يستطع السيطرة على دموعه فأذا به ينهار بالبكاء امامهم لانهم كانو بمثابة عائلةٍ له فلم يهن عليه فراقهم
فأحتضنوه وهدئوه وشجعوه فأخذته معلمته المشرفة عليه التي كانت صديقة والده مع المدير للثانوية ليوصو به ويأتمنو عليه عند معارفهم فأتم التسجيل ليباشر بمرحلةٍ جديدة ومختلفة وتوديع مرحلة الطفولة التي راقبها تمر من امام عينيه ولم يستطع الحصول عليها ، فعاد الفتى الى عربته ليعمل فأذا به يجد ان الرجل واقفٌ بأنتضاره لانه تأخر فقال له الفتى انت !
مالذي تفعله هنا ماذا تريد ارجوك لاتوهمني ودعني اعمل فأنا لدي ما يكفي من الصعاب والالم لاتزدها عليَ
فقال له الرجل الم اخبرك ان تأتي مباشرةً الي مالذي اتى بك الى هنا
اجابه الفتى لم اصدق كلامك وضننت انك فقط تتكلم لتواسيني او انك مجرد كاذبٍ لا اكثر
فضحك الرجل مما سمعه وقال كنت متأكداً من تفكيرك لذا اتيت لاخذك هيا تعال معي .
فذهب الفتى مع الرجل لانه اصر وتكفله ابن الرجل الذي كان يعمل معه لانه يعرفه ، فذهبو الى نفس المنطقه التي كان يسكن فيها والده واخوته
فغضب الفتى وصرخ في الرجل ايها الحقير هل تريد ان ترجعني لاخوتي !
فقال الرجل لا وأهدء قليلا وتحلى ببعض الصبر
فتوقف الرجل امام احدى المطاعم الفخمة وقال للفتى انزل والحق بي
ونزل الفتى ودخلو الى المطعم فجلسو على طاولة في اخر المطعم في الجناح الخاص وطلب اجود ما يقدمون لكن الطفل كان يستشيط غضباً لانه في اكثر المناطق التي يكرهها ،
لكنه استغرب عندما قدم مالك المطعم الى الرجل وقبله فأنصدم بأنه ابنه فقدم الطعام للفتى لكنه رفض الاكل واخبرهم بأنه ليس جائعاً ورغم اصرارهم عليه لم يأكل فقال الرجل لابنه اتركه انه عنيدٌ جداً فنهض الرجل واخذ ابنه وتحدثو على انفراد بأمر الفتى وقص عليه قصته لكن الفتى لم يكن مرتاحاً ابداً فأتى الرجل وابنه وقالو له من اليوم ستعمل هنا وسنعطيك مرتبك لكن يجب عليك الالتزام انت الان منا نحن فقال الرجل انت ابني وقال ابنه انت اخي لاتقلق فنحن معك فوقف الفتى مذهولاً من موقفهم فخيروه اين يريد العمل فقال لهم اصعب عملٍ موجودٍ هنا اريده واتمنى ان يكون منعزلاً فتفاجئ صاحب المطعم وضحك لانه يراه مجرد فتى فوافق الرجل على كلام الفتى وقال لابنه اعطه مايريد فقال له ادخل لغسل الصحون لكن انتبه
فقال لصاحب المطعم يا سيدي نسيت ان اخبرك انا طالب في المدرسه وعملك سيعق دراستي فقال له اعلم
فأنا اريدك من ال١ ضهراً الى ال٨ ليلاً فقط وبمرتب (٨٠٠ الف دينار) فهل توافق على العمل ؟
فرح الفتى واحتضن الرجل باكياً وهو يقول انا اسفٌ ياسيدي لانني اسئت اليك واسئت الضن بك انا سفٌ جداً فقال له الرجل وانا ايضاً نسيت ان اخبرك بشيءٍ مهم
فقال له ماذا بعد يكفي ما فعلته لأجلي هذا كثيرٌ جداً
فقال الرجل سأجعل منك اسطورةً في الفنون القتالية بخبرتي واصرارك سنحكم الحلبة
من الان لاتنادني بسيدي فأنا معلمك
عندما تنهي عملك ستأتي انت وابني الثاني للتدرب في النادي معي وسأشرف عليك بنفسي
اما الان اذهب ودع ابني يرى الوحش الذي احضرته لك واخرج الرجل هاتفاً من حقيبته واعطاه له وقال دع هذا معك ولاترفض انه من اجرك
استخدمه واتصل بأختك لتطمئن عليها يومياً
فأخذه الفتى والفرح يملاء قلبه فبدء بالعمل وكان الرجل وابنه يراقبان عمل الفتى فأنصدم صاحب المطعم من خفة يد الفتى وسرعته في العمل وبعد لحضات قال لابيه يا ابي من الضلم ان هذا الفتى يغسل الاطباق ان هذا ليس مكانه سأحوله مساعداً للطباخ الرئيسي لانه يحب العمل ويتفانى لاجله فضحك الرجل وقال لابنه الم اقل لك سأحضر لك وحشاً فأخرج الرجل هاتفه واتصل بأبنه الاخر ليأتي ويعرفه على هذا الفتى وليقوي علاقته معه وضل الثلاثة يراقبون الطفل حيث انه اكمل عمله بوقتٍ قياسي جداً وذهب ليساعد البقية فأعجبو به وعند انتهاء وقت العمل نادو عليه فقدم مسرعاً وقال بماذا اخدمك يا سيدي
فوضع صاحب المطعم يده على كتف الفتى وقال له الم اخبرك بأنك صرت واحداً منا لاتنادني سيدي بعد الان انا اخاك ياعلي نادني بأسمي حسن فخجل الفتى وقال انت اكبر بكثير ياسيدي فقال اذن قل اخي ولاتعد النطق بكلمة سيدي فهنا لا احد سواك ينادني بها ودعني اعرفك بأخي عبدالله انه اكبر منك قليلاً وقد نسيت شيئاً اخر فنادى على احد العاملين (صادق)
الذي اصبح صديقه المقرب جداً والوحيد
وعند قدومه اخبره انه مثلك تماماً وحيدٌ ويتيم الاب وهو هنا ليعمل من اجل اخواته ال٤ ووالدته المريضة
فمد صادق يده للفتى وتعرفو على بعض فقال الرجل الان اصبح لي ٤ اولاد
فقال الرجل صادق حسن عبدالله ان علي اصغركم هنا فأعتنو به اما انتم ال٣ ستدرسون سوياً في نفس المدرسة ولا تنسو انكم دائماً اخوة
ضعو ايديكم بأيدي بعض
ووحدو قلوبكم في هذه الدنيا
وانا معكم ...يتبع 💔💨🖤
أنت تقرأ
محطة الضياع
Ficción General-الكتابة تُعلمنا كيف نُجري عملية جراحية على العقل دون دماء أو جروح ، فأنا أكتُب لِأفهم نَفسي ماذا اُريد.